بدأت وزارة التربية حملتها الوقائية الواسعة لمكافحة انتشار المخدرات في المدارس، واكتشاف الطلبة المتعاطين وفتح ملفات لهم، تتضمن بياناً شاملاً بحالة كل منهم على حدة، ونوعية المخدر الذي يتعاطاه الطالب أو الطالبة، فيما تتعقب اللجنة الوطنية لدراسة المشكلة 15 مادة مخدرة، أهمها الفراولة والبانغو والكريستال ميث «الشبو».واستعرض تقرير اللجنة الأنواع الأخرى من المخدرات المنتشرة، وهي حبوب الكبتاجون «الكبتي» والترامادول ولاركا وكيميكا«الحشيش» والأفيون والمورفين والهيروين والكحول مؤكداً أن الأسباب التي تدفع الطلبة إلى تعاطي المخدرات كثيرة أهمها إشباع حب التجريب ومجاراة رفقاء السوء والضغوط النفسية وغياب رقابة الأسرة وضعف الوازع الديني وقلة وعي الطلبة بأضرار المخدرات.وبين التقرير أن للتفكك الأسري دوراً كبيراً في هذا الجانب وعدم التفاهم بين الآباء والأبناء والقسوة داخل الأسرة والتدليل الزائد للأبناء والتعثر الدراسي ووفرة المال وسهولة الحصول على المخدرات وضعف تطبيق القانون والشعور بالفراغ، إضافة إلى الحرمان من العاطفة الأسرية وضعف الثقة بالنفس وتقليد المشاهير بوسائل الإعلام ومواقع الإنترنت السلبية وضعف التوعية الإعلامية.وتطرق إلى آثار تعاطي المخدرات لدى طلبة المدارس، وأهمها انخفاض درجات التحصيل الدراسي والغياب من المدرسة والميل إلى الإنطواء والعزلة وشحوب الوجة وضعف القدرة على التركيز وتقلب المزاج والتوتر والكذب وفقدان الشهية للطعام والأرق وإضطرابات النوم، إضافة إلى الإصابة بالإيدز«نقص المناعة» والشعور بالصداع المستمر واحتقان العينين والعنف والسلوك العدواني وبطء التفكير والاكتئاب وإيذاء الأسرة والسرقة.ولفت التقرير إلى طرق الوقاية والمكافحة من المخدرات وأهمها قيام الدولة بحملات للوقاية من المخدرات وتشديد الرقابة على الطلبة في المدرسة والبعد عن رفقاء السوء والتعريف بالمخدرات وخطورتها بالمناهج الدراسية وتشجيع الطلبة على ممارسة الأنشطة الرياضية إضافة إلى استثمار وقت الفراغ عند الطلبة في أعمال مفيدة وتعزيز المواطنة في نفوس الطلبة للمشاركة في التنمية بإيجابية وتعزيز التواصل بين المدرسة وأولياء أمور الطلبة وتوطيد العلاقة بين الآباء والأبناء والمشاركة في برامج الوقاية من تعاطي المخدرات والاكتشاف المبكر للتعاطي عند الطلبة وتكثيف الرقابة على عملية صرف الأدوية المخدرة وعدم تناول أي مواد من شخص غير معروف وعلاج الطالب المتعاطي في سرية تامة.وتضمن التقرير استبانة لاستطلاع آراء أولياء أمور طلبة المرحلة الثانوية في شأن مشكلة المخدرات في مدارس الكويت حيث ضمت 29 سؤالاً أعدتها اللجنة الوطنية المشار إليها ووزعت على أولياء الأمور عن طريق قطاع البحوث التربوية والمناهج إذ دارت الأسئلة معظمها على مدى انتشار هذه الآفة بين طلبة المدارس والبيئة التربوية بشكل عام.وبحسب الاستبانة نص السؤال الأول على ما مدى انتشار تعاطي المخدرات بين الطلبة في مدرسة ابنك/ابنتك؟ فيما وضعت 6 إجابات، الأولى كانت لا يوجد طلبة يتعاطون المخدرات في المدرسة والثانية أقل من عشرة طلاب يتعاطون في المدرسة كلها والثالثة من 10 إلى 19 طالباً والرابعة من 20 إلى 29 طالباً والخامسة 30 طالباً فأكثر فيما كانت الأجابة الأخيرة «لا أعلم» وهي الإجابة التي أختارها معظم أولياء الأمور.وتطرقت الاستبانة إلى الأسئلة الأخرى ومنها هل سبق أن رأيت أي نوع من أنواع المخدرات؟ وهل سبق لك أن جربت أي نوع منها؟ وهل تدخن؟ ولو علمت افتراضاً أن ابنك أو ابنتك يتعاطى المخدرات فماذا تفعل؟ مبينة 8 إجابات لهذا السؤال وهي أنصحه بالكف عن التعاطي وأوجه له المزيد من الاهتمام وأعاقبه وأعرضه على الطبيب لعلاجه واستشير مدير المدرسة وألجأ إلى الاختصاصي الاجتماعي والنفسي في المدرسة وأتكتم على الموضوع تماماً خشية على سمعة العائلة وأحتار ماذا أفعل.وذكرت الاستبانة المزيد من الأسئلة الخاصة بدور المدرسة الوقائي في الحد والتقليل من خطر هذه المشكلة منها هل ترى ان المدرسة تسهم في مواجهة مشكلة تعاطي الطلبة للمخدرات؟ وهل تعلم بوجود لجان للتوعية من أخطار المخدرات في دولة الكويت وهل اطلعت على مطبوعات ونشرات لجان التوعية من أخطار المخدرات في دولة الكويت؟ وهل أنت بحاجة إلى توعية من أخطار المخدرات؟ وهل أنت بحاجة إلى دليل إرشادي يوضح كيفية التعامل مع ابنك أو بنتك في حال اكتشافك أنه يتعاطى المخدرات؟ وما مدى إسهام المناهج الدراسية في تعريف ابنك/ابنتك بأخطار المخدرات؟وختمت الاستبانة بأن مشكلة المخدرات من المشاكل الخطيرة عالمياً ومحلياً، تتطلب مواجهتها وضع الخطط الاستراتيجية وتكثيف جهود كافة شرائح المجتمع وفئاته للحد من هذه المشكلة ومحاولة القضاء عليها، ومن هذا المنطلق اهتمت وزارة التربية بتشكيل لجنة مؤلفة من مختصين من جهات عدة في دولة الكويت من أجل إجراء دراسة للتعرف على مدى انتشار مشكلة تعاطي المخدرات بين طلبة المدارس، بهدف مواجهتها وإيجاد الحلول اللازمة للتغلب عليها وتأمين الوقاية للطلبة الذين لم يتورطوا في تعاطي المخدرات.