«الناس فيما يعشقون مذاهب»...مقولة شهيرة ربما تنطبق علىأنفال الكندري التي وقعت في غرام هواية تصميم مجسمات من قصاصات الورق لشخصيات وحيوانات وأشكال مفعمة بالحياة والتفاصيل تستهوي الأطفال.أنفال الكندري التي تعمل معلمة في رياض الأطفال رأت في هذه الهواية فرصة لإبراز موهبتها وابداعاتها التي تصنعها أناملها الذهبية من الورق للإسهام في توسيع مدارك الصغار والقضاء على الملل الذي يداهمهم في المدرسة من خلال مشاركتهم في عمل هذه المجسمات ما أهلها ان تنال عضوية المجموعة البريطانية لفن التصماميم الورقية كأول كويتية والثالثة عربياً في هذا الفن.التقينا بها لنتعرف منها على قصتها مع هذه الهواية وسبب عشقها لها وأمنياتها من خلال الحوار:•كيف تكونت لديك هواية تشكيل المجسمات بالورق؟- الصدفة لعبت دوراً في ذلك فخلال فترة مراقبة اختبارات المرحلة الثانوية كانت لي زميلة بالعمل بمثابة أخت وفي فترة غياب الأطفال كانت إدارة الروضة تنظم ورش عمل لتنمية قدرات المعلمات وكانت زميلتي تمر والدتها بظروف صحية ففكرت في تنظيم ورشة مشتركة معها فطرأ على بالي فكرة لف الورق وعندما طرحت الفكرة على مديرة الروضة أعجبت بها وتم زيادة عدد المعلمات فأصبحنا 4 معلمات وتم تدريبهن من قبلي على هذا الفن.•ما الهدف من هذا الفن؟- بالإمكان استغلال قصاصات الورق والاستفادة منها كإعادة تدوير في تشكيل وتصميم مجسمات لحيوانات وانتيكات وتحف وشخصيات عدة وذلك خلال المراحل التعليمية المختلفة خصوصاً ان الرسومات تعتمد على ابداع خيال الهاوي ذاته.•ما نوع الورق المستخدم في تشكيل هذه المجسمات؟- ورق خاص ذات مقاس متعارف عليه 3 و4 و5 و10 مم ويتم شراؤه من بعض المواقع الإلكترونية وهناك ورق«kokoru»تم استخدامه مع الأطفال وهو متوفر بالمكتبات.•ما الأشكال التي تصنعينها من خلال هذه الهواية ؟- هذه الهواية تعتمد على ابداع وخيال الشخص ذاته فمن الممكن تصميم مجسمات اكسسوارات بطاقات تهنئة أو دعوة وغيرها اعتماداً على هذا الخيال.•ما المصادر التي ساعدتك على تعلم هذا الفن؟- من خلال شبكة الإنترنت اطلعت وقرأت الكثير عن هذا الفن كما تعرفت على الفنانة فرح الفرض من الإمارات التي كانت لي خير معين في التعرف على أساسيات الفن وتاريخه وقمت بزيارتها لأخذ معلومات بشكل دقيق كوني كنت استعد لعقد ورشة للأطفال في هذا الفن.•ما أبرز الأعمال التي قمت بتنفيذها في الروضة واستفاد منها الأطفال؟- كوني أتعامل مع الأطفال وأحرص على توفير أجواء من اللعب والتشويق لهم قمت بتشكيل شخصيات وتصميم مجسمات محببة لهم ولاحظت ان الطفل يشعر أثناء قيامه بلف الورق بمتعة في تشكيل وتصميم بعض الأشكال والمجسمات المصنوعة من هذه القصصات وأذكر ان طفلة تدعي مريم جاسم أهدتني وجدتها بطاقة معايدة من الورق الملفوف.•هل تقبل الأطفال مثل هذه الأعمال؟- بالطبع فالطفل يحب كل ما هو جديد وغير مألوف بالنسبة له ومن خلال تجربتي بتعليم الأطفال هذا الفن وجدت انهم ينتظرون ورشة تعمل هذا الفن بفارغ الصبر وعند الانتهاء من تصميم شكل أو مجسم كنت ألاحظ سعادة على وجوههم لا تفارقهم ويحبون تعليم أقرانهم كيف فعلوا ذلك.•هل قدمت دراسة لوزارة التربية حول هذا الفن لتعميم التجربة في رياض الأطفال ؟