بعد إحقاق الحق وإقرار بدلات كادر الأطباء، لا يسعنا إلاّ أن نبارك لأطباء الكويت الذين وقفوا متكاتفين ومتضامنين في سبيل الحصول على ذلك الاستحقاق العادل وتلك الثمرة التي ما كانت لتُقطف لولا ذلك العمل الجماعي والتحرك الموضوعي والمدروس الذي سلكته جمعيتا الأطباء الكويتية وأطباء الأسنان الكويتية.أمّا الآن وقد قُطِفت بعض الثمار، فيجب علينا الاستمرارية في العمل الدؤوب لتطبيب باقي الجراح ومداواة باقي الأمراض المزمنة التي يعاني منها الجسد الصحي في دولتنا الحبيبة الكويت.فلا نختلف هنا على أن الاستحقاقات المالية والغطاء المادي للأطباء وما يترتّب عليه من أمان وظيفي واجتماعي يشكّل الضّلع الأهم في مثلث الخدمات الصحية الذي يمثله الأطباء وباقي المهن المساندة. أما الضلع الثاني فيشغله الإداريون الذين يقرون نظام العمل والتوصيف والتطوير الوظيفي، بالإضافة إلى هيكلة المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز ومستوصفات. وختاماً، قاعدة هذا المثلث المتمثلة بالمراجعين وكيفية علاجهم والعمل على وقايتهم وتثقيفهم صحياً.تلك الأمور كلها تحتاج إلى وقفة جادة وتشخيص دقيق، بالإضافة إلى خطة علاجية مكثفة وفاعلة. وهنا نؤكد كما أكدنا سابقاً أثناء فترة التحرك لإقرار كادر الأطباء على حقيقة أن الجمعيات المهنية المتخصصة في المجال الصحي تمتلك حقاً أصيلاً بالمشاركة في أي قرار يخص المؤسسة الصحية الكويتية، ذلك أن هذه الجمعيات، والتي هي جزء مهم من مؤسسات المجتمع المدني الكويتي، وقواعدها الذين هم خط الدفاع الأول والفعلي لا يمكن أن يُغيبوا عن مراكز القرار في أي حال من الأحوال.من هنا نوجه الدعوة إلى الأخوة المسؤولين في وزارة الصحة بأن تكون هذه الجمعيات المهنية ممثلة في لجان الوزارة، وأن تُحمل آراؤها ودراساتها على محمل الجد، إذ أمسى تواجد هذه المؤسسات بما تحمله من عقول وآراء ضمن مراكز القرار ضرورة لا ترَفاً.
د. علي عبد الله جمال
عضو مجلس إدارة جمعية أطباء الأسنان الكويتيةDralijamal@yahoo.com