في ليلة إنسانية، حملت الأمل في الخلاص من الدمار والحث على السلام، وبمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، وجهت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن اللجنة العليا التنسيقية للمؤتمر، وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدعوة لحضور مسرحية «أمل»، التي جسدت الوضع السوري الراهن، وذلك على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية.وعلى مدار ما لا يتعدى الساعة، نقل فريق المسرحية معاناة الشعب السوري الشقيق، ودفع الحضور إلى الشعور بالألم على وضع إخواننا في سورية، مشددا على أن الأمل في الله والثقة في قدرة رب العباد هما المخرج، وأن الفرج آت لا محالة، لتشق شمس الصباح طريقها ويعم السلام.وشهد العرض حضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، وزير الاعلام الأسبق محمد السنعوسي، وعدد من الشخصيات الديبلوماسية وضيوف المؤتمر من الوفود والمانحين، ووسائل الإعلام المختلفة، فضلا عن عدد من الشخصيات العامة وجمهور من مختلف الجاليات.وسلط العرض الضوء على ما يدور في سورية، مركزا على الجانب الإنساني، وكيف كان يعيش السوريون في نعيم، وكيف انقلبت حياتهم فجأة، وخاصة الأطفال الذين أجهضت أحلامهم، وهم في سن مبكرة، ولم يعد لهم في عمر الزهور سوى العيش على ذكريات قليلة تعلق في ذهنهم، وقدم العرض «بانوراما» لعدد من الفيديوات والصور المعبرة، من خلال شاشة كبيرة على المسرح، وقدم الممثلون المشاركون حال إخواننا من الشعب السوري.ودارت الأحداث حول «أمل» الطفلة التي تشع أملاً، وترمز إلى الفرحة وفرج الله القريب، وتعيش أمل وسط الحرب وهي ترى من حولها الشياب والشباب والأطفال يعانون ويموتون، ويتذكرون أيامهم في السابق، لكنها تبث الأمل بداخلهم. وتذهب «امل» التي جسدت دورها الطفلة الموهوبة شهد العميري، مع جدها المسن الذي لعب دوره الفنان إبراهيم الشيخلي إلى أحد المخيمات، حالهما حال الكثير من المشردين السوريين، بحثا عن «ملجأ» يؤويهم، ويتقاسم جميع من في المخيم لقمتهم.أما المرأة السورية التي تحمل في أحشائها طفلا، وقدمت دورها الفنانة سماح، فتعيش في رهبة من المستقبل، متسائلة عن مصير «ضناها»، وكيف تعيش في وطن لم يبقَ به أي شيء، لا أمل ولا أمن ولا طعام ولا استقرار ومصير كل من فيه معلق، وثمّن العرض بوادر الكويت في توصيل المؤونة للشعب السوري ودور المانحين.ومن الألم والجوع والفقر رحلت الطفلة أمل، ووضعت المرأة السورية طفلتها وسط الحرب والضياع لتكمل المسيرة، مسيرة الأمل لتطلق على ابنتها اسم «أمل»، بحثا عن أمل في مستقبل أفضل.مخرج العرض نصار النصار نجح باقتدار في اختصار الوضع السوري الراهن من خلال فكرته وإخراجه، ودفعنا إلى تأمل حال الأشقاء والإنصات إلى مأساتهم، وحوّل المسرح إلى ملجأ تكسوه الثلوج والبرد القارس، وكأننا بالفعل معهم، وتفنن في توزيع المجاميع، واستخدام المؤثرات الصوتية والموسيقية، ودمج الفيديوات التي تجسد واقع الشعب السوري مع التمثيل المسرحي، وبدا الملجأ الذي أقامه على خشبة المسرح وكأنه حقيقي، كما اعتمد على المؤثرات الموسيقية «لايف»، مباشرة من خلال الفرقة الموسيقية.وبدا صدق اندماج الفنانة سماح وتفاعلها مع مأساة موطنها الأصلي سورية، حيث بكت أثناء أدائها التمثيلي، خاصة في مشهد رحيل أمل، وأكملت حوارها وهي تتحدث بنبرة باكية، تفاعل معها الجمهور وصفق لها الحضور بحرارة، كما أن الطفلة شهد العميري ورغم صغر سنها إلا أنها جسدت البراءة بكل صدق وبحس فني مرهف، وقدم إبراهيم الشيخلي دور المسن بجدارة كعادته.يذكر أن «أمل» تأليف وإخراج وسينوغرافيا نصار النصار، أداء صوتي الفنان جاسم النبهان، تمثيل سماح وإبراهيم الشيخلي وشهد العميري، مشاركة عثمان الصفي وسارة رشاد وميثم الحسيني وفهد الصفي وهاني الهزاع وسالم فاروق ووضحة الرومي ومحمد الصفي وقاسم المطوع وعبدالعزيز العيسى ومجموعة من المجاميع، ومصمم الإضاءة عبدالله النصار ومساعدي المخرج أحمد عزت ومحمد محب، الفرقة الموسيقية علي عبدالرضا بيانو وعبدالله شريف جيتار وشيخة الوتيد كمان وفاطمة الوتيد درامز، مدير الخشبة فاضل النصار، ومدير الإنتاج ماجد البلوشي.
فنون - مسرح
مسرحية «أمل»... ترصد الوضع الأليم للشعب السوري
06:20 ص