احتفت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بتجربة الفنان التشكيلي سعود الفرج، وذلك بإصدار كتاب اعده رئيس الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان، ومن ثم اقيم بمناسبة اصدار هذا الكتاب حفل توقيع ومحاضرة ادارتها الفنانة التشكيلية منى الدويسان وحاضر فيها سلمان.وقالت الدويسان في تقديمها: «استطاع سعود الفرج ان يقدم صورة معاصرة ومفعمة بالروح والحس الكويتي، خصوصا في اجزائها الزخرفية وألوانه، وتدل اعماله على تماسك واضح في العلاقة بين عمله والعالم الثقافي والانساني، ففي لوحاته تلتقي فيها من ناحية ذكريات قديمة عميقة الجذور في تاريخ الكويت وتراثه العريق وتوصل الى دمج وجهات نظر وتخيلات وتجريدات تتعدى خطوط ما تميز به الفن المعاصر... وتدل اعماله على جرأته وإلمامه بمدارس الفنون المعاصرة، فتبدو في اعماله خصوبة وثراء خياله وغزارة ألوانه ولمساته البالغة الدفء والحيوية تكتسب اعماله تلك الرؤية التي تغوص في الوجدان بمذاقها الخاص المتميز... كما انطلق كغيره من الفنانين التعبير عن انفعالاته وربط تلك الانفعالات بالواقع والتعراث فقدم مجموعة كبيرة من الاعمال التي تحمل موضوعات متنوعة والتي عكست محتواها عن اكثر من مجال ويبقى اللون محور التعبير، وقد اعطاه اكثر من قيمة جمالية، تعبيرية، انفعالية وظفه توظيفا رمزيا له ما يعادله في الواقع».واضافت: «تجذبنا تجربة سعود الفرج لأنه استطاع ان يحقق قدرا من الاستيعاب لمعطيات التراث الكويتي بزخارفه المتعددة واشكاله الجمالية الغنية بالحرية الايحائية ليغلفها قالب من الحسن التراثي بهدف تزويد التجربة بروافد غنية دون الاخلال بالرؤية الخاصة المتنافية معها».واستطردت قائلة: «في تجاربه الاخيرة استخدم سعود الفرج مجازات الخبرة العميقة، يعيد صياغة الافكار والموضوعات والعناصر الاساسية من التراث، ويعيد عناصر من رسومه الخاصة التي ترجع الى المراحل المبكرة من فنه في تكوينات جديدة، فقد ظل بحثه الرمزي المستفيض ماكثا في صورة التي استخدم فيها لغة الفن بدلا من محاكاة الواقع المباشر للبيئة... فرغم ذاتية سعود الفرج الواضحة فلا شك في ان فنه تعبير عن الشكل وليس التفصيل ويستخدم الايماءات اكثر من الاشارة الواضحة ليوحي الى الحلم واستطاع ان يحقق تفردا وروحا معاصرة ذات مذاق خاص».في ما قال الفنان عبدالرسول سلمان في حديثه عن المحتفى به: «بدأ سعود الفرج تسجيليا في بداياته الفنية وتحول فيما بعد الى التعبيرية عبر منطلق مظاهر الواقع المرئي وتحطيم الاشكال الواقعية وتحويلها الى اساس عضوي سواء كانت في جوهرها الواقعي عضوية ام هندسية واستمر هذا المنحنى في تجارب كثيرة حتى استعارت تعبيريته شكلا تجريديا عضويا تماما واضاف البقع اللونية الى جانب الزخرفة الشعبية وتميز في مسألة البحث عن مجموعة لونية تكشف عن بحث جمالي تتحقق عبر الانجاز بمنتهى الانفعال... ولا شك ان دراسته في الفنون المسرحية اثر كبير في ايجاد نوع من التزاوج بين خطه الواقعي التسجيلي وبين مراحل تطور تجربته المعاصرة من احداث نوع من الاتباع التصويري الذي نستشعر فيه رائحة التراث من خلال نسيج تصويري شرقي تتشابك فيه المفردات الخطية مع التناغم اللوني في حركة دائمة تعطي نوعا من الحيوية التي تؤكد الارتباط والتوليف وتجعله عنصرا منفردا دائما بذاته.واضاف «كما تناول بعد ذلك الاجواء البحرية والاشكال المرتبطة بها من السفن والسواحل والبحارة برمزية واقعية تسجيلية وتناول الصحراء والبادية والرقصات الشعبية وتطورت لديه التجربة خصوصا في معارضه الشخصية: همس الالوان لوحات تنتمي الى التجريدية الزخرفية والتجريد الهندسي، شارك في معظم معارض الجمعية منذ العام 1978 وحصل على الكثير من جوائزها... له اهتماماته في التراث الفني الكويتي ويستمد اغلب اعماله من التراث ويعالجها بأسلوبه المعاصر».واضاف بقوله: «ينحاز الفنان سعود الفرج في اكثر الاحيان الى محاكاة الواقع واهتمامه بدقة التفاصيل التي تأخذنا الى حالات من الحب والتجلي التي تتمثل في الانفعالات اللونية والضربات الدقيقة، انه الانخطاف تجاه الواقع في مناخات بعيدا عن الجفاف والسطحية... فهو يخترق ابعاد التراث ويبين لنا الموضوعات الجميلة التي يحاكي فيها البيئة الكويتية ليصل به الى عالم يتجاوز المألوف الى مادة محدودة نتأثر بها وتؤثر فينا بتشكيل ساطع بين اليقظة والحلم ويأتي الضوء عنده ممزوجا بخليط من الألوان ذات الابعاد المختلفة والمعاني المعبرة يؤكد فيها بقوة وبكل جرأة درجات اللون وقوة اضاءته تنبض بالحياة هكذا يأخذنا سعود الفرج في اعماله الى امكنة زرناها وزارها الفنان فاحتضن معانيها بالتنويعات اللونية التي تسكب على الحواجز وتمتزج فيها الذكرى والخيال وسيل من المشاعر والتخيلات تنشد الحب والجمال».والكتاب تضمن رؤية تعريفية وضعها سلمان وفي جزئه الاخر احتوى على لوحات فنية تعكس تجربة الفرج الفنية التي اتسمت بالرقي والتميز.وبدأ سعود الفرج سيرته الفنية تسجيليا ثم تحول بعد ذلك الى التعبيرية بالاضافة الى استفادته من دراسة الفنون المسرحية في ابحاثه التشكيلية.وتناول في اعماله الاجواء البحرية والصحراء والبادية والتراث وينحاز الى محاكاة الواقع واختراق ابعاد التراث ويتميز بالجرأة والالمام بمدارس الفنون المعاصرة كما ان له اعمال تتميز بالتكوينات المتناسقة.وفي تجاربه الاخيرة استخدم سعود الفرج مجازاة الخبرة العميقة ليعيد صياغة الافكار والموضوعات والعناصر الاساسية من التراث ويعيد عناصر من رسوماته الخاصة التي ترجع الى المرحلة المبكرة من فئة «تكوينات جديدة».