من «البدايات» التي انطلقت من محراب العلم والدراسة في الخارج، الى المحطات السياسية و«النضال» والمقاعد الوزارية، فتحت الدكتورة موضي الحمود ينبوع الذكريات، مقدمة تجربتها الطويلة أكاديمياً وحكومياً حتى تكون نموذجاً لمن يبحث عن تحقيق النجاح موجهة النصيحة للشباب «بأن يتسلحوا بالعلم فالقادم صعب ويتطلب تطوير الذات».وقالت الحمود في حوار لـ«الراي» سيذاع أيضاً على برنامج «شخصيات كويتية» عبر إذاعة الكويت أن «البقاء ليس للأقوى، وانما البقاء للأكثر ذكاء وأكثر قدرة على تحصيل العلم وتطوير الذات والنفس» متحدثة عن تجربة «النضال» التي عاشتها وتوجت بإقرار الحقوق السياسية للمرأة في 16 مايو2005 بما حملته من عقبات ونجاحات.ورأت الحمود ان تجربة المرأة في العمل السياسي لاتزال قصيرة لافتة الى ان هناك من النساء من نجحت في مهمتها السياسية سواء في المنصب الحكومي أو على صعيد العمل البرلماني «لكن هناك منهن من كان أداؤها قاصراً» مشيدة ايضا بوعي الكويتيين «الذين هم قادرون على تقييم التجارب واعطاء كل شخص حقه».وعبرت عن سعادتها لوجود طلبتها في كل موقع «فهناك وزراء منهم... والأكثر من ذلك جلسنا لمناقشة ميزانية وزارة التربية عندما كنت وزيرة وكان عدد كبير من أعضاء اللجنة الاقتصادية البرلمانية في ذلك الوقت من طلبتي، وهذا شعور جميل جداً أن تجد طلبتك أصبحوا أقرانك وزملاءك ويتفوقون عليك في كثير من الأشياء،هذه النتيجة التي تشعر بها وتثلج قلبك». وتحدثت الحمود باسهاب عن «الدعم الكبير الذي حظيت به الوزيرات من صاحب السمو حفظه الله، فقد كنا نلجأ إليه في كثير من الأمور فكان دعمه غير محدود لنا... وهذا كان عنصر قوة لنا»، لافتة أيضا الى «الدعم الذي تلقته من سمو رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ ناصر المحمد، فقد كانت ثقته كبيرة ودعمه لنا كبير بإعطائنا الفرصة في أن نتحرك في وزاراتنا، وفي مجلس الوزراء وأن نبدي ما نراه من دون أي تحفظ». وفيما اشادت الحمود بدعم القيادة السياسية للمرأة، اشارت الى أن من النواب من يعينك ويدعمك، ومنهم من يرفض وجودك أصلاً كامرأة في الوزارة وفي المجلس، ومنهم من يختلف فكرياً معك وبالتالي يأخذ هذا الاختلاف الفكري كمنطلق لمهاجمتك ومهاجمة سياساتك حتى لو كانت صحيحة.وفي مايلي تفاصيل الحوار:البدايات? كيف كانت بداية حياة الدكتورة موضي عبدالعزيز الحمود من الناحية العلمية؟- تعلمت في جامعة الكويت وحصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال من كلية التجارة آنذاك، وكانت في ثاني سنة من إنشاء الجامعة فكانت جامعة فتية حديثة، وكنا في الواقع نحظى برعاية كاملة من الدولة، ثم من أعضاء الهيئة الأكاديمية في الجامعة آنذاك لأن عددنا كان قليلا.?وكيف كانت الأجواء الجامعية ؟- لقد كانت هناك أجواء وروح جميلة بيننا وبين زملائنا من الطلبة، وكانت هناك رحلات واهتمامات علمية كثيرة، وتطور الموضوع بعد تخرجنا وأصبحنا معيدين في الجامعة، وأيضاً منحتنا الدولة وشرفتنا في بعثات علمية للدول المختلفة، وكان نصيبي أن أخذت الماجستير من أميركا وأخذت الدكتوراه من المملكة المتحدة من جامعة City university of London من بريطانيا.لقد استثمرت الدولة فيّ، وفي غيري الكثير والكثير لتعد الكوادر البشرية في مختلف المجالات، وما أنا إلا مثال لما بذلته الدولة وما استثمرته في كوادرها البشرية سواء كانوا نساء أو رجال.?وماذا بعد ذلك؟- من الجامعة بعد ذلك انطلقت إلى محطات عدة أتشرف دائماً في ذكرها، وهي أنني كنت عضو هيئة تدريس في جامعة الكويت،هذه المحطة الأهم عندما تلتقي بالطلبة، وعندما تتفاعل منها وترى الأجيال تتخرج تباعاً من الجامعة ومن تحت يدك وزملاء هيئة التدريس فهذا شعورلا يعادله شعور.التعليم المشترك?كنت طالبة ومن ثم معيدة وأستاذة في الجامعة، كيف ترين هذه المؤسسة وغيرها من الجامعات الموجودة في الكويت حاليا،وما الذي اختلف في الجو العام من طبيعة الحياة الجامعية،خاصة أنكم كنتم من الدفعات الأولى في ذلك الوقت وكنتن فتيات ونساء وكان هناك تعليم مشترك؟-أنا في الواقع من المحظوظات اللاتي عاصرن نماذج التعليم المختلفة، فبدأت في جامعة الكويت وكان التعليم منفصلا في بداية حياتنا وفي السنة الرابعة من الجامعة بدأنا ندرس سوياً كفتيات وزملائنا من الفتيان في التعليم المشترك وطلعنا في بعثات خارج الكويت جامعات مختلطة، والآن أنا أدرّس في جامعات منفصلة فهذا نظام وهذا نظام.