انتهت «عاصفة الحزم» لتبدأ «إعادة الأمل» في اليمن بما أنهى أيّ تكهن حول التدخل البري الذي لم يعد أحد الخيارات الموضوعة على طاولة التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية. الا ان كلاماً آخر سُرّب عن امكان «تبادُل» الملف اليمني والملف العراقي مع ايران مقابل ان تتخلى طهران عن دمشق.ويقول مصدر مسؤول إيراني معني بالملف السوري وتفاصيله على الارض لـ «الراي» ان «ايران سعت جاهدة لوقف عاصفة الحزم من خلال الجهود التي بذلتها مع موسكو ومسقط والقاهرة وإسلام اباد وطبعاً بعد موافقة الرياض على أساس انه لا توجد أهداف حقيقية في اليمن وان بنك الاهداف الذي ضُرب قد استُنزف وان الحرب الجوية لم تغيّر الاوضاع على الارض الا لمصلحة القاعدة التي استغلّت تصارُع الأطراف المتعددة لتحرز تقدماً جدياً استنفر الولايات المتحدة بالدرجة الاولى التي قضت سنوات في اليمن في محاولة لتقليص سيطرة القاعدة، وها هي تراها تضاعف من قواتها وسيطرتها على مطار المكلا وعلى منفذ بحري ما سيسمح لها بالتهريب وتحصيل ايرادات تستعيد من خلالها قوتها الاقتصادية والعسكرية».ويشرح المصدر ان «مصر وباكستان لعبتا دوراً اساسياً من خلال عدم دخول قواتهما الى ارض المعركة إلا تحت عنوان الدفاع عن امن المملكة العربية السعودية اذا تعرضت للخطر المباشر او الاعتداء عليها، فيما أظهر اليمنيون عدم نيتهم بالردّ العسكري في العمق السعودي لتفادي حرب أوسع عليهم تشمل الاجتياح البري بمشاركة مصر وباكستان، ومن هنا فان اكبر قوتين اسلاميتين ألغتا مشروع ارسال جنود على أرض اليمن ما سمح بتقليص أمد الحرب وإقناع القوى الضاربة بضرورة وقف القصف الجوي الممنْهج».ويضيف المصدر: «اننا في ايران سمعنا بعض التلميحات حول نية الأطراف في المنطقة التكلم بجدية عن الملفات العالقة وعلى رأسها الملف السوري، وقد كان ولا يزال ردنا واضحاً بأننا في الجمهورية الاسلامية لا نفاوض على قرارات الشعوب ولا نحلّ مكانهم، وقد تدخلت ايران سياسياً للمساعدة على وقف الحرب في اليمن، اما في سورية فاننا لم ولن نسمح بسقوط الرئيس السوري بشار الاسد مهما اجتمعت الدول ضده، وان الامكانات العسكرية السورية الظاهرة وغير المعلنة تكفي لردع اي عدوان جوي، وان ضرب دمشق لن يكون بالعملية السهلة لما سيترتّب عليه في المنطقة كلها وامكانية تطور الصراع الى حدود الشرق الاوسط برمّته».وأضاف: «لا أعتقد ان المنطقة الشرق اوسطية مجهزة للدخول في حربٍ لا افق لها ولن تغيّر موازين القوى على الارض السورية خصوصاً ان الجميع يدركون اليوم ان التخلص من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لن يكون بالأمر السهل بل هناك ضرورة لأن تتوحد الدولة المعنية مباشرة، القريبة والبعيدة، لإنهاء هذا التنظيم والقضاء عليه». وتابع: «نحن على إدراك تام ان التخلص من داعش لن يكون نزهة وليس بالامر السهل وسيحتاج الى امكانات مادية وعسكرية هائلة، مع تأكيدنا اننا سنقضي عليه في نهاية المطاف، وقد ادركت الولايات المتحدة واوروبا وكذلك الدول العربية والاسلامية ذلك بإرسالها قوى جوية تضرب هذا التنظيم يومياً، ولهذا فان اي طرح يتعلق بالرئيس الاسد هو خارج طاولة التسوية والمساومة».وختم المصدر: «ان الرئيس بشار الاسد يتعاون مع القوى المحلية التي ترغب بإلقاء السلاح والمفاوضة للعودة تحت كنف السلطة المركزية وكذلك يتناغم مع مطالب الاكراد في الشمال ورغبتهم بالتمثل بأكراد العراق، وتالياً فان الهدف لم يعد إسقاط الرئيس الاسد بل إسقاط داعش والقاعدة التي لا تقلّ خطراً عن داعش والمتمثلة بـ جبهة النصرة، واي طرح آخر هو مرفوض من أساسه».