أشاد رئيس لجنة زكاة الفحيحيل الشيخ عبدالله الدبوس بدور دولة الكويت في الاهتمام بكتاب الله ورعايته والاهتمام بعلومه والعمل على تعليمه للأطفال والشباب وغرس محبته في قلوبهم، موضحا أنها من الدول الرائدة في هذا المجال، مثمنا في الوقت ذاته عناية ورعاية واهتمام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله - بتعليم القرآن الكريم وخدمة كتاب الله واهتمام سموه الشخصي بالمسابقات القرآنية التي تنظمها الكويت على الصعيدين المحلي والدولي، والتي تحظى بمشاركات تفوق نظيراتها في أي مكان آخر، إضافة إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مساجد الكويت، وكذلك التابعة للجان والمؤسسات الخيرية.جاء ذلك في الحوار الصحافي الذي اجريناه معه بخصوص «حلقات الأترجة» التابعة للجنة زكاة الفحيحيل ودورها في خدمة كتاب الله... مشيرا إلى أن حلقات الأترجة تأسست منذ عشر سنوات وكان الهدف من تأسيسها هو تحصين الشباب والفتيات من الانحراف واللهو، لافتا إلى انها أسهل الطرق لحفظ القرآن الكريم، وعن عدد الدارسين أشار إلى أنه وصل 750 دارسا ودارسة في أربعة مراكز للأترجة.وتطرق الدبوس في ثنايا حديثه إلى مواعيد الدراسة، وطرق تقييم الدارسين،وإلى المنهج الدراسي وتحديد مستوى الدارس عند الالتحاق بالمركز، مشيرا إلى أن الطلبة من سن5-7 سنوات هم الأكثر إقبالاً على الحفظ، لافتا إلى أن الدراسة في حلقات الأترجة مجانية وأن لديهم خطة توسعية إلا أنهم في حاجة إلى دعم ومساعدة أهل الخير.. وإلى التفاصيل..• بداية، حدثنا عن تأسيس حلقات القرآن التابعة لمراكز الأترجة التابعة للجنة زكاة الفحيحيل؟- لقد تم تأسيس هذه الحلقات منذ ما يقرب من عشر سنوات بهدف تخريج أكبر عدد من حفظة كتاب الله عز وجل، علاوة على حفظ الشباب والفتيات من الانحراف والضياع واللهو من خلال تعلم القرآن الكريم حفظا وتلاوة وتجويدا، ولقد تم تحديد منهج للأولاد والبنات لحفظ كتاب الله عز وجل بحيث يدرس المتعلم أو المتعلمة القرآن الكريم من خلال ثلاثة مستويات دراسية، والدراسة في المستوى الأول من سن 5 إلى 7 سنوات ويتم فيه حفظ القرآن خلال 12 عاما، والمستوى الثاني يبدأ من 5 إلى 8 سنوات ويتم فيه حفظ كتاب الله خلال 12 عاما، والمستوى الثالث يبدأ من سن12 حتى الستين عاما، ويتم فيه حفظ القرآن خلال 6 سنوات.الخبرة والتخصص• ماذا عن طريقة الحفظ لكتاب الله عز وجل؟- في الحقيقة إن لدينا محفظين متميزين في تدريس كتاب الله وتحفيظه بأحكام التلاوة لديهم الخبرة والتخصص، فالمعلم يقرأ أمام الدارسين في الحلقة القرآنية مجموعة من الآيات، ويردد الدارسون ما يقرأه عليهم شيخهم أو معلمهم، ثم يصحح المعلم للمتعلمين إذا أخطأوا في قراءة الآيات، ويطلب منهم المعلم في نهاية الحصة الدراسية أن يحفظوا ما تلاه عليهم من آيات لتسميعها عليه في الحصة المقبلة التي تتم فيها قراءة مجموعة جديدة من الآيات ليتم حفظها، وهكذا تتم الدراسة علاوة على شرح أحكام التلاوة والتجويد لكتاب الله.السند المتصل• كم عدد الدارسين والدارسات ؟ وكم عدد مراكز الأترجة القرآنية ؟- بدأنا حلقات أترجة القرآن الكريم بـ40 متعلما و50 متعلمة، والآن وصلنا بفضل الله عز وجل إلى 750 دارسا ودارسة، في الواقع إن المتعلمين يدرسون كتاب الله عن طريق سند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم،علاوة على ذلك فإن أولياء الأمور يأتون بأبنائهم من مناطق بعيدة، علاوة على ذلك فإن لدينا 4 مراكز للأترجة اثنان منها في منطقة الفنطاس أحدهما للفتيات وثانيهما للبنين، ومثلهما في منطقة المهبولة.