الفكرة في النظامين أن هناك ثقة كبيرة في الشاب أو الشابة سواء كان التعليم منفصلا أومختلطا، في النهاية بعد 4 سنوات سيعملون في مجال مختلط ويخدمون بلدهم من مواقع مختلفة، فإذا زرعنا هذه الثقة من البداية فسنحصد بالتأكيد العمل الطيب والتوجه الطيب.أنا في مسيرتي كطالبة عاصرت النظامين، وكعضو هيئة تدريس عاصرت النظامين، وأيضاً درست طلاب ودرست طالبات،أمانة لم أجد في طلبة الكويت أبناء وبنات إلا كل احترام وتحمل مسؤولية، وبالنسبة لأدائهم الدراسي فمنهم الضعيف ومنهم القوي، لكن أخلاقهم جميعهم كانوا على قدر الثقة والمسؤولية، وبعد خبرة تدريسية 30 سنة أقول إنهم على قدر الثقة والمسؤولية، فعلى قدر ما تعطيهم من ثقة ستحصد ما زرعته، ولله الحمد حصادنا إلى اليوم حصاد متميز، ونتمنى أن نعطي هؤلاء الشباب الثقة والاطمئنان، فهم سيقودوننا في المستقبل شئنا أم أبينا، وسيكونون هم أدواتنا تقدمنا في المستقبل، يجب أن نزرع الثقة وأن نمهد الطريق وأن نستثمر في التعليم ما استطعنا فالتعليم هو الأهم في هذا البلد الصغير وهذه هي ثروتنا المستقبلية.? تحدثت عن منصب عضو هيئة تدريس في تلك الكلية التي كان اسمها كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية، وفي عهدك كعميدة في تلك الفترة تحول اسمها إلى كلية العلوم الإدارية، لماذا هذا التغيير؟-عندما سميت كلية التجارة والعلوم السياسية كان تماشياً مع الأعراف الأكاديمية في الدول العربية كمسميات وكتجمع الاختصاصات في كلية واحدة، بعد ذلك تطورالعلم وكثير من الكليات المتقدمة تسمى وتشتمل على التخصصات التي تخدم قطاع الأعمال والقطاع الحكومي معاً، لذلك كان هذا التحول، وحتى تكون من ضمن المؤسسة العالمية لكليات إدارة الأعمال فكان لابد من أن يجرى تحولان أساسيان في الكلية، التحول الأول في المسميات والتخصصات والتحول الثاني في لغة التدريس في داخل هذه الكلية وتم التحول ونالت الكلية على درجة عالية من الثقة من مؤسسة كليات إدارة الأعمال الأمريكية وهذه أعلى جهة علمية للاعتماد.?الكثير يعلم بأن كلية العلوم الإدارية منذ ذلك الحين وحتى اليوم تحظى بالكثير من الاعتمادات المؤسسية المحلية والعالمية من قبل عدة جهات داخل الكويت وخارجها وباتت اليوم إحدى أبرز الكليات على مستوى الشرق الأوسط إن لم تكن على مستوى العالم في ما يتعلق بتدريس مواد العلوم الإدارية.محطات صعبة?دكتورة قلت إن منصب عضو هيئة التدريس هو الأقرب إلى قلبك لكن حدثينا عن الذكريات والمواقف التي مرت بها الأستاذة موضي الحمود في كلية العلوم الإدارية؟-مررنا بمحطات صعبة بعد ذلك مما لم يجعل في الذاكرة الكثير لكن عضو هيئة تدريس كمهنة وكمنصب صعبة وكنت أبذل قصارى جهدي لإيصال المعلومة للطالب، كانت هناك بيني وبين طلبتي علاقة ودية جميلة وأنا بالعكس قريبة من الطلبة، ولكن وقت الامتحان ووقت الجد كل يأخذ تعبه وجهده.? ما احساسك عندما ترين شخصا متميزا في مركز رجل أعمال، سيدة أعمال، انسانة مجتهدة وتذكرت أنهم كانوا من طلبتك؟- هذا في الواقع اسعد شيء عندما أجد طالبا من طلبتي في كل موقع وفي كل جهة سواء حكومية أو خاصة، وهناك وزراء في حكومة دولة الكويت من طلبتي، والأكثر من ذلك جلسنا لمناقشة ميزانية وزارة التربية عندما كنت وزيرة للتربية وكان عدد كبير من أعضاء اللجنة الاقتصادية البرلمانية في ذلك الوقت من طلبتي، فهذا شعور جميل جداً أن تجد طلبتك أصبحوا أقرانك وزملاءك ويتفوقون عليك في كثير من الأشياء، هذه النتيجة التي تشعر بها وتثلج قلبك.? مررتِ كثيراً على لجنة برلمانية عندما كنت وزيرة، كيف كانت مشاعر موضي الحمود عندما تلقت خبر طلب صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله بتوليك حقيبة الوزارة.-والله شعوري ولا أكتمك كان أمانة فيه شيء من الفخر وشيء من الفرح وبعض التخوف من المهمة القادمة فهو مزيج من المشاعر، لكن للأمانة كانت لحظة مهمة عزيزة على قلبي، ولحظة شعرت أن فعلاً القيادة السياسية في هذا البلد تنظر للجميع سواسية نساء ورجال وتنظر إلى الكفاءة،هذا شعور جميل جداً أن تشعر به كمواطن فكانت مشاعر مختلطة وجميلة في ذلك الوقت.?كيف كانت التجربة الوزارية الأولى لموضي الحمود؟- مررت في مواقف ومحطات مهنية عديدة، كثير من هذه المحطات كانت في مجال التعليم والتربية، وما كانت في المجال السياسي.