قرأت تصريح النائب المحترم حمود الحمدان لجريدة الجريدة (السبت 11 أبريل 2015) حول قانون المحاكم التأديبية وكيف أنه سيكون له الأثر الكبير في التصدي للفساد ومحاسبة المتجاوزين.لا تستعجل أبا محمد حفظك الله ورعاك وأنا أعلم أنك من النواب الذين ترفع لهم القبعة لكن الوضع بالنسبة للفساد والمتجاوزين له قواعده ونظمه وتتعدد أشكاله.صحيح أننا نتفق معك في عرض روح التفاؤل وإظهار التفكير الإيجابي تجاه مجمل القضايا وهو واجب الجميع لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، لكن ومن باب صديقك من صدقك أقولها ومن واقع تجربة إن «الشق عود» حيث الفساد أصبح منظما بشكل مخيف وله رعاة، والمحاسبة لن تتم ما لم ننتقل نحن كأفراد وإعلام ونواب وقياديين من جانب المشاهد لأشكال الفساد المتعددة إلى جانب فيه حس عالٍ من المسؤولية الاجتماعية عبر الإبلاغ عن كل فاسد ومتجاوز شريطة أن يقابل هذا التحول بترحيب من أصحاب القرار وبكل شفافية وعدالة.لقد بلغ الفساد وحالات التجاوز مرحلة مؤلمة وبحكم معرفتك بالقضايا التعليمية أعتقد أنك لامست الجرح، ورأينا كيف إن هناك مراسيم أميرية يتجاوزها قياديون في التعليم الخاص والمؤلم هنا أن البعض منهم كان في منصب قيادي كبير في الحكومة قبل أن يكون مسؤولا في التعليم الخاص!أقول التعليم كمثال لأن أي قيادي في التعليم الخاص وبالأخص التعليم العالي يفترض أن يكون متسما بأهم خصال القيادة (النزاهة والأمانة) ولم أتطرق للإعلام الإلكتروني لأنني كتبت عنه لكن التطبيق يسير وفق الكيمياء الشخصية بمعنى «على المشتهى» وهو اجتماعيا يعتبر سلوكاً انعكاساته السلبية بالغة الخطورة.قد أذهب بعيداً في عرضي لنماذج الفساد والتجاوزات لكن أخشى ألا تكفي مساحة هذا المقال ولا حتى في مقالات متسلسلة من عرضها... إنها باتت ثقافة نعيشها ولا علاج لها إلا عبر الكي... إنه آخر مرحلة من مراحل العلاج!أصحاب القرار يجب أن يحاولوا تكوين فريق عمل محايد مهمته استقبال نماذج الفساد وحالات التجاوزات وإن حصل هذا فسأكون أول من يتقدم.إن أصحاب القرار هم من تقع على عاتقهم تغيير ثقافة المجتمع وبالتالي لن تنفع القوانين ولا أي صورة من صور الحوكمة التي يراد منها محاربة الفساد ومحاسبة المتجازين.نحن نعاني من عقدة الـ«أنا» فالبعض يرى أنه خارج نطاق المحاسبة لسبب أو لآخر وإلا أسألك بالله الذي لا إله إلا هو: هل يعقل بعد كل ما ينشر والاستجوابات ولجان التحقيق أننا لا نجد فرداً واحداً قد تمت محاسبته؟يا أبا محمد... «مو معقول» -وهذا ليس كلامي أبدا بل إنني أنقل ما ألمسه من هموم تصلنا عبر الإيميل واتصالات عديدة- وأنت على المستوى الشخصي تعرفني وإن ضاقت بي السبل أتمسك بروح التفاؤل لكن على الرغم من هذا وذاك «ما يخلونا بحال سبيلنا»!إن تحدثنا بلغة إيجابية وصفونا بالحكوميين وإن انتقدنا من باب إيماننا بالمساهمة بالإصلاح وصفونا بالمعارضة... والله إن أحبتنا «حيرونا» مع ثقافتهم!المراد... إن ما نشاهده يمثل معالجة «على استحياء» معالجة تتابع من زاوية فقط أو من طرف واحد وتترك الزوايا أو الأطراف الآخرى ذات الصلة بعيداً عن محيطها وهنا أكرر للتأكيد بأن تغيير ثقافة المجتمع وبسط القانون على الجميع هو المدخل للإصلاح الحقيقي، وهذا لن يتم إطلاقا ما دام النموذج القيادي مبنياً على أسس غير احترافية، وجزاك الله أخي النائب الفاضل حمود الحمدان على حالة التفاؤل التي عرضتها وإن شاء الله يأتي اليوم الذي نجد فيه فاسداً ومتجاوزاً تتم محاسبته... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi