كان ملاذا للهاربين من الزحام، فصار يشكل المعاناة نفسها... بهذه العبارة يمكن وصف حال طريق الدائري الخامس «طريق الشيخ زايد» الذي اصبحت طوابير السيارات فيه تمتد لمسافة كيلومترات عديدة في منظر يبعث على الكآبة والضيق.فالسنوات التي كان بها الدائري الخامس ملجأ الفارين من معضلة «الرابع» الذي أنهكه الزحام المروري وعجزت معه كل الحلول المطروحة، أصبح الآن الفارون اليوم «كالمستجير من الرمضاء بالنار» فلم يعد طريق الدائري الخامس بـ«حاراته» الثمانية ــ ذهابا وإيابا ــ الملاذ أوالمتنفس للاختناقات الدائمة واضعا بذلك نهاية لمفهوم طرق الـ«هاي واي» ويعلن احتضاره إكلينيكيا!الخامس بطوله الممتد من السالمية إلى الجهراء بات اليوم مصيدة حقيقية لقائدي المركبات الذين يعيشون كابوس الزحام وفق مقولة «الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود» حيث تتكرر معاناة سالكيه يوميا فلا يجدون سبيلا من الابتعاد عنه أو اختيار طريق سواه فلا «الرابع» يغني عن الحاجة ولا «الخامس» ذو قدرة على استيعاب سيل العابرين صباحا الذين تستمر معاناتهم على الطريق بدءا من الساعات الأولى وانتهاء بوصولهم إلى منازلهم بعد انقضاء عملهم.وإذا كانت المبررات بتشكل الزحام معقولة، بأن شبكة الطرق في الدولة خلال الفترة الصباحية مع انطلاق الجميع إلى مراكز أعمالهم تشهد ربكة مرورية ويتعرقل السير بشكل كبير، فإن مشكلة الخامس لاتنتهي عند هذا الحد بل تستمر إلى ساعات المساء أيضا حيث تتركز الاختناقات المرورية به في أماكن ونقاط محددة تجعل عبور الطريق خيارا مرا لمن أراد أن يتخذه مسارا لهدفه والمكان الذي يريد.أحد المسؤولين في وزارة الاشغال العامة أرجع سبب المشكلة إلى فقدان الطرق السريعة لهويتها وصورتها التي يفترض ان تكون عليها نتيجة المداخل والمخارج الكثيرة التي يتم ربطها على الطريق السريع، مما تؤدي إلى إرباك الحركة المرورية وجعل الطريق متعدد السرعات بشكل متكرر في مسافات متقاربة.ويقول إن الوزارة قامت بفتح عدة مداخل ومخارج على الطرق السريعة المختلفة وليس الدائري الخامس فقط بناء على طلبات بعض الجهات وبالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور التي تعتبر الجهة المسؤولة عن الطرق في الدولة وبلا موافقتها لا يمكن فتح أي مدخل أو مخرج، ولا سيما أن الأشغال جهة منفذة فقط تقوم بما يطلب منها بعد أخذ كافة الموافقات الرسمية اللازمة لذلك.وكيل وزارة الاشغال المساعد لقطاع هندسة الطرق المهندس أحمد الحصان، أخذ منذ توليه منصبه الجديد على عاتقه تطوير منظومة الطرق ومعالجة كافة المشاكل وإيجاد الحلول الآنية والجذرية للمشكلة المرورية، واضعا لذلك خطة شاملة تهدف إلى تطوير الطرق القائمة واستحداث طرق جديدة تتناسب والتوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية في الدولة من خلال إطلاق المجال للطاقات والكوادر الشبابية في القطاع إلى إنجاز المشاريع ومتابعتها بشكل حثيث.وأثمر حرصه على طرح المشاريع الجديدة لرفع كفاءة ومستوى الطرق بشكل عام عن وضع خطة لطرح ما يقارب 40 مناقصة جديدة إلى جانب ما تقوم بها الوزارة من مشاريع طرق حالية.ويؤكد الحصان في تصريح لـ«الراي» أن الدولة ممثلة في وزارة الاشغال العامة تولي اهتماما كبيرا لتطوير شبكة الطرق بكافة المناطق وإنشاء محاور رئيسية عديدة لذلك، مضيفا «قامت الوزارة بطرح العديد من مشاريع الطرق والجسور في المنطقة الغربية من العاصمة وحتى محافظة الجهراء كمشروع رقم 210 الذي يتمثل في تطوير الدائري الخامس في المنطقة المحصورة ما بين منطقتي الفردوس والأندلس حتى وصلة الدوحة السريعة».وقال أن هذه المناطق تعاني من الازدحام والارتباك المروري على مدار اليوم نتيجة وجود تقاطعات وإشارات مرورية ضوئية لا تتناسب مع حجم وحركة المرورعلى الطريق حاليا إضافة إلى ماهو متوقع إنشاؤه مستقبلا من مدن إسكانية، مضيفا لذلك كان لا بد من تطوير الطرق في هذه المناطق من خلال الإستراتيجيات الموضوعة من قبل الوزارةوأشار إلى أن الأشغال طرحت بالتنسيق مع لجنة المناقصات المركزية مناقصة المشروع 210 في بداية شهر فبراير الفائت على عدة شركات عالمية، لافتا إلى أن اللجنة حددت العاشر من مايو المقبل موعدا لإقفال المناقصة التي يتوقع أن بتم البدء في تنفيذها بداية العام المقبل.وبين أن المشروع المزمع تنفيذه يتضمن توسعة الطريق وزيادة عدد الحارات إلى أربع بدلا من ثلاث خلافا لحارات الطوارئ وزيادة السرعة إلى 120 كم بدلا من 80كم في الساعة وتحويل التقاطعات، لافتا إلى أن التكلفة التقديرية للمشروع تصل إلى ما يقارب 99 مليون دينار.
محليات
بعد أن كان ملاذ الهاربين من الزحام أصبح مصدر معاناة مرورية تمتد طوابير السيارات فيه على مد النظر
الدائري الخامس ... خارج الخدمة !
11:31 ص