لكن عندما تنتقل إلى محطة الوزارة فهذا مجال صحيح له علاقة بالتعليم، ولكن له علاقة في سياسة البلد فأنت مسؤول عن شيئين مهمين وهما المساهمة في صياغة مستقبل البلد ضمن مشاركتك في مجلس الوزراء فأنت لا تمثل فقط وزارتك وإنما تمثل جزءاً مهماً من مجلس الوزراء الذي يضع القرار والسياسة للدولة كاملة فهذه مسؤولية عظيمة.الثاني أنت مسؤول عن مجالك المختص به سواء كان تعليما أو تخطيطا أو أي مجال يوكل إليك، فهنا تتعاظم المسؤولية بالدرجة الأولى، وهنا تتعامل مع أطراف مختلفة عما تعاملت معه في محطتك الأخرى، فتبدأ في مجال السياسة وتبدأ في مجال الاقناع والاقتناع وتبادل وجهات النظر والمناورات السياسية العديدة،هذا مجال خصب، فعندما تسألني عن تجربتي أقول إنها تجربة جميلة وخصبة واضافت لي شخصياً الشيء الكثير، وأرجو أن أكون قد أضفت الى بلدي من خلال هذه المناصب شيئا ولو قليلا مما أعطاني إياه واستثمر فينا طوال هذه المدة.حكومات التكنوقراط? دكتورة عندما نتكلم عن تولي حقائب وزارية من قبل بعض القيادات في الدولة يطرح بين الحين والآخر موضوع حكومات التكنوقراط بأن يكون هناك أشخاص مختصون يتولون تلك الحقائب الوزارية، هل كنت ترين نفسك ممثلة لإحدى نماذج وزراء الحكومات التكنوقراط؟- في جانب منه أي حكومة بالتأكيد محتاجة إلى عنصرين موجودين في ذات الوزير، عنصر التكنوقراط أو عنصر المهنية والحرفية وعنصر آخر ألا وهو العنصر السياسي، فلابد من أن يكون لديك عنصر سياسي... فإذا أتى الوزير بخلفية تكنوقراطية بحتة ايضاً سيكون نجاحه صعبا لانه سيجابه بالكثير من الأمور السياسية، وبالتأكيد لابد أن يملك الشخص الخبرة من الناحيتين، صحيح أن بعض الوزارات تحتاج إلى المهنية والحرفية أكثر لكن في نفس الوقت يجب أن يكون لدى الوزير جرعة سياسية وتواصل مع الجماعات السياسية الموجودة في المجتمع، ويجب أن يكون الوعي السياسي حاضرا، وإلا فمعناه أنك جئت بشخص وحكمت عليه بالشلل السياسي، قد ينجح كمهني ولكن عند عدم وجود خبرة وتمرس في الجانب السياسي قد يفشل.?«الإسكان»، «التنمية»، «التربية»، «التعليم العالي»،أين وجدت نفسك أكثر؟- في «التنمية» و«التخطيط»... فعندما توليتها كانت أيضاً لدي خلفية كنائب مدير جامعة الكويت آنذاك للتخطيط وتعاملت مع الخطط الخمسية كمديرة جامعة، وأنا أساساً خلفيتي كمتخصصة في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي وهذا يعطيني أيضاً بعداً مهماً في مجال التخطيط.وأيضا وزارة التربية أشعر أن تأثيري فيها أكثر لأننا أساساً قضينا عمرنا كله في مجال التعليم والتدريس والتدريب ولدي تواصل مع قطاعات التعليم المختلفة سواء الجامعات أو المدارس أو غيره أثناء عملي في جامعة الكويت والجامعة العربية المفتوحة.العقبات?كيف واجهت الانتقادات والعقبات التي قد يضعها البعض خلال مسيرتك كوزيرة،هل تعرضت الى مثل ذلك؟كثيراً، أي وزير سيتعرض لعقبات سياسية وعقبات اجتماعية وعقبات حتى حياتية في حياتك الخاصة لأن متطلبات المنصب الوزاري متطلبات كبيرة جداً، وكوني ايضاً أماً ومسؤولة عن عائلة فلابد من التضحيات في مقابل أداء هذا المنصب، لكن ولله الحمد حظينا بدعم القيادة السياسية للمرأة بشكل عام، ولنا كوزيرات لأنه كانت معي في فترة الأستاذة نورة الصبيح كوزيرة في مجلس الوزراء أيضاً فكان لنا دعم كبير جداً من صاحب السمو حفظه الله، وكنا نلجأ إليه في كثير من الأمور فكان دعمه غير محدود لنا وتشجيعه لنا صراحة ما ننساه، فهذا كان عنصر قوة لنا، أيضا الدعم الذي تلقيته من سمو رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ ناصر المحمد، فقد كانت ثقته كبيرة ودعمه لنا كبير واعطانا الفرصة في أن نتحرك في وزاراتنا، وفي مجلس الوزراء وأن نبدي ما نراه من دون أي تحفظ فهذا شجعنا كثيراً، وهذا شيءغير خاص فقط بموضي الحمود، فالدكتورة معصومة قبلي والأستاذة نورية والكثير ممن أتوا بعدي والآن الأستاذة هند الصبيح أعتقد ان الجميع وجد هذه الروح التشجيعية والدعم اللامحدود من القيادة السياسية في جميع المجالات ومن زملائنا الوزراء.?وكيف ينطر النواب لكنّ ؟- عندما تقابل أعضاء مجلس الامة فهذه قصة أخرى فمنهم من يعينك ويدعمك ومنهم من يرفض وجودك أصلاً كامرأة في الوزارة وفي المجلس، ومنهم من يختلف فكرياً معك وبالتالي يأخذ هذا الاختلاف الفكري كمنطلق لمهاجمتك ومهاجمة سياساتك حتى لو كانت صحيحة فهذه كلها عقبات وهذه كلها ولله الحمد بتكاتفنا كمجلس وزراء وبدعم القيادة السياسية وبقدراتنا وتواصلنا استطعنا أن نمشي ونحقق بعض الأمور والمسيرة التي أكملها من أتوا بعدنا.?