معنية بالتراث، دارسة، مواظبة، مع أنها تسعى لوحدها، تجتهد بالقدر الذي تقدر عليه، وتجني اهتماماً وتقديراً على الدوام. إنها المطربة اللبنانية سمر كموج، التي قدّمت الكثير من أجل الحفاظ على معالم الغناء الأصيل، المستند إلى القواعد التي وضعها الرواد، أمثال سيد درويش والسنباطي وعبد الوهاب وزكريا أحمد وغيرهم. كموج التي تحمل إجازة في الإعلام، كانت قادت فريق «يا مسهرني»، المؤلف من 4 مطربات، بينهن جاهدة وهبة الوحيدة التي عرفت طريقاً إلى الغناء الجماهيري، أما سمر فامتهنت التقديم التلفزيوني، لكن الفريق لم يكمل مسيرته، وباتت الحفلات المستقلة نموذجاً للحضور المحترم والمختلف.منذ خمس سنوات أراحت سمر كموج نفسها لظروف خاصة، انقطعت خلالها حتى عن الإعلام.الأجواء «كما قالت» لم تكن مناسبة. والسبب الأول الأوضاع التي سادت العالم العربي طوال الأعوام الأخيرة. والفنان من لحم ودم، فلم يكن مناسباً أبداً العمل عكس التيار:• واليوم أي قرار اتخذت؟- استئناف دورة الحياة التي كنت ضمنها.• لكننا علمنا بالتحاقك بكلية الإعلام. هل تريدين مزاحمتنا؟- (ضاحكة) أنا أكمل دراستي وحسب.• دراسات عليا؟- متابعة رسالة الماجستير التي كنت أعددتها؟• عذراً على السؤال. ولماذا تتابعين التخصص في الإعلام وليس في الغناء؟- ما أشتغل عليه الآن يرد على السؤال.• تتحضرين لأمر ما؟- نعم.• هل تريدين «التيتر»؟- إلى جانب الخبرة الطويلة. ولن أكشف عن شيء الآن.• الخبرة معك تعني سنوات طويلة من العطاء؟- صحيح.• منذ فريق «يا مسهرني»؟- «رزق الله». كان فريقاً رائعاً، لكن الظروف عاندتنا فانفرط العقد.• وحدها جاهدة اخترقت ونجحت لوحدها؟- صحيح. لقد عرفت كيف أتابع في مناخ محترم، وأنا وزّعت حياتي بين بيتي وفني، واشتغلت على أساس القدرة على التوفيق بينهما، وحصدت نتيجة طيبة من الطرفين. وأنا راضية فعلاً.• حتى الآن لم تسجّلي الأغنيات الثلاث التي لحنها الموسيقار رياض السنباطي للسيدة فيروز؟- لم أسجلها نعم. فقد مات الملحن أحمد السنباطي (نجل الموسيقار رياض) وعشنا بلبلة.• وما مصير هذه الألحان التي لم تغنّها السيدة فيروز ولا أنت فعلت ذلك؟- حصل أن الشاعر الكبير الراحل جوزيف حرب الذي كتب أغنيتين من الثلاث، تمنّى عليّ ألا أسجل شيئاً منها، وطلب مني الانسحاب من المشروع، على أن يكتب لي أغنيتين خاصتين للحنين، كرمى للسيدة الكبيرة فيروز.• ألم تتحدّثي مع محامي الست فيروز، أو معها شخصياً لإزالة الالتباس، الذي دفع بوريث الموسيقار لتحويل الأغنيات من فيروز إلى سمر؟- لا يوجد اتصال مع السيدة فيروز ولا مع محاميها. ونحن ننتظر إيجاد حل لهذا الموضوع، فنحن أمام 3 قصائد مبهرة وألحان لسيد النغمة الشرقية الموسيقار السنباطي. فإذا كانت السيدة العظيمة لا تريد نهائياً غناء الثلاث أغنيات، فإنني الأحق من بعدها بغنائها.• يعني؟- الكرة في الملعب الآخر.• أي نتيجة تتوقعين؟- لا شيء محدداً فعلاً، لكنني أعتبر أن هناك وديعة فنية قيمة تكاد تذهب هدراً. سأحاول الحفاظ عليها بكل طاقتي.• كم يعنيك امتهان التقديم مجدداً؟- لقد أحببت هذه المهمة... وأعتقد أنني برعت فيها.• واردة مستقبلاً؟- طبعاً.
فنون
حوار / تتحضّر لاستئناف نشاطها... بعد غياب 5 سنوات
سمر كموج: إذا كانت فيروز لا تريد غناء ألحان السنباطي... فهي لي
سمر كموج
08:42 ص