شدد مدير ادارة الاعلام الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية صلاح ابا الخيل على ان الإدارة من خلال أعمالها لا تسعى إلى تحقيق الربح وإنما وضعت نصب أعينها نشر الإعلام القيمي الهادف في المجتمعات العربية والإسلامية للمحافظة على الهوية الإسلامية وتعزيز القيم المجتمعية الأصيلة وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال بين أفراد المجتمع.واعتبر أبا الخيل في حوار لـ«الراي» ان غياب الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام أساس كل المشكلات والإفتراءات التي تلصق بالإسلام زوراً وبهتاناً مؤكداً حرص الإدارة على تعريف المجتمع العالمي برسول الإسلام ومبادئه التي تجاهلها الكثيرون في زمن تزييف الحقائق.وذكر ان الإدارة أنتجت فيلماً تسجيلياً بعنوان «محمد تراث أمة» بلغات عدة ويتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحقق نجاحا كبيرا عرض عبر أكثر من 600 محطة فضائية أميركية كما تلقفته عشرات المؤسسات والهيئات والجهات العالمية والمحطات الفضائية العالمية فيما تجاهلته الفضائيات العربية.وقال ان إدارة الإعلام الديني تعد من أكثر الإدارات إسهاماً في تحقيق رسالة الوزارة وتطبيق رؤيتها العامة مشيراً إلى ان انتاج الإدارة من برامج وأفلام تسجيلية يبث عبر شاشات المطار والسينما والمجمعات التجارية والمراكز والجمعيات التعاونية ومنها أبرز هذه البرامج برنامج «رحمة للعالمين» و«الموسوعة الفقهية الإذاعية».وأوضح ان الإدارة أنتجت عشرات البرامج والأعمال التسجيلية التي تبث عبر شاشات المطار والسينما والمجمعات التجارية والمراكز والجمعيات التعاونية ومن أبرز هذه الأعمال برنامج «رحمة للعالمين» و«الموسوعة الفقهية» الإذاعية ومشروع «نفائس» وغيرها مؤكداً أن عوامل الجذب والتشويق لاتغيب عن هذه البرامج حتى لا تفقد جزءاً من تأثيرها وفاعليتها.وإلى نص الحوار:• بداية ماذا عن إدارة الاعلام الديني وما أبرز أهدافها ؟-إدارة الإعلام الديني إحدى إدارات وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية وتهدف إلى توصيل الإعلام القيمي الهادف إلى مختلف الشرائح المجتمعية، وتفعيله وذلك بالاستفادة من المستجدات في المجال الإعلامي والإذاعي.والإدارة من خلال أعمالها لا تسعى للربح وإنما وضعت نصب أعينها نشر الإعلام القيمي الهادف في أوساط مجتمعاتنا العربية والإسلامية للمحافظة على الهوية الإسلامية وتعزيز القيم المجتمعية الأصيلة وسعياً وراء ترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال في ما بين أفراد المجتمع.•متى تم إنشاء ادارة الاعلام الديني وما الأقسام التي تشتمل عليها ؟-تأسست إدارة الإعلام الديني طبقاً للقرار الإداري رقم 778 لسنة 1996م وتضم مراقبة الإنتاج والتنسيق الإعلامي ويناط بها عمليات تنظيم وتفعيل العلاقة في ما بين الكوادر الفكرية والفنية المتخصصة من جهة والإدارة من جهة أخرى، وتتكون مراقبة الإنتاج والتنسيق من قسمين هما قسم الإنتاج الإعلامي «ويختص بتحرير وصياغة الرسائل الإعلامية وكذلك إعداد نصوص الإنتاج الدرامي الإذاعي والتلفزيوني المقدمة إلى الإدارة وتقييم صلاحيتها ومناسبتها للإنتاج، والقسم الثاني التنسيق الإعلامي ويعمل كحلقة اتصال فيما بين وحدات العمل المختلفة في الإدارة وأجهزة الإعلام المختلفة للتنسيق في ما بينهما وتوثيق العلاقة مع الإعلاميين والكوادر الإعلامية والصحافية المتخصصة للاستفادة من إمكاناتها وكذلك إعداد المواد في مجالاتها المختلفة.