ما المشاريع التي كانت في ذهن الدكتورة موضي عبدالعزيز الحمود من خلال توليها لعدد من الحقائب الوزارية ونفذتها ؟- عندما توليت وزارة التخطيط كان هدفي الأول أن يكون لدى الدولة خطة خمسية مثل جميع الدول، فأنا دخلت الوزارة في العام 2008، فمنذ العام 1986 لم تكن لدينا خطة في الكويت، ولم يوافق مجلس الأمة على أي منها وكان لدينا ما يسمى ببرنامج الحكومة، فكل حكومة كانت تضع برنامجها،والبرنامج محدود وبالتالي كان الهدف أن يكون لدينا خطة.فبدأنا مع الأمانة العامة في ذلك الوقت ووزارة التخطيط والأمانة العامة لمجلس التخطيط بوضع ملامح وبدايات الخطة الخمسية وحفظاً للحقوق وإحقاقاً للحق، كانت الدكتورة معصومة المبارك قد بذلت في الخطة قبل أن أتولى الوزارة، فكانوا قد بدأوا مع المجلس الأعلى للتخطيط وفي ذلك الوقت كنت عضوة في مجلس الأعلى للتخطيط والتنمية وكنا نعمل مع الدكتورة معصومة في الإعداد للخطة الخمسية وعندما جئت بدأنا نكمل الخطة الخمسية ولله الحمد أتممناها وكنت أول من قدمها الى مجلس الامة.وأذكر هذا الموقف الطريف للشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء آنذاك عندما سلمته الخطة قلت له: يا طويل العمر علشان نقدمها في مجلس الأمة، فقال: من أعدها... فقلت: أنا وفريقي والناس اللي اشتغلوا فيها، فقال: أنت تقدمينها الى المجلس.وفعلاً وقفت وقدمتها، وكان عليها ملاحظات كثيرة ورجعنا لتطويرها في ضوء ملاحظات مجلس الامة، فكانت لحظة تاريخية أن وقفت وعرضت الخطة على المجلس، وأثناء تطوير الخطة تغيرت الوزارة، واستلمها من بعدي الشيخ أحمد الفهد وأكملوا الخطة وقدمها هو وحصلت على الموافقة النهائية، وكانت له لمساته في الوزارة وغيرفيها مع ملاحظات مجلس الامة، وفعلاً أقرت أول خطة خمسية... وهذا شيء جميل أن نفكرفيه.الأخت نورية بدأت في خطة طموحة لتطوير التعليم مع طاقم العاملين في «التربية»، وأيضاً استلمت الوزارة وأكملت خطة تطوير وزارة التربية أو ما نسميه برامج التطوير – تطوير المناهج وتطوير المعلم – لكن أدخلنا معنا البنك الدولي كمستشار عالمي وطورنا هذه الخطة وقدمنا الاستراتيجية العامة لتطوير التعليم بدولة الكويت وقدمت الى لجنة التنمية البشرية في المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، وسار عليها الوزراء بعد ذلك الأستاذ أحمد المليفي والأستاذ نايف الحجرف فالجهود تتابع وشخص يسلم الآخر، ونأمل أن تتابع وأصعب شيء أن يأتي وزير وينسف العمل للوزير الذي يسبقه فهنا تكون هناك بعض الأمور المحبطة لكن إذا استكمل العمل فهذا شيء رائع.حملات? إذا كنت تعمل فلابد من أخطاء وإن كنت تعمل فلابد من حسّاد يتصيدون تلك الأخطاء،... موضي الحمود أثناء توليها بعض الحقائب الوزارية، شنت عليك حملات، خاصة حين توليتي حقيبتي وزارة التربية والتعليم العالي كيف واجهتها ؟وما أكثرها، أول شيء تضع بين عينيك شيء مهم ألا وهو مصلحة هذا البلد، فهذه مسطرتك الأساسية التي لا تحيد عنها، وأذكر موقف مهما واجهني، وكان هناك هجوم شديد ليس فقط من الصحافة وهو ما نسميه بالشهادات غير المعتمدة لبعض من طلبتنا الذين اتجهوا إلى دول مختلفة أحياناً من دون علمهم بالجامعات غير المعتمدة وبالتالي حصلوا على شهادات معينة وعندما أتوا كنانعرف أن هذه الشهادات غير معتمدة ونعرف أن جودة الشهادات متدنية وأعداد هذه الشهادات غير بسيط،فدخلنا في عملية شد وجذب فهؤلاء الطلبة بعضهم تغرب لسنوات وأنفق كثيراً، ولكن أنت أمامك مصلحة الآن، إما أن تراعي مصلحة هذا الطالب الذي أنفق أو أن تراعي المصلحة العامة، فبعضهم كان يحمل درجات وشهادات طب وهندسة وأصبح الأمر غير سهل،فتداولنا وبعثنا كثيرا من الفرق الأكاديمية لتقيم هذه الجامعات حتى لا نظلم هذه الطلبة، ولما أتتنا هذه الفرق بالآراء السلبية عن بعض هذه الجامعات كان رأينا واضح بعدم اعتماد هذه الشهادات فكانت مشكلة على مستوى المجتمع خصوصا المتضررين من الطلبة وأولياء أمورهم وعلى مستوى مجلس الأمة لأن بعض النواب حساسون بطبيعة العلاقات،وقفنا وصمدنا وكان هناك دعم كامل من مجلس الوزراء لهذه القضية لأن جودة التعليم هي الأهم والمصلحة العامة هي الأهم والحمد لله إلى الآن دخلنا في حلول كثيرة، إما أن يقدم هؤلاء امتحانات أو يعاد تأهيلهم حتى على حساب الدولة لأنهم صرفوا، فبعضهم توجه إلى هذه الحلول وبعضهم إلى الآن ينتظر والامور معلقة بالنسبة له،لكن هذه قضية في رأيي لا يمكن التنازل عنها.? لماذا لا يوجد تخصصات تتناسب مع سوق العمل، وفي نفس الوقت تعطي فرصة لمن يرغب باستكمال دراسته في الكويت بأسعار مناسبة، مع إمكانية أن يجمع بين وظيفته واستكمال دراسته في ظل مشكلة تقادم الشهادات... لماذا لا توفر هذه الفرصة، وأنت كان بإمكانك توفير الفرصة الى هؤلاء ؟