• ما مواعيد الدراسة في مراكز الأترجة؟-التعليم في مراكز الأترجة عبارة عن عام دراسي كامل، حيث تبدأ الدراسة في بداية شهر أكتوبر من كل عام وتنتهي في مايو في العام الذي يليه، ومواعيد الدراسة في الأترجة متوازية مع الدراسة في مدارس وزارة التربية.يتم تحديد يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع لدراسة البنين والبنات، كما يتم تحديد يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوعين للفتيات نظرا لازدياد أعدادهن عن البنين، وبالنسبة لليوم الدراسي تبدأ الحلقة الأولى للمستوى الأول وتبدأ من الساعة الثالثة عصرا إلى الرابعة والنصف عصرا، أما الحلقة الثانية فهي مخصصة للمستوى الثاني وتبدأ من الساعة الرابعة والنصف إلى السادسة مساء، والحلقة الثالثة مخصصة للمستوى الثالث وتبدأ من السادسة إلى السابعة والنصف مساء.طريقة التقييم• كيف تتم طريقة تقييم الدارسين ؟-في نهاية كل شهر يتم إجراء اختبارات للطلاب والطالبات في الحفظ والتلاوة، اختبارات شفهية وتحريرية وهناك نجاح ورسوب، كما يتم إجراء اختبارات فصلية يتم من خلالها تقييم مستوى الطلبة وتحديد درجاتهم في حفظ كتاب الله عز وجل.• هل هناك رسوم يقوم الطلبة بدفعها لإدارة مراكز الأترجة ؟- في الحقيقة إن الدراسة تتم في مراكز الأترجة بالمجان، ولا نتقاضى أي رسوم من المتعلمين والمتعلمات بل نقوم بمنح مكافآت مالية للطلبة المتفوقين والمتفوقات حيث يتم تنظيم حفل تكريم لهم أمام وجهاء ومسؤولي المنطقة حيث يقوم وزير الأوقاف أو من ينوب عنه بتكريمهم ومنحهم شهادات التقدير، وذلك تشجيعا للإقبال على حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى.المنهج الدراسي• حدثنا عن المنهج الدراسي ؟- منهج حفظ القرآن الكريم منهج مبسط بفضل الله تعالى، ويتم تصنيف مستوى الدارسين عن طريق إجراء اختبار مبدئي عن طريقه يتم تحديد مستوياتهم وإلحاقهم بالمستوى الدراسي الذي يتناسب مع إمكاناتهم وأعمارهم.المنهج يتم فيه دراسة أحكام التجويد والتلاوة، علاوة على أحكام المراجعة وباستمرار يتم اختبار الطلبة في ما يحفظون من سور وآيات خلال عام الدراسة علاوة على اختبارهم باستمرار في ما حفظوه في الأعوام السابقة ليظل الطالب مواظبا على الحفظ حتى لا ينسى ما حفظه.• هل ما زلتم تستقبلون حاليا طلبة جددا أم تم الاكتفاء ؟- في الحقيقة إننا نجري اختبارا في حفظ القرآن وتلاوته للشخص المتقدم وإذا وجدنا مستواه متوافقا مع الطلبة الدارسين في مراكز الأترجة فإنه يتم إلحاقه بالدراسة طبقا لمستواه، وإذا كان الشخص المتقدم مبتدئا فمن الصعب عليه الالتحاق بمراكز الأترجة خاصة ونحن في الفصل الدراسي الثاني، وفي الغالب لا نستقبل الدارسين إلا مع بداية العام الدراسي حتى يكون الدارس مواكبا للمنهج والمقرر الدراسي من بدايته... ولكن إذا تقدم عدد من الطلبة المبتدئين نخصص لهم معلما ويتم إلحاقهم بالدراسة في مراكز الأترجة، حيث يتم تخصيص حلقة قرآنية جديدة.الأكثر إقبالا• أي مستوى عمري أكثر إقبالا على الدراسة في حلقات الأترجة القرآنية ؟