كما تضم الإدارة أيضاً مراقبة الدراسات والتسويق الإعلامي ويناط بها إعداد وتجهيز الدراسات والأبحاث الإعلامية والتسويقية بالإضافة إلى رصد القضايا التي تحتاج إلى معالجة بالوسائل الإعلامية وتزويد المراقبة الأولي «مراقبة الإنتاج والتنسيق الإعلامي» بالنتائج التي توصلت إليها وتمارس هذه المراقبة أعمالها من خلال القسمين قسم الدراسات والبحوث الإعلامية» و قسم التسويق والتوزيع الإعلامي أما قسم الدراسات والبحوث الإعلامية فهو يختص بإعداد خطط وبرامج الحملات الإعلامية القيمية وكذلك القيام بأعمال البحوث والدراسات الإعلامية لمعالجة الظواهر والمستجدات.•وما آلية تحقيق الإدارة لأهدافها ؟-في ما يخص آلية تحقيق الإدارة لأهدافها فيتم من خلال الخطة الاستراتيجية الموضوعة على مدى الخمسة أعوام المقبلة والتي صيغت لهذا الغرض بتحقيق مفهوم الإعلام القيمي الهادف ونشر رسالته وذلك عبر مختلف وسائل الإعلام مع التركيز على نشر الفهم الوسطي في ما بين أفراد المجتمع ككل وكذلك دعم التواصل مع مختلف الأعمار والفئات لما في ذلك من أهمية مرموقة في تحقيق الرسالة الوسطية.•ما أبرز الإنجازات الإعلامية التي حققتها الإدارة حتى الآن؟-أنتجت الإدارة العديد من الإنجازات الإعلامية تشمل برامج تلفزيونية وأخرى إذاعية وتحقيقات صحافية فضلاً عن حملات وإصدارات إعلامية تشارك بها الإدارة في المهرجانات والمؤتمرات والندوات.ومن أبرز هذه البرامج «رحمة للعالمين» وهو برنامج تلفزيوني يناقش عبر حلقاته سيرة المصطفي صلى الله عليه وسلم بما تحمل من غزوات وأحداث ومواقف تبين جميعها مدى خلقه وسماحته صلى الله عليه وسلم حتى مع أعدائه والمتطاولين عليه.كما أن البرنامج يحتوي أيضا على فقرة بعنوان «السراج المنير» وهي عبارة عن أشعار رائعة قيلت في الرسول صلى الله عليه وسلم فضلاً عن فقرة «كتاب ومؤلف» وتشير إلى الكتب التي تكلمت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نستخدم أحدث تقنية الجرافيك بالبرنامج.والمادة الفيلمية للبرنامج تم تصويرها في دول عربية وخليجية عدة بالإضافة إلى تركيا وللمرة الأولى أنتجنا برنامج فيديو كليبات خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم رغم أن تكلفة الكليب الواحد تتجاوز 50 ألف دينار في بعض الأحيان وحسب التكلفة الإنتاجية والإخراجية هذا بالإضافة إلى احتواء البرنامج على فقرة خاصة بالمستشرقين وأقوالهم.وقد بذلنا جهداً كبيراً في هذا البرنامج بالاستعانة بفريق من أكفأ الرسامين والمصممين لرسم صور هؤلاء المستشرقين من جديد وذلك لتلف العديد من صورهم. كذلك يحتوي البرنامج على فقرات منها «شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم» و«الغزوات النبوية» و«كتاب ومؤلف» و«أقوال المستشرقين» وفيديو كليبات تدور جميعها حول سيرة المصطفي كذلك برنامج «الحياة عبادة».•ألم تتم ترجمة هذه الأعمال إلى اللغة الإنكليزية للرد على المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم؟-في الحقيقة لقد قمنا بالفعل بالتنسيق مع نخبة مختارة من المترجمين وأهل الخبرة في هذا المجال وقمنا بترجمة العديد من البرامج إلى اللغتين الإنكليزية والروسية وبثها عبر المحطات التلفزيونية، وقريباً سوف يتم توزيعه على السفراء والديبلوماسيين والجاليات والمراكز الأوروبية الدينية والإعلامية الناطقة وغير الناطقة بالعربية وذلك انطلاقاً من حرص الإدارة على تعريف المجتمع العالمي برسول الإسلام وبمبادئه التي تجاهلها الكثيرون لا سيما في زمن تزييف الحقائق الذي نعيشه.