أعلنت شرطة سكوتلاند يارد البريطانية أمس، أنها أوقفت شخصاً متهماً باغتيال السوري عبدالهادي العرواني (48 عاماً)، الإمام السابق لمسجد النور في حي آكتون غرب لندن، الذي عثر على جثته قبل عشرة أيام داخل سيارته ميتاً من طلقات رصاص في الصدر. ولم تكشف الشرطة هوية المتهم الموقوف، واكتفت بالقول انه يبلغ من العمر 46 عاماً وأنه شوهد في مكان الجريمة في حي ويمبلي شمال غربي لندن يوم وقوع الجريمة، حيث تتحفظ الشرطة عادة على هويات المتهمين بجرائم القتل إلى أن يتم توجيه لوائح اتهام رسمية ضدهم في المحاكم.وذكرت صحيفة «صاندي تايمز» في عددها الأخير نقلاً عن مصدر مطلع على مجريات التحقيق في مقتل العرواني أن القاتل، على ما يبدو، التقى بالعرواني في اليوم السابق لوقوع الجريمة. وكتبت الصحيفة أن العرواني وصل إلى مكان وقوع الجريمة في حي ويمبلي لمقابلة شخص طلب منه أن يعطيه تسعيرة لتكلفة تنفيذ أعمال بناء معينة. وكان العرواني ذهب برفقة ابنه مُرهَف للقاء الشخص ذاته بعد تلقيه مكالمة هاتفية منه في اليوم السابق لوقوع الجريمة، لكن الشخص ادعى أنه فقد مفاتيح البيت الذي كان من المفروض تنفيذ أعمال البناء فيه وطلب من العرواني أن يحضر في اليوم التالي. ووفقاً لمُرهَف كان الشخص أفريقيا ويتحدث الإنكليزية بلهجة أفريقية ثقيلة. وتنظر شرطة سكوتلاند يارد في إمكان أن يكون هذا الشخص هو القاتل وأنه أجّل عملية الاغتيال في اليوم الأول لأن العرواني لم يأت لوحده.ووفقاً للشرطة، عُثر على جثة العرواني في سيارته التي كانت متوقفة على جانب الطريق، فيما كان محركها ما زال يعمل، لكن زجاج الشباك الجانبي من ناحية السائق كان مفتوحاً. ونفى سكان الحي الذي عثر فيه على جثة العرواني أن يكونوا سمعوا صوت إطلاق نار، ما يشير إلى احتمال أن يكون القاتل استخدم مسدساً مزوداً بكاتم للصوت.وذكرت تقارير صحافية نقلاً عن مصادر مقربة من عائلة العرواني أنه لم يكن في يوم من الأيام هدفاً من جانب السلطات السورية وأنه لم يمارس العنف في حياته، ونقل عن المحامي السوري المعارض بسام طبلية المقيم في بريطانيا أن «لدى السلطات السورية أهدافاً لمطاردتها أهم من العرواني». وكانت شرطة سكوتلاند يارد حوّلت ملف الجريمة إلى وحدة التحقيق في جرائم الإرهاب، نظراً لأن العرواني كان مرتبطاً بنشاطات مع التنظيمات المعارضة التي تقاتل في سورية لإسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد.