وضع اجتماع «المسح البيئي» لكلية الطب «نهاية سعيدة» للتوجس والقلق من انتشار مادة «الفورمادهيد» المسرطنة، بقرار من جامعة الكويت بإغلاق مشرحة الكلية نهائياً ونقلها لموقع طبي مناسب، وشروع الجامعة وفقاً لمستشار وزير التربية فيصل مقصيد في تصريح لـ «الراي»، في بناء مشرحة جديدة بمواصفات عالمية «ستراعي جميع المتطلبات العصرية الجديدة في عالم الطب».وأعلن وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى عن اغلاق المشرحة في كلية الطب اعتباراً من يوم 13 يونيو المقبل مع نهاية الفصل الدراسي.وقال العيسى لـ «الراي» ان المشرحة ستنقل الى مكان موقت الى حين بناء المشرحة الجديدة، والتي سينتهي العمل بها خلال عامين، بعد رصد ميزانيتها والحصول على جميع الموافقات، حيث سيكون موقعها داخل الكلية وستكون مجهزة بأحدث الوسائل الطبية ومن ضمنها وسائل الأمن والسلامة.وأشار العيسى الى ان هيئة البيئة كانت تدرس خطر المادة المستخدمة بتحليل الجثث منذ أربعة أشهر، الى ان انتهت من تقريرها وبدرونا اتخذنا ذلك القرار.وأوضح العيسى أن المادة المستخدمة هي ذاتها موجودة في الجلود والسجاد ولكن بكميات بسيطة، بينما هي مركزة وسائلة تستخدم داخل المشرحة، حيث ستتم معالجة هذا الأمر من خلال تجهيز المشرحة الجديدة والتي ستكون بمواصفات عالمية وحديثة جداً.وأصدرت مديرة الجامعة بالوكالة الدكتورة حياة الحجي في اجتماعها الذي عقدته أمس مع مدير عام الهيئة العامة للبيئة وممثل معهد الكويت للأبحاث العلمية ونائب مدير الجامعة لشؤون مركز العلوم الطبية وعميد كلية الطب، أصدرت قراراً عاجلاً بإغلاق فوري لمشرحة كلية الطب نتيجة انتشار مادة «الفورمادهيد» بمعدلات تفوق النسب المتعارف عليها عالمياً في الأماكن المغلقة، وذلك وفقاً للمسح البيئي الذي انتهت إليه الهيئة العامة للبيئة، وهو الموضوع الذي كشفته كل من نقابة الأطباء ونقابة العاملين في جامعة الكويت بعد شكوى تقدمت بها عضو هيئة التدريس في كلية الطب الدكتورة منال بوحيمد للنقابتين عن انتشار تلك المادة، وفق تقارير بيئية رسمية، حيث انتهت النقابتان الى إصدار بيان صحافي تحذيري يوم الخميس الماضي من «استمرار إدارة كلية الطب في إخفاء تلك الحقائق ومحاولة التستر على تلك القضية البيئية الخطيرة التي تمس صحة وسلامة العاملين في كلية الطب وطلبة مركز العلوم الطبية».وفي هذا الصدد، قال نقيب الأطباء الدكتور حسين الخباز «حذرنا إدارة كلية الطب من خطورة التستر على مثل تلك الحقائق عن الملوثات البيئية الخطيرة على الصحة العامة لكل مرتادي مركز العلوم الطبية وليس فقط في كلية الطب»، مؤكداً أن «القرار الفوري لمديرة الجامعة يثبت صحة كل ما قلناه في تصريحنا قبل ثلاثة أيام، والذي جاء بضرورة اتخاذ قرار عاجل في هذا الشأن، حرصاً على صحة جميع العاملين في كلية الطب، بمن فيهم الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية من أطباء عاملين بكلية الطب، وهو ما حصل بالفعل في قرار إغلاق مشرحة الكلية اليوم (أمس)».من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة نقابة العاملين في جامعة الكويت هيثم الهاجري إنه «انطلاقاً من حرص النقابة على صحة وحياة العاملين في مركز العلوم الطبية، فقد كان تحركنا فورياً بعد المعلومات الخطيرة التي وردتنا عن نسبة الأبخرة لمثل تلك الملوثات البيئية وغيرها من المواد الضارة»، مشيراً الى أنه «ثبت بما لا يدعو مجالاً للشك بأن تحذيراتنا كانت في محلها بعد قرار مدير الجامعة بإغلاق فوري للمشرحة».وأشاد الخباز والهاجري «بتعاون وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى ومديرة الجامعة الدكتورة حياة الحجي لسرعة الاستجابة في إصدار تلك القرارات الفورية التي تصب في صالح الطلبة والعاملين بكلية الطب ومركز العلوم الطبية»، مؤكدين أن «نقابة الأطباء ونقابة العاملين في الجامعة حرصتا على الحصول على وعود من مديرة الجامعة بتزويدهما بالخطة المشتركة التي وضعت بين الإدارة الجامعية والجهات البيئية لمعالجة الخلل الحالي، مع ضرورة مشاركتهما في اجتماعات تلك اللجان للتعرف على كل التفاصيل والقرارات المتخذة في هذا الشأن، ومتابعتها إلى أن يتم الإصلاح النهائي والهدف المنشود للنقابتين بتحقيق المصلحة العامة حرصاً على سلامة الطلبة والعاملين في مركز العلوم الطبية».