ومن البرامج الرائدة التي أنتجتها الإدارة أيضاً برنامج المسابقات التلفزيوني«نفائس» وهو برنامج دأبت الإدارة على تقديمه خلال شهر رمضان المبارك وحقق المراكز الأولي بين برامج المسابقات على مستوي الكويت ومنطقة الخليج وهناك «الحج المبرور» وهو برنامج تلفزيوني تقدمه الإدارة خلال موسم الحج ويدور حول مناسك الحج ويبث على الهواء مباشرة.وعلى الصعيد الإذاعي أنتجت الإدارة برامج عدة ومتنوعة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج«الموسوعة الفقهية الإذاعي» وهو برنامج معني بتقديم وتبسيط الموسوعة الفقهية المقروءة من خلال أسلوب حواري إذاعي مشوق.ومن البرامج التي نالت شهرة كبيرة برنامج «الرأي الآخر» والذي يحمل على كاهله رؤية توضيحية لأهم القضايا الفقهية المعاصرة الشخصيات أو عبر المؤسسات والأجهزة الحكومية.وأجمل ما في هذا البرنامج أنه يناقش ويعالج في كل حلقة من حلقاته بعض المشاكل والقضايا الحياتية التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة مثل الزواج بنية الطلاق وتصرف الوالد في مال ولده دون إذنه وقسمة البيت بين الزوجتين ومحاباة الأب لأحد أبنائه وموقف الشريعة الإسلامية من الفحص الطبي قبل الزواج وذلك على لسان نخبة مختارة من العلماء المعتبرين في الكويت والمشهود لهم بالمكانة العلمية والقبول لدى جميع شرائح المجتمع.ولا ننسى البرامج المتميزة التي تقدمها الإدارة بعدة لغات أجنبية تهدف من خلالها إلى تعريف الجاليات التي لا تتحدث العربية بأمور الدين الإسلامي، و يأتي ذلك انعكاساً لاستيراتيجية الوزارة المتمثلة في مخاطبة جميع الشرائح والجنسيات بمختلف اللغات واللهجات، وذلك إيماناً منها بأن غياب الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام هو أساس كل المشكلات والإفتراءات التي تلصق بالإسلام زوراً وبهتاناً.•سمعنا كثيراً عن فيلم «محمد تراث نبي» فهل لك أن تحدثنا عنه ؟-هذا الفيلم عمل وثائقي يتناول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب يتناسب مع الغرب ويرد على الافتراءات والاتهامات الغربية التي توجه لرسولنا صلى الله عليه وسلم من آن لآخر، وشاركت الإدارة بالتعاون مع مؤسسة «مجموعة الأوراق المالية» في نشره وتوزيعه على السفراء والديبلوماسيين والمؤسسات الإعلامية والمراكز والمنظمات الأوربية الناطقة وغير الناطقة بالعربية و قد أثار اهتماماً كبيراً في الأوساط الأميركية منذ عرضه الأول على قناة «PBS» وذلك على اعتبار أن هذه هي المرة الأولى التي تقدم بها قناة رسمية واسعة الانتشار على مستوى الولايات المتحدة الأميركية كقناة «PBS» وتم عرض الفيلم للمرة الأولى في ديسمبر 2002 على شبكة «PBS» ثم أعيد بثه على 600 محطة أميركية لتغطي بذلك 97 في المئة من الولايات المتحدة فضلاً عن ترجمته إلى العديد من اللغات كما أعيد بث الفيلم في يونيو 2006 على تلفزيون«Bridges Tv» وفي الدنمارك في أبريل من نفس العام علاوة على استعانة المجلس القومي للكنائس في الولايات المتحدة به لتعريف مسيحيي أميركا بالدين الإسلامي وأرسل الفيلم إلى ما يزيد عن عشرة آلاف مكتبة فضلاً عن توفره في أكثر من 23 ألف مدرسة ومكتبة أميركية كما تم إرسال نسخة منه إلى كل عضو مجلس الشيوخ «سيناتور» في جميع أنحاء أميركا وكذلك إلى أعضاء مجلس النواب وحوالي 15 ألف نسخة إلى المدارس العامة في جميع أنحاء الولايات المتحدة بالإضافة إلى عرضه عبر كثير من المؤسسات بما فيها جامعات هارفارد وكاليفورنيا ومعرض سميثونيا والمنظمات والهيئات الدينية مثل المجلس الوطني للكنائس والجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية.وبالرغم من التجاهل الكبير للفيلم من قبل الفضائيات العربية إلا أنه قوبل بالحماس الشديد من مشاهدي قناة «PBS» حيث وصل للبريد الإلكتروني للمحطة أكثر من 5 آلاف رسالة الكترونية في أول أسبوعين من عرض الفيلم بالإضافة إلى آلاف الرسائل الأخرى التي تلقتها المواقع الإلكترونية التابعة للشركات والمؤسسات المشتركة في الفيلم علاوة على تلقي موقع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أكثر من عشرة آلاف طلب للحصول على الفيلم وذلك خلال حملته التي أطلقها عقب نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.•ما الوسائل التي تتبعها الإدارة المتبعة لتوصيل رسائلها الإعلامية والإعلانية الموجهة ؟- تعتمد الإدارة في تنفيذ الرسائل الإعلامية والإعلانية على قسم قيمي توجيهي يتولي صياغة وتصميم الرسالة الإعلامية في شكل إنتاج مطبوع أو مسموع أو مرئي وكذلك تصميم شعار الحملة، بينما يتولى القسم الدعائي التعريف بالحملة من خلال الوسائل والأساليب المتبعة بما يضمن للحملة انتشاراً بين جماهير الشباب، ويقوم في نفس الوقت بالإعداد للتصريحات الصحافية والإذاعية والتلفزيونية والتنسيق مع بعض البرامج التلفزيونية لتغطية أخبار الحملة والتنسيق مع كتاب الصحف والزوايا.•نال مشروع «نفائس» شهرة عربية وخليجية فهل يمكن إعطاؤنا نبذة عنه ؟-مشروع نفائس القيمي لتعزيز العبادات هو أحد المشاريع الإعلامية العملاقة التي ذاع صيتها واستقطب العديد من الوفود العربية والخليجية وحصد الكثير من الجوائز العالمية. ويهدف المشروع إلى التعريف بالعبادات وأهميتها في حياة المجتمع وغرس المفاهيم والقيم والمثل والآداب العامة المستمدة من ثوابت أمتنا الإسلامية ومنهجها الرباني المستمد من الكتاب والسنة وذلك بقصد تعزيز الهوية الإسلامية والعربية لمعالجة الظواهر والسلوكيات الطارئة على مجتمعنا وتعتبر العبادات أظهر تعبير لعقيدة أي مجتمع والعبادات في الإسلام تشكل أركان الإسلام وتعبر عن سماته في أي مجتمع يتواجد فيه المسلمون إضافة إلى كونها مجتمعة تشكل أركان الإسلام ما يجعل انتشار هذه العبادات يصبغ المجتمع بصبغة إسلامية هذا من ناحية الشكل، أما من ناحية المضمون فكلما اقترب المجتمع من العبادات وتفاعل معها فإن ذلك ينعكس إيجابياً على سلوك الأفراد في هذا المجمع فتنخفض بالتالي المشكلات الاجتماعية والنفسية وتنحصر أو تنعدم معدلات العنف والجريمة.•كلمة أخيرة ؟-أقول لكل المؤسسات الإعلامية لابد من مواجهة حقيقية للتيارات الإعلامية المخالفة لعقيدتنا والمغايرة لقيمنا ومبادئنا آخذة بعين الاعتبار تلك السموم والمعوقات التي تعوق مسيرة الأمة وتقدمها دونما إفراط أو تفريط مراعية في ذلك عوامل الجذب والتشويق لكي لا تفقد جزءًا كبيراً من تأثيرها وفاعليتها ما يتطلب تعاوناً وتآزراً مع كل الفضائيات والمؤسسات التي من شأنها أن تقدم ما يحقق هذه الأهداف.