- الطلبة من سن 5 إلى 7 سنوات هم الأكثر إقبالا على الالتحاق بالدراسة في حلقات مراكز أترجة القرآن، علاوة على ذلك فهناك أطفال أعمارهم أقل من 5 سنوات وفي هذه الحالة لا يسجلون بشكل رسمي بل يحضرون كمستمعين مع فئة الطلبة من سن 5 إلى 7 سنوات، وسبحان الله، هناك من المستمعين من يتفوقون في حفظ القرآن الكريم على الطلبة المسجلين رسميا.لذلك فإننا نحث أولياء الأمور على تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم لتخريج أبناء صالحين وحتما سيصب ذلك في ميزان حسناتهم، والقرآن فيه علوم الدين والدنيا ينتفع به الشخص المسلم ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )، ولا شك أن في حفظ القرآن الثلاث فضائل التي ذكرها الحديث الشريف.تعزيز الأخلاق الحسنة• هل لاحظت انعكاس وتأثير هذه الحلقات على أخلاقيات الطلبة وسلوكياتهم ؟- في الحقيقة إن بعض أولياء الأمور كانوا يؤكدون لنا أن أبناءهم لديهم مشاكل مع بعض زملائهم مثل أعمال العنف أو المشاجرات أو ما إلى ذلك من المشاكل التي يقع فيها الصغار في المدرسة، لذلك فإننا في الحلقات نطلب من المعلمين في مراكز الأترجة تدريس التربية الإسلامية للطلبة وتعزيز الأخلاق الحسنة وإكسابهم السلوكيات القويمة التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، كما نحرص على أن يتربوا تربية إسلامية سليمة ونعلمهم كيف كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبون بعضهم بعضا، لذلك فإن المعلمين والمعلمات حريصون على غرس السلوكيات والأخلاقيات الطيبة في نفوس المتعلمين.. لقد وجدنا كثيرا من الطلبة بفضل الله تعالى بسبب حفظ القرآن الكريم وبسبب التحاقه بحلقات الأترجة، وجدنا أن مستواهم الدراسي قد تحسن للأفضل بفضل الله لأن القرآن الكريم ينمي الذهن ويشرح الصدر ويبارك الله تعالى في حفظة كتابه.خطة للتوسع• هل لديكم خطة للتوسع في حلقات الأترجة وافتتاح مراكز جديدة ؟- نعم بالطبع لدينا خطة للتوسع، وتأتينا اتصالات كثيرة من أهالي المناطق المجاورة وطلبات منهم لفتح مراكز جديدة تابعة لأترجة لجنة زكاة الفحيحيل، ولكن هناك بعض العقبات التي تواجهنا منها الجانب المادي.. لأن فتح مراكز جديدة يحتاج إلى تمويل ونفقات، وعلى الرغم من دعم الأمانة العامة للأوقاف ودعم بعض المحسنين والمتبرعين من أبناء الكويت الكرام، إلا أن هذا الدعم المادي لا يكفي، لذلك فإننا نناشد أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء من أبناء الكويت ضرورة المساهمة والتبرع للعمل على فتح مراكز جديدة، لذلك فإن لجنة زكاة الفحيحيل تستقبل المتبرعين لدعم مراكز الأترجة لذلك فإن اللجنة حددت كفالة معلم القرآن الكريم بـ70 دينارا شهريا أو أي استقطاع شهري، فمن يرد دعم هذه الحلقات سيصله مندوب اللجنة ويتم التنسيق مع المتبرع لدعم الحلقات القرآنية، ومن يرغب في التبرع فإن عليه الاتصال بالرقم 23922260 أو 23923672 هذه أرقام «أترجة الفحيحيل» ومن أراد الاستفسار عن الالتحاق بالحلقات القرآنية فعليه الاتصال على هاتف إدارة التسجيل في الحلقات وهو: 99438496، لذلك نرجو من أهل الخير دعم عمل مراكز الأترجة التابعة للجنة حتى يمكن التوسع والانتشار لفتح مراكز جديدة في المناطق المجاورة.ليس لدينا القدرة المادية لفتح مراكز جديدة لأترجة زكاة الفحيحيل، لذلك نريد دعما ماديا لكي نستطيع فتح مراكز جديدة لتحفيظ القرآن الكريم، لذلك فإن تبرعات ومساهمات أهل الخير يتم تخصيصها للمعلمين والمعلمات وطاقم العمل الإداري والقائمين على مراكز الأترجة والمنظمين لعملها.

