«غنّى» في دفنه، ولبِس بذّة الزفاف في دفنه، واستقبل «المهنئين» به «عريس السماء» التي فتحت «ذراعيها» له في «أحد القيامة» فسرقته «على عجل» من أحضان عائلته ومحبيه ممثلاً وفناناً شاباً ملأ لبنان وشغل ناسه منذ رحيله المفجع بحادث سيارة فجر الأحد.امس كان موعد عصام بريدي، ابن الـ 35 عاماً، مع الوداع الأخير الذي أقيم عصراً في مسقطه فيطرون (كسروان)، والذي تحوّل «عرساً» كما أرادته عائلته التي اعلنت في نعي فقيدها انها ستتَقبّل «التهاني» بمَن كان يفترض ان يخرج من بيته محمولاً على الأكتاف في «يومه الأبيض» فإذا به يطوي حياته محمولاً على الأكفّ في... فجرٍ أسود.كل «حواضر» العرس حضرت في كنيسة مار جرجس، من الورود البيض التي زيّنت المقاعد والمذبح، مروراً بـ«الضيافات» وأكاليل «التهنئة» بـ «عريس المسيح» وأغنياتٍ صدحت بصوت الراحل والموسيقى والارز والزغاريد، وصولاً الى لباس المشيعين الذين حضروا إما بالأبيض وإما الابيض والاسود كما كان أوصى شقيق الراحل و«نصفه الآخر» الإعلامي وسام بريدي الذي أبى الا ان يرتدي بذّة «الاشبين».وحدها دموع الحزن على الغياب «المجنون» كانت «الدليل» على ان فيطرون هي في مأتم وليس في «عرس»، فيما بدا عصام مستسلماً في نعشه الأبيض الى «نوم أبدي» لم يعتقد انه قد يلاقيه وهو في عزّ شبابه وعطائه وحيويّته التي جعلت حياته تضجّ فرحاً وتفاؤلاً. وعبثاً حاولت والدته الثكلى ان توقظه من «الكابوس» الذي «خطفه» والذي دهم العائلة التي دارت بها الأيام على جسر الدورة الذي عبَر معه ابنها الى... السماء.شخصيات سياسية، فنانون، أصدقاء، محبون، كلهم كان المودع وشاركوا في «زفة الموت» التي رافقت بريدي حتى دخوله على السجاد الأحمر الى الكنيسة على وقع التصفيق. علماً ان «مراسم الفرح» كانت بدأت اول من امس منذ ان أُخرج جثمان عصام من مستشفى مار يوسف في الدورة مروراً بمنزله في أدونيس وصولاً الى مسقطه حيث سُجي في الكنيسة بناء على طلب والدته المفجوعة التي رفضت ان يبقى فلذة كبدها وحيداً في برّاد وألحّت ان يكون على مرأى من قلبها الجريح حتى يوم الوداع الأخير.وشكّل «الموت السريع» لعصام بريدي، الذي كان يستعدّ للإطلالة في شهر رمضان المبارك، في مسلسل «بنت الشهبندر» الذي أنهى تصوير مشاهده فيه، صدمة كبيرة للبنان، الشعبي والفني، الذي «انفجر» دموعاً وتغريدات وداع ما زالت تملأ مواقع التواصل الاجتماعي.... امس طوى عصام بريدي آخر مشهد من حياته وكان موعده مع الخاتمة في مسلسل حياته القصيرة التي انتهت على وعود من أحبائه الذين استعاروا ابتسامته التي لم تفارقه ورفضوا ان يقولوا له وداعاً بل عاهدوه بـ «لقاء قريب»... في السماء.
فنون - مشاهير
تشييع حاشد بالأبيض والموسيقى والورود
«عرس موت» في وداع الممثل عصام بريدي
11:30 ص