- فتحت الفرص في كثير من هذه الأشياء، والذي ذكرته صحيح كنا في جامعة الكويت لا نقبل الطلبة الذين يعملون فسدت الأبواب أمام الطالب الذي يعمل أو الطالب صاحب الشهادة المتقادمة فلا يوجد أمامه إلا السفر للدراسة،نحن لم نمنع أن يخرج الطلبة للدراسة خارج الكويت، ولكن منعنا أن يتوجه الطلبة إلى جامعات نعتقد أن جودتها أو مستواها العلمي غير معتمد، وتطور النظام الآن ولا أدعي أنني ساهمت بل جميع الوزراء ساهموا في إيجاد الجامعات الخاصة،الآن الجامعات الخاصة في الكويت تسد فراغا كبيرا موجودا في الساحة التعليمية فهي لا تتقيد بتقادم الشهادة، وليس لها علاقة بكون الطالب يعمل أو لا يعمل فيستطيع الطالب أن يرتب جدوله في الجامعات الخاصة وفقاً لالتزاماته العائلية أو الوظيفية،هناك باب مهم وهو باب البعثات الداخلية فالآن الدولة تمول ما يقارب من 4000 مقعد بعثة داخلية داخل الجامعات الخاصة للكويتيين، فهذا باب فرج فإذا ما وجدت لك مقعدا في جامعة الكويت هناك الجامعات الخاصة.الباب الذي نسيناه ايضاً هو البعثات الخارجية لطلبتنا، عندما استلمت الوزارة كان هناك 300 مقعد للبعثات الخارجية للمتفوقين من طلبتنا زدناها إلى 3000 مقعد، والآن حسب علمي 4500 أو 5000 مقعد... فهذا تطور كبير، وهذا التطور مستحق لأن معظم سكاننا من الشباب فنحن الآن نتكلم عن 42 في المئة من الشباب تحت سن 24 سنة فهذا ما نسميه كتلة شبابية كبيرة تحتاج إلى مقاعد وتحتاج إلى توظيف والآن خريجو الثانوية سنوياً تقريباً في حدود 30 ألفا وهذا ليس بالعدد القليل.صراعات? هل نملك في الكويت خططا لاستيعاب مخرجات الثانوية؟الآن بدأنا في التفكير في كيفية أن الجامعات الخاصة والبعثات الخارجية على الأقل تستوعب 90 في المئة من مخرجات الثانوية، لكن هل ساحتك تحتاج...؟ نعم تحتاج لأن الشباب القادمين لك أكثر، الآن هناك مشروع للجامعة الحكومية الثانية وفي الطريق عدد من الجامعات الخاصة كلها لخدمة شبابنا مستقبلاً? كيف استطاعت موضي الحمود أن تواجه الصراعات السياسية وهي إنسانة أكاديمية من الدرجة الأولى ولها خلفية في التخطيط الاستراتيجي ولكن كسياسية كيف واجهت الوضع؟- انا عملت بالسياسة طول عمري، فلست بعيدة عن السياسة، عملت في العمل التطوعي وعملت في العمل السياسي وفي الواقع منذ تخرجت في بريطانيا والتحقت في جامعة الكويت وأنا عضو في جمعية الخريجين وعضو في الجمعية الثقافية النسائية، وأيضاً بعد ذلك اصبحت عضوة في التجمع الديموقراطي وهو تجمع سياسي ثم بعد ذلك التحالف الوطني كلها تجمعات سياسية، حتى جمعيات النفع العام التي التحقت فيها كنا نعمل بدعم حقوق المرأة السياسية، وهذا مجال سياسي، وكانت لنا صولات وجولات وأنتم رأيتم المناظرات التي كانت تعقد ونحن أيضاً ساعدنا فيها الإعلام الكويتي بطريقة جميلة... أيضاً في مناظرات كثيرة بين المؤيدين والمعارضين للحقوق السياسية للمرأة والذي توج بإقرار الحقوق السياسية للمرأة في 16 مايو 2005،هذا طبعاً بدعم من القيادة السياسية والذي تسعد وتتشرف به المرأة الكويتية.تجربة المرأة? كيف رأيت نضج المرأة الكويتية التي توصلت إليه حتى تستحق إقرار حقوقها السياسية؟- في الحقيقة اشكرك على إثارة هذا الموضوع وهو أيضاً من الموضوعات القريبة إلى قلبي لأني اشتركت مع زميلات عديدات لي في جميع المواقع بما أسميه نضال، لأنه فعلاً كان ليس مطالبة فقط، وإنما أكثر من مطالبات لحقوق المرأة السياسية امتدت خلال فترة الثمانينات إلى أن أقر الحق في 16 مايو 2005، وفي جميع هذه السنوات كنا نعقد الندوات، وكنا نذهب ونسجل اسامينا عند المختار وفي المخافر... وفي أول فبراير وعندما تفتح السجلات الانتخابية كنا نقف أمام مجلس الأمة ونتقدم بالعرائض وكنا نقابل القيادة السياسية من عهد المغفور له الشيخ جابر الأحمد رحمه الله والأمير الوالد الشيخ سعد رحمه الله... وكنا مناصرين للمرأة وإلى بعد ذلك كان تقدمنا ولقاؤنا دائما مع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الله يطول بعمره والحكومات الكويتية المتعاقبة.