تعطي وزارة التربية الضوء الأخضر لمشروع إدخال المناهج المطورة إلى رياض الأطفال، بعد 6 سنوات من التطبيق والتوسع التدريجي في رياض التجربة، حيث أثمر فوائد وإيجابيات فاقت بمخرجاتها بعض المدارس الخاصة النموذجية وأنتجت جيلا مؤهلاً وفق أحدث الأسس فيما يتسلح الأطفال اليوم بأبجديات العربية والرياضيات، ليخرجوا إلى النور حاضنين بعض لبنات التعليم قبل أن تحتضنهم المدارس الإبتدائية في بداية مشوارهم الطويل.«الراي» تطرقت إلى مشروع إدخال المناهج المطورة في رياض الأطفال وبحثت مع أهل الميدان التربوي سلبيات وإيجابيات التجربة، فكانت البداية مع الموجهة الفنية الأولى لرياض الأطفال في منطقة حولي التعليمية باسمة الحميدي التي قالت إن هدف التوجيه الأول تنمية عقل الطفل بالتفكير وليس تعليمه القراءة والكتابة، مبينة «نرفض تحويله إلى وعاء نصب فيه المعلومات أو أن نجعل مشروع المناهج المطورة مرحلة تعليمية بحتة للطفل».وشددت الحميدي على ضرورة أن يفكر الطفل بنفسه دون أن يكون مستقبلاً للمعلومات فقط، وقد عملت الوزارة خلال الفترة السابقة بالتنسيق مع إحدى المؤسسات البريطانية المتخصصة بتعليم رياض الأطفال على تغيير آلية التعامل السائدة حالياً بين المعلمة والطفل، حيث يتحدث الأخير بنسبة 20 في المئة فيما تتحدث معلمته بنسبة 80 في المئة الأمر الذي يجعل فرصة التفكير ضئيلة لديه.وكشفت الحميدي عن خطة للتوجيه الفني لتغيير الكفاءات التعليمية السائدة في الرياض حالياً من خلال تقييم المعلمة عبر قياس أداء أطفالها فكلما كان أداء الطفل وتفكيره عالياً، عكس ذلك كفاءة معلمته في الفصل ومدى تفاعلها معه مبينة أن مشروع المناهج المطورة سوف يدخل إلى رياض الأطفال كافة في جميع المناطق التعليمية مطلع العام الدراسي المقبل.من جانبها، قالت مديرة روضة الطيف فضيلة علي لـ «الراي» إن مشروع المناهج المطورة في رياض الاطفال دخل عامه السادس من التجريب، وهو مشروع ناجح بإمتياز لتأهيل الأطفال وغرس أساسيات القراءة والكتابة والرياضيات لديهم.وبينت علي أن سلبيات المشروع محدودة وقد تم تلافيها حالياً، وأهمها عدم إتقان المعلمات للغة الإنكليزية بنسبة 100 في المئة كما هو الحال بالنسبة لمادتي الرياضيات واللغة العربية، الأمر الذي يجعل هذه المادة عائقاً في طــــريق الأطفال مـــــؤكدة في الوقت نفسه إدخال جميع معلمات الرياض إلى دورات تدريبية مكثفة على المناهج المطورة فيما يجري العمل حالياً على تدريب المعلمات المعينات حديثاً.وبينت المشرفة في روضة الطيف سميحة العازمي أن تدريس المناهج المطورة في رياض الأطفال أثمر عن إيجابيات لا تعد ولا تحصى أهمها أنها تنمي عقل الطفل وتثري احتياجاته وتساهم في تأسيسه التأسيس الصحيح من خلال تعليمه مبادئ القراءة والكتابة والرياضيات مؤكدة أن المشروع أخذ وقته الكافي من الدراسة وآن الأوان لتعميمه على جميع رياض الأطفال في الكويت.وذكرت العازمي أن الأطفال متأقلمون جداً مع هذه المواد ولا تشكل أي صعوبة عليهم وأن السلبية الوحيدة التي أتفقت عليها معظم رياض الأطفال في هذا التطبيق هي عدم وجود معلمة لغة إنكليزية متخصصة تكون مؤهلة لتدريس المادة،مشيرة إلى إدخال جميع المعلمات إلى دورات تدريبية خاصة بالمناهج المطورة.وشاطرتها الرأي المشرفة في الروضة ذاتها هيا الدسمة التي أكدت أهمية أن تتخلل مرحلة رياض الأطفال جوانب تعليمية تنمي مهارات الطفل وتحفز قدراته وأ لا تكون المرحلة قائمة على اللعب والترفيه فقط مشددة على ضرورة تعليم الأطفال بالبيئة المحيطة والنمو الحركي واللغويات.ودعت الدسمة إلى تحقيق مبدأ العدالة والمساواة في آلية توزيع المعلمات والمشرفات على الرياض حيث من غير المعقول أن تقوم مشرفة فنية في روضة بمتابعة 8 معلمات وأخرى تتابع 25 معلمة في روضة أخرى راجية أن تقوم الوزارة أو المنطقة التعليمية بإعادة توزيع المعلمات بشكل صحيح يؤدي إلى تحقيق العدالة بين الجميع.بدورها، نفت المعلمة سارة العجمي وجود أي مشكلات تذكر في تطبيق المناهج المطورة في رياض الأطفال حيث واكبتها منذ لحظة إدخالها بشكل تجريبي وحتى هذا العام الذي يعتبر العام السادس للتجريب متمنية تعميمها على جميع الرياض مطلع العام الدراسي المقبل لتكون مخرجات هذه المرحلة مؤسسة بشكل صحيح للدخول إلى المرحلة الإبتدائية ولديها بعض الإلمام بأبجديات القراءة والكتابة.
محليات
تُعمّم بشكل كلّي مطلع العام الدراسي المقبل... ومطالب بوقف «الإنكليزي»
تدريس المناهج المطوّرة في 113 روضة
11:07 ص