لم يتّضح بعد المدى الذي ستبلغه كرة التصعيد المتدحرجة بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» على خلفية الموقف من أحداث اليمن، في ضوء الحملات القاسية والمتوالية التي يشنّها الحزب على المملكة العربية السعودية ودول الخليج واتهامه من «المستقبل»، الذي يتولّى الدفاع عن «عاصفة الحزم»، بتوريط لبنان خدمةً للمشروع الايراني في المنطقة.وتتزايد الأسئلة المقلقة في بيروت عن النتائج المحتملة لهذه الموجات العاتية من التصعيد وانعكاسها على الستاتيكو الحالي القائمِ على حماية الاستقرار الهش، الامني والسياسي في البلاد عبر حكومة إدارة الأزمة من جهة، والحوار الصعب بين الحزب و«المستقبل» للحد من الاحتقان السني - الشيعي من جهة أخرى.وأبدت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت، ميلاً «لاستبعاد احتمال بلوغ هذا التصعيد الكلامي غير المحكوم بـسقوف سيناريوات مشابهة لما حدث في 7 مايو 2008 عندما استخدم الحزب سلاحه في الداخل اللبناني لكسْر المعادلة السياسية، او المجازفة بإسقاط الحكومة كآخر معاقل الدولة في ظل الشغور في رئاسة الجمهورية».غير ان الأوساط عيْنها، بدت مرتابة من الأثمان التي قد يدفعها لبنان على المدى البعيد بعدما سقطت ورقة التوت عن حجم المنازلة الايرانية - السعودية في المنطقة، وربْطه بعمليات فكّ وتركيب البازل الاقليمي، في ضوء اتجاه الريح في حروب سورية والعراق واليمن ومآل الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة.وأصبحت الأسئلة اللبنانية أكثر إلحاحاً مع اطلالة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله امس، على الحشد الشعبي الذي دعا اليه في الضاحية الجنوبية لبيروت «دعماً للشعب اليمني المظلوم»، حيث أعطى اشارة الانطلاق لسلسلة من التظاهرات الشعبية في المناطق «تنديداً بالعدوان السعودي على اليمن».وقرأت الدوائر المراقبة في بيروت في الكلام التعبوي لنصرالله وإطلاقه تحركات لأنصاره في غير منطقة، محاولة تنطوي على الرسائل الآتية:* تعمُّد إسقاط اي محرّمات في الحملة السياسية - الاعلامية المتمادية على المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ما أوحى وكأن السعودية تحوّلت «العدو رقم واحد».* القول للحوثيين وعبر «مكبّرات الصوت» وبالنيابة عن المحور الذي تقوده ايران «إنكم لستم وحدكم»، وهي رسالة ترمي الى شد أزرهم في المواجهة مع دول «عاصفة الحزم».* القيام بـ «عرض قوة» شعبي في لبنان يراد منه حشْر «المستقبل» ومعه «14 مارس» عبر الإيحاء بان الأكثرية في لبنان تناصب السعودية العداء وتناصر الحوثيين، وهو التطور الذي يأتي في سياق مبارزة صارت يومية بين الطرفيْن.وفي سياق غير بعيد عن استكشاف آفاق الوضع الاقليمي والدولي وتأثيراته على لبنان، تتجه الانظار الى الزيارة التي يبدأها الرئيس السابق للحكومة زعيم «المستقبل» سعد الحريري لواشنطن بعد غد، والتي تأتي بعد سلسلة محطات خارجية له شملت مصر وتركيا وقطر، في وقت يزور رئيس الحكومة تمام سلام السعودية قريباً، ربما في اطار محاولة لاحتواء امتعاض الرياض رغم درايتها بحساسية الواقع اللبناني.الى ذلك، تشهد بيروت الاثنين المقبل، تسلم الجيش اللبناني الدفعة الأولى من العتاد الفرنسي المقرر من ضمن هبة الـ 3 مليارات دولار السعودية، وهي الخطوة التي ستعطي المواجهة التي يخوضها لبنان مع الإرهاب زخماً اضافياً يلاقي محاولات تصفيح الواقع السياسي بغية إطالة عمر الستاتيكو الحالي.
خارجيات
الحريري في واشنطن الإثنين والدفعة الأولى من السلاح الفرنسي للجيش في بيروت
قلَق متعاظم في لبنان من تَحوُّله أرض منازلة يمنية
لبنانيون يحتفلون في مدينة طرابلس الشمالية أمس بقدوم فصل الربيع (رويترز)
10:27 ص