وكنا في مناظرات مع الجماعات السياسية التي كانت تعارض هذا الحق، فكان لنا صولات وجولات ولله الحمد هذا التعب وهذا المشوار تحقق بانتصار صاحب السمو أمير البلاد الى حق المرأة الكويتية في الأعمال السياسية وظهر المنشور في 16 مايو 2005، هذه كانت نقطة التحول للمرأة الكويتية بعدها اختيرت أول وزيرة الدكتورة معصومة دخلت الحكومة ثم بعد ذلك انتخبت أربع سيدات وهكذا بدأت مسيرة المرأة في المجال السياسي وفي الحكومات تتقدم، فهذا تاريخ ولنا الشرف أنا كنا جزء ا منه لأنني دائماً كنت أفكر من يحاسبني... سيحاسبني بناتي لعدم وقوفي الى جانب حق المرأة.? المرأة الكويتية اليوم... هل ترين بأن اللواتي دخلن معترك السياسة على قدر كاف من النضج والملائمة والمناسبة كأطروحات وكفكر للعمل السياسي؟- نحن لا نستطيع أن نقول أو نخص المرأة في هذا، نحن في الكويت نجد بعض الرجال وبعض النساء يتفوقون في مجالهم المهني أو السياسي وبعضهم تنقصه الخبرة في المجالين فهذا أمر يجب ألا نقصره على المرأة ونتساءل عن مدة كفاءتها فهناك نساء شرفوا المنصب السياسي سواء في مجلس الامة أو في المنصب الوزاري، وهناك نساء كان أداؤهن قاصرا مثل ما قلت لقلة الخبرة ولقلة الإلمام، مثلهن مثل بعض الرجال الذين دخلوا المعترك السياسي أو كنواب وكان أداؤهم محدوداً،فعندنا دائماً وما أسمعه أن المرأة كان أداؤها محدودا أو المرأة لا تثق في المرأة... هذا غير صحيح.الذي أوصل النساء إلى المجلس ليس نساء فقط، بل رجال ونساء آمنوا بقدرة هذه المرأة، والذين حجبوا الثقة عن بعض الرجال والنساء ليسوا فقط رجال أو نساء بل هم رجال ونساء فيجب أن ننظر إلى حركة المجتمع بشكل كامل لا رجال ونساء ولا نخصص فقط النساء. وتجربة النساء في العمل السياسي تجربة قصيرة جداً لا تستطيع من خلالها الحكم على نجاح أو فشل المرأة فمازال الطريق طويلاً.الثقة بالنساء?كم نحتاج لنرى الكتلة النسائية تصوت لمرأة تستحق وتصل بجهودها وكذلك يتم اختيارها وتوزيرها ويكون هناك تواجد اكثر للمرأة داخل البرلمان الكويتي... هل نحتاج لسنوات أكثر؟الوعي الكويتي بشكل عام سواء رجل أو مرأة وعي كبير ولا تنسى عندما نزلت الدكتورة معصومة كمرشحة في المنطقة الانتخابية الأولى كانت الأولى على المنطقة... وهذا يعني أن الرجال والنساء السنة والشيعة انتخبوا هذه المرأة لبرنامجها وقدرتها وثقتها بها، وكانت الأولى وتقدمت الفئتين، فالمجتمع يحتاج المرشح الذي يقنع هؤلاء الناس ويغير من قناعاتهم ومثل ما قلت هناك وعي ولكن هذه مسألة تحتاج المزيد من الوقت، وأنت سألتني كم من الوقت نحتاج؟... من الصعب أن تقيس مسيرة المجتمعات بسنة أو سنتين أو ثلاث.?هل تفكرين في خوض المعترك السياسي كمرشحة؟-لا... ولله الحمد أديت ما علي في مجال التعليم والعلم والمجال السياسي، قدمنا الكثير فنترك الترشيح لأنه يريد لياقة نفسية وعمرية واجتماعية فهناك شباب وشابات لديهم الفرصة.?وإذا احتاج البلد خدمات موضي عبدالعزيز الحمود لتولي حقيبة وزارية؟-انا عمري ما قلت للكويت لا في أي موقع، وبالتالي كما قلت لك من قبل فعندما تأتي الوزارة فهي تأتي على حساب صحتك وعلى حساب عائلتك كامرأة أيضاً، لكن ما قلت لا في ظروف معينة، فالآن الظروف مختلفة فأنت تقطع مرحلة وتحقق أشياء ولله الحمد أديت ما عليك ومازال لدينا دور في رعاية المجتمع وفي القطاع التعليمي، عندي الآن أحفاد وأسرتي تحتاجني في مرحلة معينة،فمثل ما أقول لكل حادث حديث لكن الكويت أغلى منا كلنا.العمل والاسرةموضي الحمود دراسة في الخارج ماجستير ودكتوراه ورجعت عميدة فأستاذة جامعية ووزيرة، كيف استطعت التوفيق بين دورك الأسري وبين حياتك العملية؟- أكذب عليك إذا قلت لك إن عملي ما كان على حساب عائلتي، لاشك أن عائلتي قدمت تنازلات كثيرة من وقتها ووجود أمهم معهم لكن لله الحمد نظمت وقتي إلى حد كبير وعودت أولادي بالاعتماد على أنفسهم وليس الاعتماد علي، ولله الحمد الآن أدينا الأمانة وتخرجوا جميعهم في الجامعة وعملوا وتزوجوا وكل له حياته،لكن الأول والأخير والدعم الأساسي هو الزوج يجب ألا ننسى أن لولا دعم شريك الحياة ما كان هذا كله ينجز، خاصة إذا كانت المرأة هي التي تنشغل والزوج يساندها ويساعدها، ولا أنسى دعم أسرتي ووالدتي ووالدي وهو شخص كان جدا محافظا ومتحفظا على تعليم المرأة لكن ولله الحمد اقتنع بوجودنا واقنتع بأدائنا وكان مؤيدا لنا ثم والدتي واخواني الجميع كان مؤيدا لنا ثم من دون هذا الدعم لما استطعت من أن أحقق ولا واحد على عشرة مما حققته.? كنت في سن صغيرة عند السفر الى أميركا؟