الله عزّ وجلّ يصف القرآن الكريم

وصف الله القرآن بأوصاف عديدة هي أسماء له، تدلّ على عظيم فضله وعلوّ منزلته:1- وصفه الله بأنه روح، والروح بها الحياة، قال تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ} [الشورى: 52].2- ووصفه بأنّه نور، والنور به الإبصار، قال تعالى: {قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} [المائدة: 15- 16].3- ووصفه بأنه الهادي إلى أفضل طريق: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].4- ووصفه بأنه شفاء ورشاد، قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ} [فصلت: 44].5- وهو كتاب الحق الذي لا يعرض له الباطل قط، قال تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} [الإسراء: 105] وقال سبحانه: {وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41- 42].

النبيّ العظيم يصف القرآن

وصف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم القرآن الكريم، فكان وصفا حافلا بمزايا القرآن، جامعا لفضائله؛ روى الترمذيّ عن عليّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ألا إنها ستكون فتنة. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل، ليس بالهزل، من تركه من جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق (لا يبلى) على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن]. ومن قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم».

أثر القرآن في العالم

من المعلوم أن لهذا القرآن ما يشبه السحر في تأثيره على النفوس والقلوب، ومن الثابت تاريخيا أن هذا التأثير كان له فعله في أنفس المؤمنين خاصّة، وفي أنفس المشركين عامة، والآن بعد تعاقب الشهور والسنين والقرون لا تزال للقرآن جدّته، ولا يزال له تأثيره، بل زادت قوّته قوة وحجّته حجة، فملايين المسلمين يطبقون أحكام القرآن ويطيعون أوامره بشكل اختياري ومن غير أي إجبار أو إكراه، وملايين الألسنة تتلوه صباح مساء، وإذاعات العالم تبثّ آياته من أقصى الأرض إلى أقصاها، والمطابع تدفع كلّ يوم آلاف النسخ إلى جميع أنحاء العالم، وفي كلّ عام نجد القرآن الكريم ينير بآياته مساحة جديدة من الأرض، وينشر الإسلام في أناس لم يكونوا في عداد المسلمين من قبل. ومع ذلك فإنّ المسلم يجد هذا الأثر جزئيا بالمقارنة مع ما يطمح إليه من وصول هداية القرآن للناس جميعا، وتخليص العالم من شرور المدنية المادية الحديثة، وإنقاذهم من واقع حياتهم المليء بالرذائل والأهواء والتفنّن في إثارة الشهوات.وهذا متوقف ولا شك على عودة المسلمين إلى قرآنهم عودة صادقة، ليسترشدوا بآياته، ويلتزموا بأحكامه، ويتعظوا بعبره ودروسه.وعندها يمكن للمسلمين أن يكونوا دعاة إصلاح وسلام صادقين وناجحين، كما صدق ونجح أسلافهم من قبل، ويوم يتحقّق ذلك يفرح المؤمنون بنصر الله.

آداب التلاوة

القرآن الكريم كلام الله تعالى، ولتلاوة كلام الله آداب يجب مراعاتها والمحافظة عليها، وهي:1- إخلاص النية لله، والتجرّد عن الأهواء والرغبات والأغراض الدنيوية الزائلة، لأن بعض هذه الأشياء إن وجد كان حجابا كثيفا بين القارئ أو السامع وبين كلام الله تعالى.2- تحسين الهيئة واستقبال القبلة، والتّطهّر والتّطيب، وتنظيف الفم بالسّواك، وترك العبث أو الالتفات.3- استحضار القلب، والتّأهّب لقراءة القرآن كأنما يسمع من الله سبحانه.4- الاستعاذة: عند ابتداء القراءة؛ لقوله تعالى: {فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]. ثم البسملة في مطلع كل سورة سوى سورة (براءة).5- الخشوع والتدبّر في معاني القرآن، والوقوف على كل عبرة ومعنى والتأثر بكل وعد ووعيد؛ قال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء: 82]. وقال سبحانه: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [الإسراء: 109].6- تحسين الصوت بالقرآن، وتجويده وترتيله ترتيلا حسنا؛ قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4].وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «زيّنوا القرآن بأصواتكم».7- الاجتماع للقراءة، وتوسيع المجلس ليتمكن القرّاء من الجلوس فيه؛ لما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».8- ويجب على السامع للقرآن أن ينصت ويفكّر في آياته، سواء أكان يسمعه من قارئ أو من مذياع... قال تعالى: {وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 203].