من خلف غبار المعارك الكلامية التي احتدمت ونقلت المشهد اللبناني الى مرحلة من السخونة العالية، بدا المسار الأمني معزولاً عن الاستقطاب السياسي الحاد، اذْ أفضى التنسيق بين الأجهزة الأمنية الى تسديد أكثر من ضربة لخلايا إرهابية، وسْط مؤشرات موازية الى امكان تحقيق اختراق قريب في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» منذ 2 اغسطس الماضي.وبقيت الأنظار شاخصة امس على عاصمة الشمال طرابلس، غداة الإنجاز المزدوج الذي حقّقته شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع استخبارات الجيش اللبناني. وتمثّل الإنجاز الاول في إسدال الستار على ملف الارهابي أسامة منصور الذي قُتل مع رفيقه أحمد الناظر خلال تبادل للنار بينهما وبين قوة من «المعلومات» في طرابلس، علماً ان الاخيريْن كانا في سيارة وعُثر معهما على هويتيْن مزوريتْن باسم هادي الخطيب وخالد الجناوي.ومعلوم ان منصور (27 عاماً)، الذي تردّد انه كان بايع «داعش»، هو شريك شادي المولوي المتواري على الارجح في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، وكانت مجموعتهما اصطدمت في اكتوبر الماضي في محلة التبّانة مع الجيش اللبناني حيث دارت مواجهات فرا على إثرها.اما الإنجاز الثاني فكان توقيف الشيخ خالد حبلص ومرافقه، خلال الاشتباك الذي قُتل فيه منصور ومرافقه، علماً ان حبلص كان ظهر إبّان مواجهات اكتوبر في طرابلس التي توسّعت باتجاه بحنين - المنية (تبعد عن طرابلس نحو 12 كيلومتراً) حيث قاد المعارك في هذه النقطة ضد الجيش قبل ان يتوارى.واعتُبر توقيف حبلص بمثابة صيد ثمين نظراً الى المعلومات التي من المفترض ان تكون لديه عن المزيد من المجموعات الارهابية أو الخلايا النائمة.وفيما أشارت تقارير الى ان توقيف حبلص حصل نتيجة عملية رصْد دقيقة له وان الأخير كان قبيل القبض عليه في اجتماع مع اسامة منصور وقعا بعده في كمين نُصب لهما، اعلنت قوى الامن الداخلي في بيان لها انه «في إطار متابعة الشبكات الارهابية والاشخاص الخطرين، تمكنت قوة من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من تحديد مكان تواجد الشيخ خالد حبلص في مدينة طرابلس، والساعة 22.25 من تاريخ 9/ 4/ 2015 وفي مدينة طرابلس - محلة باب الرمل، ولدى قيام دورية من شعبة المعلومات بتوقيف حبلص اثناء تواجده داخل سيارة من نوع (كيا بيكانتو) بقيادة المدعو امير الكردي، توقفت سيارة من نوع (اوبل) في داخلها شخصان، حيث اقدم الشخص الذي كان جالسا بجانب السائق على اطلاق النار في اتجاه عناصر الدورية، ما أدى الى اصابة عنصريْن بجروح طفيفة، فرد عناصرها بالمثل ونتج عن ذلك مقتل الشخصيْن وتوقيف حبلص والكردي. وتبيّن ان القتيليْن هما أسامة منصور واحمد الناظر، كما تبيّن ان منصور هو الشخص الذي اطلق النار وكان في حوزته حزام ناسف عمل الخبير العسكري على تفكيكه. والتحقيقات جارية باشراف القضاء المختص».وساد التوتر منطقة التبانة بعد خبر مقتل منصور وتعرَّض عدد من عناصر الجيش للرشق بالحجارة ما استدعى اطلاق الرصاص في الهواء.وفي موازاة ذلك، أوقف الجيش اللبناني سورييْن في منطقة اللبوة (البقاع الشمالي) لانتمائهما الى «جبهة النصرة» وهما محمد ادريس وعبد المهيمن العبد، في حين تواصلت التحقيقات مع الارهابي البارز الذي أوقفه الجيش اللبناني في البقاع نبيل الصدّيق الذي اشارت المعلومات الى انه مفتي «داعش» في البقاع وانه كان استأجر شقة في منطقة بر الياس البقاعية قبل شهرين.وعلى خط آخر، اتجهت الأنظار الى تركيا التي توجّه اليها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم لمتابعة ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وسْط معلومات عن شبه اكتمال لصفقة التبادل معها والتي تقضي بإطلاق اللبنانيين الـ 16 المحتجزين لديها مقابل إفراج لبنان عن عددٍ من الموقوفين في سجونه ممّن لم تصدر بحقّهم بعد أحكام جرمية وايضاً دفع فدية مالية عن كل عسكري (تتولى قطر دفعها).ورجحت تقارير صحافية ان تكون زيارة ابرهيم لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة من دون ان يتضح مصير التفاوض مع «داعش» الذي ما زال يحتجز 9 عسكريين كان تردّد انه نقلهم من جرود عرسال الى الرقة.
خارجيات
مقتل أسامة منصور وتوقيف الشيخ حبلص وتحقيقات مع «مفتي داعش» في البقاع
لبنان يسدّد ضربات موجعة للمجموعات الإرهابية
08:43 ص