تدافعت العناوين السياسية في بيروت على احتلال الصدارة وسط الانشداد الدائم لتداعيات «الحروب الاقليمية» والأكثرها عصفاً في لبنان اخيراً، اي ما يجري في اليمن، في ضوء الحملة الاعلامية الحادة والتصاعدية التي يشنها «حزب الله» على المملكة العربية السعودية.وشكل تسلم لبنان امس «اول غيث» اسلحة هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية من فرنسا مصادفة اظهرت الطابع الايراني للحملة الدعائية المناهضة للسعودية التي تتولى تسليح الجيش اللبناني لتمكينه من مكافحة الارهاب وبسط سلطة الدولة.وتزامنت هذه الخطوة التي تعكس احتضاناً سعودياً - فرنسياً للبنان مع مؤشرات اهتمام عربي - دولي متجدد بأزمة الفراغ الرئاسي في البلاد بعد مرور 11 شهر بالتمام والكمال على تعطيل تحالف «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و«حزب الله» عملية انتخاب رئيس جديد.وشكّل استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز امس في مكتبه في قصر اليمامة الرئيس سعد الحريري في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، تطوراً بالغ الرمزية في غمرة حملة «حزب الله» على المملكة وذلك انطلاقاً من نقطتين:• الاولى ان هذا الاستقبال جاء فيما كان لبنان يتسلم الدفعة الاولى من السلاح السعودي وهو ما اعتبره السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري رسالة الى «مَن شككوا بمحبة السعودية للبنان ووقوفها الى جانب الشرعية فيه كما في اليمن». وقد عبّر الحريري خلال لقاء خادم الحرمين الشريفين عن الشكر على «حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره وعلى ما قدمته من دعم للجيش اللبناني لزيادة درجة جهوزيته وقوته لمواجهة الإرهاب والدفاع عن حدود لبنان، خصوصا وأن الجيش اللبناني تسلم اليوم (امس) أولى المساعدات العسكرية ضمن مساعدات قيمتها 3 مليارات دولار قدمتها له المملكة العربية السعودية».• والثانية ان الملك سلمان استقبل الحريري قبيل مغادرة الأخير الى الولايات المتحدة في زيارة تستمر اسبوعاً حيث من المقرر ان يلتقي مسؤولين اميركيين كباراً في الادارة والكونغرس على ان يناقش معهم الواقع في لبنان وملفّات المنطقة، ولا سيما منها سورية واليمن والعراق اضافة الى الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولية وانعكاسات كل هذه القضايا على الساحة اللبنانية.وكانت القاعدة الجوية العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي شهدت تسليم الجيش اللبناني 48 صاروخا موجهاً محمولاً على الاكتاف (نوع ميلان) وهو صاروخ مضاد للدروع من انتاج الصناعات الحربية الفرنسية، وذلك في احتفال حضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، والسفير السعودي في لبنان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من الضباط، وأركان السفارتين الفرنسية والسعودية.واشارت تقارير الى ان الدفعة الاولى التي سلمت في اطار الهبة السعودية هي من ضمن سلسلة شحنات فرنسية ستُسلم بشكل شهري تبعا لحاجات الجيش على مدى 48 شهراً على ان تتضمن الدفعة الثانية المقرر تسليمها بعد شهر كاميرات عسكرية ليلية وكاميرات حرارية، ثم بعد نحو سنتين سيتم تسليم الجيش 6 طائرات مروحية، وقبل ذلك سيكون تم تسليمه سيارات وعربات مصفحة وأسلحة وخوذات وفي نهاية الصفقة سيتم تسليم الجيش اللبناني 4 بوارج حربية تستخدم في العمليات القتالية.وقد اكد لودريان خلال حفل التسليم ان «لبنان يتعرض لضغوط كبيرة لم يسبق لها مثيل من التنظيمات الارهابية مثل«داعش»و«النصرة»، وان الجيش اللبناني دفع في عرسال ثمنا باهظا لتلك الحرب التي شنها عليه الارهابيون، ولبنان الذي يعرف ثمن الحرب لا يريد الانجرار الى هذه الفوضى المحيطة به وفرنسا كانت وستبقى الى جانبه للحؤول دون ذلك». واضاف: «من حيث العتاد فان المشروع سيتضمن تسليم عشرات المدرعات ومدفعية حربية حديثة مثل«مدافع سيزار»والعديد من الاسلحة لمساعدة الجيش»، مشيراً الى ان بلاده سترسل 60 ضابطا فرنسيا من ضباط الصف الى لبنان لتدريب الجيش «وان الكليات العسكرية في فرنسا ستكون مفتوحة للعسكريين اللبنانيين في اطار هذه الصفقة».