لم يكن «عابِراً» ان يمر بهدوء امس، تسليم «جبهة النصرة» جثة الدرَكي اللبناني علي البزال الذي كانت أعدمته قبل اربعة أشهر رمياً بالرصاص بعدما كان بين العسكريين الذين خطفتهم «الجبهة» وتنظيم «داعش» في 2 اغسطس 2014 خلال أحداث عرسال.فجثمان البزال، الذي كان رابع المخطوفين الذين تجري تصفيتهم (2 نحرهم «داعش» وثالث أعدمته «النصرة»)، سلّمته «الجبهة» امس، الى هيئة علماء القلمون قبل ان يتم نقله الى عرسال (البقاع الشمالي) حيث لاقته مخابرات الجيش ليُنقل بعدها الى المشفى العسكري (بيروت) للخضوع لفحص «الحمض النووي» لحسم هويته.وساهمت التطورات التي تشهدها عرسال في الأيام الأخيرة في جعل تسليم البزال (الشيعي) ومروره في البلدة ذات الغالبية السنية والمؤيدة للثورة السورية، يحصل من دون اي خضات أمنية، علماً ان البزال من بلدة البزالية ذات الغالبية الشيعية قرب بعلبك والتي لا تبعد كثيراً عن عرسال وكانت شهدت بعيد قتله تحركات احتجاجية كادت ان تفجّر «خطوط التماس» المذهبية بين عرسال ومحيطها (الشيعي).ذلك ان تسليم «النصرة» جثة البزال والذي تم وضعه في سياق رسائل حسن النية المتصلة بالمفاوضات لإطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين لديها (يبقى لديها 16 مقابل 9 لدى «داعش»)، أتى على وقع ملامح «انتفاضة» من أبناء عرسال رداً على إقدام مسلحين من بلدة قارة السورية على خطف حسين سيف الدين، ابن حوش الرافقة (قرب بعلبك) من داخل عرسال التي قرر ابناؤها ان يستلموا بأيديهم وأد أي فتنة مع جوارهم، اذ عمد أفراد منها وتحديداً من عائلة نوح وعز الدين بخطف نحو 35 من السوريين (ما زال نحو 23 بينهم محتجزون) من أقارب خاطفي سيف الدين الموجودين في عرسال، بغية الدفع باتجاه تحرير ابن حوش الرافقة وسط دعم كبير من كل فاعليات عرسال التي اكد رئيس بلديتها علي الحجيري انه «آن الأوان لتحييد عرسال وجوارها عما يحدث في سورية، وليذهب من يريد القتال إلى هناك» وانه «لا يمكننا العيش منقطعين عن ابن اللبوة أو الهرمل أو غيرها من محيطنا وعرسال كلها لن تسمح بأي حادث مشابه للخطف والقتل بعد اليوم».وذكرت تقارير ان تصدُّر عائلتين من عرسال مشهد الضغط لإطلاق سيف الدين مردّه الى ان الأخير خطف من أحد محال عز الدين التجارية، في حين عُثر على السيارة التي خطفته مركونة في «كاراج» مفتوح يعود لأحد أفراد آل نوح، وهو ما اعتُبر محاولة لتوريط العائلتين في قضية رفضا ان يتم ربطهما بها.واستمرّت امس، وساطات يضطلع بها بعض فاعليات عرسال للضغط على الخاطفين السوريين وهم من آل وردة لتسليم سيف الدين على وقع اعلان الحجيري «إما تحرير المخطوف او يغادر كل آل وردة عرسال، فالاهالي قرروا ذلك».في موازاة ذلك، اشار موقع «النشرة» الالكتروني الى مقتل ثلاثة مسلحين بينهم المسؤول في «داعش» المعروف بـ«الانصاري» وجرْح آخرين حين تصدّى الجيش اللبناني لمحاولة تسلُّل قامت بها مجموعة مسلّحة باتجاه وادي حميد في عرسال، حيث تمكّن الجيش أيضاً بعد الاشتباك من أسر أحد المسلحين الجرحى ويدعى «خالد احمد الواو» الذي أدخل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
خارجيات
«انتفاضة» عرسال على المسلّحين طوّقت أي تداعيات
«النصرة» سلّمت جثة الدرَكي علي البزال والجيش يقتل 3 من «داعش» في وادي حميد
07:05 ص