أجرى مستشفى الأمراض الصدرية عملية قلب معقدة تعد الثالثة من نوعها في تاريخ الكويت، لمريضة كويتية في الأربعينات من العمر كانت مصابة بتهتك مزمن مصحوب بانفجار داخلي في جذر وامتداد الشريان الأورطي مع تضخم شديد في قطره «أكثر من 7 سنتيمترات» أدى إلى ارتخاء شديد في الصمام الأورطي، وهو ما يحدث عادة نتيجة للارتفاع الشديد في ضغط الدم.وقال استشاري جراحة القلب والقلب الصناعي رئيس قسم جراحة القلب والصدر في المستشفى الدكتور طارق العيناتي الذي أجرى العملية أن سونار قلب المريضة أظهر في نهاية العملية كفاءة عضلة القلب والصمام الذي أعدنا زراعته.ولفت إلى ان خطورة مثل هذه الحالات تكمن في احتمال انفجار الشريان الأورطي المتضخم في أي لحظة والذي يؤدي للوفاة لحظة الانفجار.وذكر العيناتي ان العملية استغرقت 9 ساعات متواصلة وكانت تحمل خطورة لا تقل عن 20 في المئة لصعوبتها تقنياً ولخطورة وضع المريضة واهتراء أنسجة شرايينها.وأضاف العيناتي انه قام بخفض درجة حرارة المريضة إلى 20 درجة مئوية مع تجميد الدماغ قبل وقف الدورة الدموية تماماً وتفريغ جسم المريضة من الدم، وإزالة جذر وامتداد الشريان الأورطي وهي أجزاء متهتكة من الشريان.وتابع «تم الاحتفاظ فقط بورقات الصمام الأورطي وأصل الشرايين التاجية، وتصميم جذر شريان أورطي صناعي، وإعادة زراعة أوراق الصمام الأورطي عليه بمقاسات ثلاثية الأبعاد بطريقة متناهية في الدقة تضمن عمل الصمام بشكل صحيح، وزراعة أصل الشرايين التاجية على الشريان الأورطي الصناعي».وقال ان من فوائد إجراء العملية بهذه التقنية العالية والمعروفة بـ «David Procedure» هو الحفاظ على صمام القلب الطبيعي وعدم استبداله بآخر صناعي، ما يلغي المخاطر المتعلقة بزراعة الصمامات الصناعية كما يلغي حاجة المريضة إلى تناول مسيلات الدم التي تحمل المخاطر المتعلقة بها.ونوه إلى أن المريضة أمضت تحت إشرافه فترة نقاهة ناجحة في العناية المركزة وفي جناح الجراحة وغادرت المستشفى في حالة صحية ممتازة، وستتم متابعتها في العيادة الخارجية لجراحة القلب بإذن الله.