- في البداية كان تركيزي منصباً على الورشة وأتمنى أن أطرح دراسة لإضافة هذه الفن في مرحلة رياض الأطفال كونها تتيح للطفل سرعة التعلم واستيعاب أي معلومة تأكيداً لمقولة «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر» فكنت دائماً أحاول خلال سنوات عملي الماضية تغيير مفهوم رياض الأطفال فأغلب الناس تنظر لهذه المرحلة على أنها غير مهمة وللهو فقط فهذه الفكرة خاطئة فمرحلة رياض الأطفال هي الأساس فشخصية الطفل وميوله تظهر بشكل بارز من خلالها وأتمنى أن أضيف من خلال هذا الهواية شيئاً لمجال عملي يسهم في تعليم الأطفال أشياء مفيدة.•لمن تدينين بالفضل في تشجيعك على صقل هذه الهواية؟- والديّ كانا مصدر تشجيع لي بشكل لا يمكن وصفه كما لقيت التشجيع من جميع إدارة روضتي وصديقاتي أما من جانب التطوير فقد سعيت لتطوير ذاتي والتعلم أكثر وأكثر كما ان الموجهة الفنية عواطف الكندري كانت تضيف لي لمسات وأفكاراً ولا يمكن أن أنسى صديقتي الإماراتية فرح الفرض التي شجعتني على تمثيل دولتي وساهمت بتثقيفي بهذا الفن.•ما موقف التوجيه العام من هذه الأعمال؟- التوجيه العام دائماً يشجع أي عمل يخدم الطفل ويعود بالنفع عليه وأنا أفخر جداً بأني معلمة رياض أطفال كما يزيدني فخراً عندما أرى إبداعات أطفالي بهذا الفن وأعلم انهم في يوم من الأيام سوف ينقلون هذا الفن لأطفالهم في المستقبل.•هل سبق تكريمك في الكويت أو الخارج ؟- أنا في بداية مشواري وتكريمي الأكبر اني أمثل اسم ديرتي و«ان شاء الله أكون قدها».•ما قصة حصولك على عضوية المجموعة البريطانية لفن التصماميم الورقية؟- حصلت على هذه العضوية من واقع الأعمال التي صممتها من خلال هذا الفن كأول كويتية والثالثة عربياً ولا أنسى فضل صديقتي الإماراتية فرح الفرض التي شجعنتي على الحصول على هذه العضوية وسوف أسافر في سبتمبر المقبل إلى بريطانيا لتسلم هذه العضوية.•هل هناك نية لتطوير عملك تجارياً؟- بالوقت الحالي لا فتركيزي منصب على المشاركة في معرض بريطانيا فهو أول ظهور للكويت ويجب أن يكون مبهرا وذات بصمة قوية.•ما أبرز نشاطاتك خلال الفترة المقبلة ؟- جاري الإعداد لورشة لفن لف الورق على مستوى منطقة مبارك الكبير التعليمية كما سأسافر إلى بريطانيا في سبتمبر المقبل لتسلم عضوية المجموعة البريطانية لفن التصماميم الورقية في شهر سبتمبر المقبل والمشاركة بالمعرض المقام هناك وسأكون الممثلة الرسمية للكويت بإذن الله.•ما المدة التي يستغرقها تنفيذ المجسم الورقي من الورق وكم تبلغ تكلفته؟- تنفيذ بعض المجسمات يستغرق من 3 - 5 ساعات تقريباً فيما يتطلب بعضها وقتاً أطول قد يصل إلى أيام عدة وذلك حسب حجم كل منها وتفاصيله وكلفة المجسم تصل إلى100 دينار.• ما المعوقات التي واجهتك؟- ولله الحمد لم تكن هناك معوقات تذكر لكن في البداية عدم توافر الأدوات والقصصات الورقية وتم طلبها ومن المواقع الإلكترونية فلجأت للأدوات البديلة والتي نجحت في الوفاء بالغرض.•ما أمنيتك؟- أتمنى ان أغير المفهوم الخاطئ عن رياض الأطفال وتطويره للأفضل وعلى الصعيد الشخصي أتطلع لوضع بصمة لي وإنجاز عمل يذكره لي التاريخ من خلال هذا الفن.• كلمة أخيرة؟- أحمد الله فلولا توفيقه لم أصل إلى هذا الشأن وأشكر أسرتي على تشجيعها الدائم لي،كما أشكر أمهات الأطفال اللاتي تعاونّ معي ومنهن مريم جاسم ومريم العجمي وزينب المصيليخ وحور محمد وكذلك مديرة روضة المهدي نجوى الدوسري كما أشكر جريدة «الراي» على دعمها الإعلامي وتسليط الضوء على المبدعين الكويتيين.
محليات
أنفال الكندري تروي لـ«الراي» رحلتها مع مجسمات حيوانات ومقتنيات محببة للأطفال
إبداعات... من ورق
05:20 م