حمل اللقاءان اللذان عقدهما الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري في واشنطن مع كل من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ومستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس، إشارات بالغة الدلالة على مستويين، أوّلهما الهواجس التي يحملها الحريري حيال الأفق الاقليمي، لاسيما في ضوء مآل المفاوضات حول النووي الايراني وتداعياته على صعيد «النفوذ» الايراني في المنطقة، بما ينعكس حكماً على الواقع اللبناني، وثانيهما موقف الولايات المتحدة الثابت لجهة دعم لبنان لا سيما في ملف مواجهة الارهاب وتحمل عبء نحو 1.2 مليون نازح سوري، مع تشديدها على وجوب إنهاء حال الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية.وفي المعلومات الرسمية ان «بايدن والحريري ناقشا التطورات الاقليمية والدولية بما في ذلك المفاوضات الديبلوماسية النووية مع ايران وبحثا الوضع السياسي في لبنان حيث أعرب نائب الرئيس الاميركي عن تأييده لسياسة لبنان في النأي بالنفس عن النزاع في سورية».وأوضح بيان صدر عن مكتب بايدن انه اتفق والحريري «على ضرورة توصل القادة اللبنانيين الى اتفاق لملء الفراغ الرئاسي الحالي» وان البحث تطرق «الى التحدي الانساني الضخم الذي يواجهه لبنان وجميع الدول المجاورة لسورية لمساعدة اللاجئين السوريين، حيث اعرب الحريري عن امتنانه للدعم الانساني الذي تقدمه الولايات المتحدة للاجئين السوريين في لبنان».اما الاجتماع بين رئيس تيار «المستقبل» ومستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس (ليل أول من أمس) فتخلله نقاش تناول «مجموعة واسعة» من القضايا الاقليمية.وقال البيت الابيض في بيان ان «رايس شددت على ضرورة قيام جميع الاطراف اللبنانية بتنفيذ سياسة النأي بالنفس عن النزاع في سورية ودعم التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة». واضاف ان «رايس والحريري اتفقا على ضرورة التوصل الى حل سياسي حقيقي للأزمة السورية وزيادة الدعم والمساعدات الدولية للاجئين السوريين في لبنان والذين يصل عددهم الى 1.2 مليون لاجئ».ووفقاً للبيان حضت رايس البرلمان في بيروت على المضي قدماً في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وفقاً للدستور اللبناني.وكان الحريري قد زار مقر وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» واجتمع بنائبة وزير الدفاع كريستين ورموس وتركز البحث خلال اللقاء على مجمل الاوضاع في المنطقة وسبل زيادة الدعم للجيش والقوى الامنية اللبنانية لتتمكن من القيام بالمهمات المنوطة بها في حفظ الامن ومحاربة الارهاب.وفيما تتحدث معلومات في بيروت عن ان الحريري يستعدّ لزيارة موسكو الشهر المقبل للقاء كبار المسؤولين الروس والبحث معهم في الأوضاع في لبنان والمنطقة، وذلك في إطار الجولة التي يقوم بها على عدد من الدول المعنية بالوضع في الشرق الأوسط، بدأت تتكشّف بعض ملامح المواقف التي أبلغها الى المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم، اذ نقلت صحيفة «المستقبل» عن مصادر مواكِبة لمحادثات زعيم «المستقبل» انه ركّز في الشق الإقليمي على كون «مفتاح استقرار المنطقة هو في إنهاء الأزمة السورية والانتقال إلى مرحلة جديدة لمعالجة الملف السوري لأنه بخلاف ذلك ستبقى المنطقة مفتوحة على مزيد من التأزم»، فيما شدد الحريري في الشق اللبناني على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية، مع تأكيده أنّ «الجيش اللبناني ليس حزب الله» وذلك ردّاً على الاستفسارات والأسئلة التي سمعها من أكثر من مسؤول أميركي حول طبيعة العلاقة القائمة بين الجيش اللبناني و«حزب الله»، لناحية استيضاح مدى تأثير الحزب على الجيش، مشدداً على أنّه «إذا كان هناك ثمة ولاءات محدودة (من هذا القبيل) فهذا لا ينفي واقع أنّ الجيش يتشكّل من مكونات الشعب اللبناني كله ويقوم بدور وطني حقيقي في حماية الاستقرار ومواجهة الإرهاب».