لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يتقبّل المواطن أو المقيم المراجع لإنهاء معاملة في وزارة الداخلية عبارة «السستم عطلان» مهما بلغت الأسباب والظروف، فالمراجع أمام مسؤولية إنجاز معاملة فإن لم تنجز في الوقت المحدد لها قد تكلفه ثمناً باهظاً أي يتحمل الغرامة والرسوم، وكلنا يعلم تماماً كيف تتعامل إدارات وزارة الداخلية أو مراكز الخدمة مع المواطن والمقيم عندما يتأخر عن إنجاز معاملته، فالمحاسبة تتم من اليوم الأول من التأخير إلى ما لا نهاية من دون النظر لعطف إلى الظروف المحيطة، وقد تصل الغرامة إلى مئات الدنانير من خلال خطأ غير مقصود كالذي حصل لمعظم المقيمين الوافدين حينما لم تهتم سفارات بلدانهم في تجديد الجوازات حسب مدة الاقامة، الأمر الذي كلّف الكثيرين دفع رسوم الغرامة بلغت مئات الدنانير فجأة من دون إنذار أو مهلة كافية وهو ما تسبب بخلق جو من الفوضى في سفارات بلدانهم وفي إدارة الإقامة التابعة لوزارة الداخلية، والقصد من هذا الموضوع أن عبارة «السستم عطلان» لو جاءت من المراجعين أنفسهم لقلبت مراكز وزارة الداخلية الموازين، وأعتقد ان القصد هنا مفهوم!قبل أيام قليلة شب حريق كبير في مركز نظم المعلومات التابع لوزارة الداخلية، ما أدى إلى تعطيل معظم المراكز الحساسة مثل مراكز الخدمة في جميع المناطق وإدارة المرور وإدارة الهجرة وغيرها وهي إدارات ذات أهمية كبيرة في البلد، وكان أول المتضررين من هذه الكارثة هي إدارة المنافذ الحدودية، إذ لجأ موظفو المنافذ إلى تدوين المعلومات من حركة الدخول والخروج بواسطة التدوين اليدوي ونحن في بلد حضاري فيه كل الإمكانات المتاحة وفيه الأموال والخيرات والنعم ولكن مع الأسف نفتقر عناصر التخطيط السليم، ومن هنا نستغرب حقاً عن مصير خطة الطوارئ التي تتغنى بها الحكومة بين فترة وأخرى، وما هي خطط الحكومة المستقبلية في مواجهة الأزمات والحروب، هل هي مجرد بلونات اختبار في الهواء؟!كان يفترض بمسؤولي وزارة الداخلية أن يتوقعوا غير المتوقع، وأقصد هنا يجب أن يحسب هؤلاء حساب أي ظرف طارئ قد يحدث في البلاد، إذ إن أي تطاول أو اعتداء في أي مكان حساس لوزارة الداخلية قد يشل أجهزة المعلومات كلها كالذي حصل لنا أثناء الحريق وبالتالي هذا الأمر من الممكن أن يتكرر في يوم ما، فهل نستسلم للواقع كلما جاءتنا مصيبة لا سمح الله، ما حدث لنا قبل أيام يجب أن يكون لنا درساً في أذهاننا فلا يجب أن نعطي الفرصة للآخرين «ضعاف النفوس» أن يستغلوا هذا الخلل للهروب من العقاب أو القانون وبالأخص الممنوعين من السفر.لقد ذكرت وزارة الداخلية في بيان لها عقب حادثة الحريق مباشرة أنها ستباشر بإصلاح الخلل بأسرع ما يمكن وإصلاحه سيستغرق بضع ساعات وسيعود العمل بأفضل حالاته إلا أن الخلل قد استغرق أسبوعاً كاملاً من دون إصدار أي بيان آخر يفيد بالأسباب والنتائج من التحقيق، غير أن الأنباء التي تناولت لدى البعض تفيد بأن الحريق قد تم بفعل فاعل وهذا ما يجعلنا في حيرة. وبالتالي نرى في المحصلة إن المراجع ان كان مواطناً أم مقيماً هو المتضرر الوحيد الذي ظل يراجع من مكان إلى مكان ومن مركز إلى مركز في سبيل إنهاء معاملاته والنتيجة الإجابة معروفة وهي «السستم عطلان».... يالها من عبارة ترفع الضغط!ولكل حادث حديث.alfairouz61alrai@gmail.com
مقالات
علي محمد الفيروز / إطلالة
عفواً... "السستم" عطلان!
03:42 م