فيما نعت السفارة العراقية في الكويت العلامة الدكتور محمد بحر العلوم، عبر عدد من الشخصيات الكويتية البارزة عن حزنها العميق لرحيل العلامة الذي أسس مدرسة التسامح والاعتدال، داعين المولى عزوجل ان يسكن الفقيد فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. وأشادت هذه الشخصيات بمواقف الفقيد الرافضة للغزو الصدامي، منوهة بأن الفقيد لطالما حلم بتخليص العراق من الزمرة الفاسدة التي كانت تحكمه قبل تحريره.السفارة أصدرت بيانا تنعى فيه الفقيد «الذي وافاه الأجل المحتوم أمس بعد صراع مع المرض» مشيرة إلى أن «العراق والعالم الإسلامي فقدا أحد أبرز الشخصيات العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية التي عملت طوال عقود على إرساء معالم مدرسة التسامح والاعتدال ومقارعة الاستبداد» متقدمة بتعازيها من «الشعب العراقي والأمتين العربية والإسلامية بهذا المصاب».محليا، قال علي المتروك «ان العراق والمنطقة العربية فقدت علما من أعلام الأمة العربية والاسلامية، لافتا إلى ان الفقيد الراحل سخّر حياته لنصرة القضية العراقية وتخليصه من براثن الديكتاتور صدام حسين».واضاف المتروك «نحمد الله الذي أمد في عمر الفقيد حتى رأى انتصار قضيته التي انتهت بزوال الغمة وانفراج أزمة العراق الشقيق»ودعا المتروك الله أن يتغمد الفقيد ويسكنه فسيح الجنان ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.من جانبه، قال وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة السابق عبدالهادي الصالح ان الفقيد ترك بصمة واضحة في تقريب العلاقة بين الكويت والعراق،خصوصا في الفترة التي كان يحكم فيها العراق من قبل صدام حسين.وأضاف الصالح «كلنا نتذكر مجالس الحكمة والمعرفة التي كنا نراه فيها خلال زيارته لدواوين الكويت كل سنة في شهر رمضان، وخصوصا ديوان المرحوم مير محمد الكاظمي القزويني في منطقة الدسمة»، مشيرا إلى الدور الذي قام به الفقيد خلال تصديه للمسائل الفقهية المتعلقة بمحكمة الأحوال الجعفرية.وأشار إلى ان الفقيد كان يحل سنويا ضيفا على القيادة الكويتية للتشاور حول الأمور المشتركة التي تهم الكويت والعراق، مشيدا بموقفه الرافض للغزو الصدامي للكويت.وتابع ان الفقيد يتحدر من عائلة بحر العلوم تلك العائلة المعروفة بالعلم والمعرفة والزهد والحكمة، لافتا إلى ان الفقيد لطالما أثرى الملتقيات العلمية التي كان يشرف عليها الوقف الجعفري في الكويت.من جهته، قال الدكتور عبدالواحد الخلفان «بداية نعزي الشعب العراقي الشقيق بوفاة العلامة المجاهد الذي أفنى عمره في نصرة القضية العراقية، موضحا ان الفقيد عمل خلال حياته على تكريس علاقات الأخوة والمحبة والصداقة بين العراق وجيرانه، لاسيما الجهود التي كان يبذلها في تقريب علاقات الأخوة والمحبة بين الشعبين العراقي والكويتي من خلال زيارته السنوية التي كان يقضيها بين محبيه». وأوضح خلفان ان الفقيد كانت تربطه علاقات وطيدة بمختلف القطاعات الاجتماعية الكويتية، حيث كان حريصا جدا على استمرار العلاقة الجيدة بين شعبي الكويت والعراق.في السياق نفسه، أصدر وكيل المرجعيات الدينية في الكويت محمد باقر المهري بيانا تقدم فيه بالعزاء من الحوزات العلمية والمراجع وأهل الفكر والأدب وعائلة الفقيد بالمصاب، مشيرا إلى أن الفقيد قضى عمره بالكتابة والتأليف والجهاد، وأنه ارتبط بالكويت وقيادتها السياسية بصداقة قديمة وكان على تواصل مع الشعب الكويتي.