«بعيد عن العين.. بعيد عن الاهتمام» مقولة تنطبق تماما على طريق 306 «طريق الوفرة» الذي يشهد كل يوم حوادث دامية تحصد أوراح الناس، لا ذنب لهم سوى أنهم مروا في هذا الطريق الذي فقد كل مؤهلات الطريق.الطريق، على الرغم من أهميته الكبيرة كونه الممر الرئيسي للمزارع، والآن صلة الوصل إلى مدينة صباح الأحمد السكنية، يفتقد لكل مؤهلات الطريق، وإلقاء نظرة على إحدى الصور للشارع كفيل بمعرفة ما يعاني منه الطريق من إهمال. فهذا الطريق الذي تسلكه سيارات من كل الأحجام يضيق عن استيعابها، ما يجعل توقع الاصطدام والحادث في كل خطوة وعند أي «حفرة».فلا الحارات مخططة على الطريق، ولا تنظيم يمكن أن يستدرك هذه المعضلة، وزحام يشكله السير في الاتجاهين، يجعل السير على الطريق مغامرة قد تنتهي بكارثة، هذه المغامرة التي يجبر عليها كثير من المواطنين الذين لا يجدون بدا من خوضها في الذهاب والإياب من بيوتهم إلى عملهم.«الراي» غامرت في السير على ذلك الطريق، فبدأت «الرحلة» لرصد حقيقة ما يجري، والخطر الذي تحمله الشاحنات معها إلى من يسير معها... ومع أن اليقظة كانت حاضرة في سيرنا إلا أنها لن تجنب زجاج السيارة من حجر بعثت به سيارة محملة بالصلبوخ، ليترك أثره ندبة أو ربما شرخا في الزجاج... وفي نهاية الطريق، كانت المفاجأة بتلك «الاستدارة»التي تحبس الانفاس لخطورتها، حيث تسير الشاحانات والمركبات بسرعة جنونية لا توقفها او تهدئ سرعتها مركبة تستدير، بل المصيبة أن بعض تلك الشاحنات بلا انارة لا شيء يدل عليها في عتمة الليل سوى صوت محركاتها.شباب اعتادوا السير على هذا الطريق اكدوا لـ «الراي» انهم حذرون جدا، وهم يسيرون عليه بسبب الشاحنات التي لا تلتزم بقواعد المرور، وتسببت بحوادث نجم عنها وفيات كثيرة، وخصوصا في فترة الليل، حيث الطريق مظلم والسيارات بلا أضواء، مشيرين إلى أن تركيبة الطريق لا تسمح بمرور الشاحانات إلى جوار المركبات.واكد مرتادو الطريق ان الحوادث متوقعة في كل دقيقة، والاصابات التي تنتج عنها خطيرة وقد راحت فيها ارواح كثيرة، حتى بات الطريق يعرف باسم «طريق الموت». واجمعوا على ان الوعود الكثيرة من المسؤولين بالعمل على معالجة الطريق وتحسين وضعه من جهة، ومنع مرور الشاحنات وتحويل مسارها من جهة ثانية، كلها لم تتحقق وبقي الأمر على ما هو عليه.حمود بن لحيان، أحد مرتادي الطريق يقول «انا حذر جدا حين اسير على هذا الطريق لانه خطر جدا ويحتاج الى يقظة وتركيز، واتساءل عن سبب اهمال المسؤولين في وزارتي الداخلية والاشغال، الأمر الذي فاقم المشكلة»، مشيرا إلى أنه لا نقاط أمنية ولا أي إجراءات تحسين على الطريق، مع سائقي شاحنات مستهترين، غير ملتزمين بقوانين المرور، يخالفون ويتجاوزون بلا حسيب ولا رقيب، والنتيجة خسائر مادية وبشرية.ويشير بن لحيان إلى أن طريق 306 مليء بالتعرجات الخطرة التي تنتج عن ضعف البنية التحتية،ما تسبب بحفرعميقة تتسبب في تحطم المركبة وتدفعها للانقلاب، محملا المسؤولية لوزارة الاشغال التي سقط الطريق من حساباتها، مع أنه أصبح الآن حيويا لأنه المؤدي إلى مدينة صباح الأحمد، مطالبا بضرورة التدخل الفوري وايجاد حلول سريعة قبل ان تزهق مزيد من الارواح.من جانبه، يقول أحمد الكريباني إن بعض سائقي الشاحنات يسيرون بسرعة جنونية، ناهيك عن عدم وجود انارة في تلك الشاحنة واضوائها ليلا، وغالباً ما تكون الانارة الخلفية لا تعمل الامر الذي يدفع بقائدي المركبات للاصطدام في حادث مريع جدا، متسائلا«هل أرواحنا لا ثمن لها أمام تلك الشاحنة التي تستخدم الطريق في مخالفة مرورية وشرعية، هذا إذا عرفنا أن بعض السائقين يقودون السيارات ليلا بعد أن يكونوا تناولوا حبوب الكبتي التي تبقيهم متيقظين، ولكنهم مستهترون، وبالتالي يتسببون يوميا بحوادث جسيمة وقد راحت ارواح كثيرة جراء ذلك».ويرى طلال العازمي أن سوء استخدام السيارات بشكل عام والشاحنات بشكلٍ خاص من قبل البعض حولها من نعمة إلى نقمة، مما أزهق أرواحاً بريئة ويتَّم أطفالاً ورمَّل نساء، مُضيفاً«انَّ ما نعيشه ونشاهده اليوم من تهور في القيادة أصبح هماً على رواد ذلك الطريق المدعو بطريق الموت، فالمسمى اصبح متعارفا عليه من قبل رواد الطريق، وانا شخصيا استذكر حوادث خطيرة، وفي كل مرة اسير نحو المزارع في الوفرة اشاهد حادث سير اما اصدام بشاحنة او حادثة انقلاب، فتركيبة الطريق غير صالحة وتحتاج الى اعادة تأهيل من جديد، فماذا ينتظر المسؤولون هل يريدون ان يزهق مزيد من الارواح».واتفق معه عبدالله السحلول مؤكدا «ان سائقي الشاحنات يقفون على كتف الطريق امام جمعية الوفرة وهذا الامر لا يجوز بسبب ضيق الشارع، في النهار، حيث تكون واضحة ومرئية للمارة، فما بالك في الليل ولاسيما أن معظم تلك الشاحنات لا توجد بها انارة وبالتالي الحوادث تكون وشيكة، ونحن بدورنا نطالب بسرعة التدخل وايجاد حلول، لان الوضع اصبح لا يطاق، فهناك عائلات تسير بشكل يومي على هذا الطريق الذي يؤدي الى منازلهم في مدينة صباح الاحمد، ويجب ألا تهدر الارواح امام مرأى ومسمع المسؤولين الذين يشاهدون تلك الحوادث، وحتى رجال الداخلية لديهم احصائيات كافية بعدد الحوادث التي وقعت على هذا الطريق».
محليات
حوادث يومية تحصد الأرواح على طريق الوفرة... الشاحنات والمسؤولون في قفص الاتهام !
«306»... تذكرة إلى الموت !
12:33 ص