- نعم لكن كنت متزوجة فأول شرط لوالدي هو عدم السفرالى الخارج، وكان لله الحمد فالأقدار أحياناً ترتب حياة الإنسان فتزوجت وسافرت مع زوجي الذي كان يدرس وأنا أدرس ولله الحمد سارت الأمور بتيسير من رب العالمين.? كنت وزيرة للتعليم العالي كيف ترين مستوى طلبتنا المبتعثين في الخارج، ماذا تتذكرين من قصصهم؟- طبعاً كنت مبتعثة قبل أن أكون وزيرة ثم أشرفت على مجموعة من طلبتنا المبتعثين وأنا كنت مدرسة ثم التقيت بالطلبة في أميركا في سنتين متتاليتين وفي انكلترا أيضاً، منذ كم سنة لدينا بعثات خارج الكويت؟... 50 سنة خذ منها بالمتوسط 400 الى 500 سنويا، وفي هذا العدد الكبير أعداد مهولة طلبة ومبتعثون في جميع الدول العربية والأجنبية هل سمعت عن حادث بين الكويتيين مخل لدولتهم أو مؤثر سلباً على سمعة الكويت في الخارج هذا يدل على أن الطلبة الكويتيين ولله الحمد على قدر الثقة وعلى قدر المسؤولية فدائماً من يخرجون يكونون على قلب واحد، قد تفرقهم السياسة لكن في النهاية يجتمعون على الزمالة وحب الوطن، قد يتعثر بعضهم في الدراسة ولكن سلوكهم وأخلاقهم تبقى ثابتة، نحن كنا مبتعثون هناك شارع في تكساس يسمونه شارع الكويتيين كان كله طلبة كويتيين وكنا على قلب واحد كلنا.تجربة الجامعة المفتوحة? اليوم أنت المدير الإقليمي لأحد أكبر المؤسسات التعليمية عربياً ما الذي تسعين الى تقديمه داخل هذه المؤسسة كونك مديرة لهذه الجامعة؟هذه المؤسسة مثل ما قلت وتفضلت الآن في مجموعة من الأمور التي جعلتها قريبة من قلبي، فأولاً هي تمتد في دول عربية عديدة، ونحن طول عمرنا حلمنا الحلم العربي أن يكون هناك صلات بين الدول العربية، ووجدت أن الصلات بين شباب العرب هو أجدى من اي صلات سياسية أو غيره، اخلق الصلات الطيبة بين الشباب تخلق هذا المستقبل الجميل بين الدول العربية، هي جامعة غير ربحية مثل ما قلت وهذا شيء قريب على قلبي أيضاً لأنه لخدمة المجتمع وعندما اتصلوا بي مجلس أمناء الجامعة العربية وعلى رأسهم سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز والدكتور علي فخر ومجموعة من الرجال العرب المخلصين لهذا الوطن ما ترددت أبداً في المسير معهم، فوجدت نفسي قد أعطيت الكويت الكثير مثل ما أعطتني ولازلت لا أوفي حقها، والمقر الرئيس في دولة الكويت ونحن نستطيع ان نخدم أبناء العرب في الدول الأخرى فلماذا لا.والآن الجامعة العربية في 8 دول آخرها السودان، وكان المفروض أن نكون في اليمن لولا الأحداث الآن فهي موجودة في مصر ولبنان والأردن وعمان والمملكة العربية السعودية والبحرين وأخيراً السودان فهذا الامتداد العربي امتداد جميل والتواصل بين الأبناء العرب، عندنا 30 الف طالب في الجامعة بينهم تواصل ما نسميه بالتواصل عبر الانترنت ومن خلال ساحة فضائية يتواصل بها طلبتنا بين جميع الفروع، مساحة جميلة جداً وشيء مختلف عن التعليم التقليدي، فهذا التواجد العربي قريب جداً من نفسي ومن هنا قبلت التحدي وسرت في هذا الطريق.?هل نحن بحاجة إلى تغيير مفهومنا تجاه التعليم الأكاديمي؟الجامعة العربية المفتوحة بدأت العام 2002 ولم يكن للتعليم الالكتروني في هذا الوقت حتى يفكر فيه في العالم العربي، كان فيها 2000 طالب وهناك تحفظ كبير من الأجهزة الرسمية وحتى الطلبة وأولياء الأمور، ولكن منذ العام 2002 إلى الآن ما يقارب 12 سنة هذا المفهوم تغير تماماً فنحن الآن عندنا 30 الف طالب وعندنا طلب من 4 دول عربية الآن لا نستطيع تلبيتها،هذا ليس معناه أن تعليمنا كله عن بعد، فنحن حاولنا أيضاً أن نقرب من نظر الجهات الرسمية فمزجنا بين التعليم في الفصل الدراسي والتعليم الالكتروني عن طريق الانترنت وفعلاً بدأنا.الآن التعليم الالكتروني ليس فقط في الجامعات الالكترونية، الآن الجامعات العادية فيها أيضاً التواصل والتعليم الالكتروني، والأكثر من ذلك الآن نحن نتكلم عن الجامعة الالكترونية السعودية جامعة حكومية، وجامعة الشيخ محمد الالكترونية في دولة الامارات العربية، والجامعة الالكترونية المصرية جامعة حكومية، والجامعة الآن يؤسس لها جامعة افتراضية في دولة الكويت شبه حكومية، الآن تغير الرأي والوعي وكان لنا الحمد لله شرف تأسيس القبول بهذا النوع من التعليم والآن نحن لسنا جامعة الكترونية كاملة ولكن مزيج بين هذا وذاك.?وكيف هو مستوى المخرجات؟ولله الحمد مخرجاتنا الآن تقبل في أفضل الجامعات الأجنبية وطالبنا يأخذ شهادتين شهادة من الجامعة العربية المفتوحة وشهادة من الجامعة البريطانية المفتوحة، الأولى تفتح له المجال في بلده والثانية تفتح له المجال عالمياً. فهذا في الواقع مشروع طيب وفتح الباب أمام الكثيرين وهذا ما يميز دولة الكويت فدائماً تستقطب المشاريع الجديدة والمشاريع الإنسانية والمبدعة وهذا أحد المشاريع التي استضافتها دولة الكويت.? دكتورة أنا شخصياً بحكم معرفتي وارتباطي بالجامعة العربية المفتوحة منذ تأسيسها في الكويت في عام 2002 عندي سؤال دائماً يتردد في ذهني لماذا مجلس الجامعات الخاصة لا يوفر بعثات داخلية للجامعات المفتوحة؟- هذا سؤال جيد، وكثير من طلبتنا الموجودين عندنا يحتاجون إلى هذه البعثات، أنا شخصياً تقدمت بأكثر من طلب كمديرة جامعة لإيجاد بعثات داخلية لطلبتنا، ولكن مثل ما قلت لك مازال هناك بعض المقاومة من بعض الأشخاص ومن بعض الأعضاء في مجلس الجامعات الخاصة ممن يعتقدون أن البعثات يجب أن تكون فقط للجامعات التقليدية،هذا مفهوم خاطئ وأنا كلي أمل أن هذا سيتغير والآن هناك تغيير حتى في نمط التفكير الحكومي شئنا أم أبينا... الآن الجامعة الالكترونية السعودية جميع الطلبة فيها والآن الجامعة العربية المفتوحة تستقبل 700 بعثة من الرياض فأعتقد أن الكويت قريباً قادمة ان شاء الله.? هيئة مختصة بجودة التعليم والجودة فكرة طرحت في الكويت وهي في طور التطبيق حالياً لبحث مدى جودة التعليم في مؤسسات التعليم الكويتية وأنت كنت وزيرة التربية وكنت من أوائل الأشخاص الذين طرحوا فكرة البحث والنظر عن قرب في مستوى المؤسسات التعليمية التي يأخذ منها الطلبة شهاداتهم الخاصة في الخارج فلماذا لا يتم تطبيق هذا في الكويت بشكل فعال؟- الآن يوجد في الكويت الجهاز الوطني للاعتماد، مهمته بالدرجة الأولى هو تقييم الجامعات خاصة الجامعات الخارجية والتي يتوجه لها طلبتنا حتى لا نكرر مرة أخرى ما أصاب بعض طلبتنا من الالتحاق بالجامعات غير المعتمدة، هذا الآن جهاز حسب علمي يعمل بتحديد الجامعات الخارجية المعتمدة من قبل دولة الكويت لابتعاث طلبتها فهذا نقص ولله الحمد وضعنا وحددنا مجاله والآن هو في طور عمله.رسالة الى الشباب? ما الرسالة التي توجهينها وخاصة للشباب الذين ترين فيهم مستقبل هذا الوطن ؟عملي دائماً مع الشباب، وبالتالي أعتقد أن زمنهم ليس مثل زمننا فنحن حظينا بالكثير من العناية والأمور الحياتية والتي ربما أن تكون أسهل منهم الآن،نحن مقبلون على مرحلة اقتصادياً صعبة ومقبلون على عصر فيه منافسة شديدة جداً عالمياً ومحلياً، ومقبلون على عصر يحتاج إلى مهارات مختلفة تماماً عن المهارات التي لم تعد الشهادة فيها هي سلاحك الوحيد في الحياة، فهناك تعليم مستمر وهناك تطوير مستمر وهناك كفاءة ومهارات يجب أن تكتسبها سواء مهارة اللغة أو مهارة التعامل مع التكنولوجيا أو مهارة التواصل مع العالم الخارجي مهارات عديدة يجب أن تكتسبها.وما الذي يجب عليهم ان يقوموا به ؟-هذا العالم الآن يتطلب من الشباب مهارة ويتطلب معرفة وقدرة على المنافسة، وتعايش مع هذه الظروف التي أتوقع أن تكون ظروفا صعبة فرسالتي ونصيحتي للشباب هو التسلح بالعلم فالعلم هو الأساس وعدم الكسل، الآن العلم متاح حتى ولو كنت تعمل ومسؤول عن أسرة، الشهادة أولاً، ثم تطوير الذات فلا تقف إذا حصلت شهادتك بل يجب عليك التدرب والتعليم الالكتروني والتواصل مع المؤسسات العلمية والمقررات المفتوحة فلا تقف عند محطة وتقول انتهيت، فالعلم لا ينتهي والمهارة لا تنتهي وتحتاج إلى تطوير والخبرة تحتاج إلى مزيد من التعب حتى نكتسبها، ولاشك أن البقاء في هذه الحالة ليس للأقوى في عالمنا، البقاء للأكثر ذكاء وأكثر قدرة على تحصيل العلم وتطوير الذات والنفس، هذه مفاتيح النجاح كما أتوقعها في عالمنا اليوم فشبابنا سواء كنتم بنات أو شبابا الآن ليس هناك فرق بين الاثنين والفرص متكافئة ان شاء الله ومتاحة ونحن تعبنا كي نمهد الطريق للجنسين، فالطرق مفتوحة ويعتمد عليك ماذا تكسب من مهارة ومن علم ومن إصرار على التقدم «ولا يكسر مجاديفك أحد»، المهم أن تثق في نفسك وتثق في بلدك الذي استثمر فيك كل هذا وتوكل على الله وتتقدم وأنا متأكدة أن من يعمل ذلك فالنجاح سيكون حليفه ان شاء الله.
محليات
لقاء / تحدثت عن تجربتها الطويلة في ميادين العلم والجامعة والمناصب الحكومية والخاصة
موضي الحمود لـ «الراي»: النساء شرّفن المنصب السياسي وأضفن الكثير للعمل ولكن... !
11:29 ص