في الطريق إلى زالامسي الساحرة لا حدود للمتعة، ولا مجال لتضييع دقيقة من دون الاستمتاع بجمال الريف النمسوي الذي يشعرك بأنك في خيال أو حلم وليس حقيقة أو واقعا، وبقدر ترددي على أوروبا شمالاً وجنوباً طوال الأعوام الماضية إلا أن وجهتي هذا العام إلى النمسا الساحرة كانت الأولى لي، وأظنها ستكون وجهتي في كل عام إن تيسر لي ذلك.العشرة أيام الأولى كنت أسيراً للجمال النمسوي وسحر طبيعته الخيالية فلا اتصال بالعالم الخارجي سوى معشوقتي النمسوية زالامسي وهالشتات ومرتفعات كابرون وقمم شميتن وأخواتها الساحرات، ولا فسحة لدي حتى أداعب الشبكة العنكبوتية لأتصفح صاحبة الجلالة صحفنا الكويتية، حتى ذلك اليوم المشؤوم الذي تصفحت فيه مملكتي الجميلة وزرت بيتي الآخر «الراي» في موقعها الإلكتروني، فإذا بغبار الوضع الأمني في الكويت يلفحني ويكدر صفو إجازتي الصيفية بمأساة ثورة الجياع من العمالة البنغالية والآسيوية فكانت ردة الفعل سريعة باتصال سريع بالأهل...• ألو: «عسى ما شر شصاير»؟• «ما كو شي بس العمال مضربين وصارت أحداث شغب وانتهى الموضوع».• «شنو ما كو شي! الصور تخرع وأعمال شغب والقوات الخاصة بهراواتها تلاحق المضربين... في شي يستاهل نقطع الإجازة ونرجع؟»• «لا... بس الزبالة صار لها أسبوع ما حد شايلها وصارت مثل الجبل والريحة تبط الراس».• «لا حول ولا قوة إلا بالله». انتهى الحوار.قلبت الأحداث الجديدة صفو الهدوء الذي كنت أتلحف به طوال عشرة أيام ساحرة مع معشوقتي الأوروبية، فما عدت أشاهد سحراً نمسوياً أو خيالاً ساحراً، بل صار المشهد أمامي هو الكويت بعاصفتها الأمنية فقط.العصابة التي جرت البلاد إلى هذا التهديد الأمني ليست هي العمالة الأسيوية، فما حصل ردة فعل طبيعية. فالعصابة الحقيقية هي الآن تنعم بحقوق هذه العمالة ومستحقاهم المالية في منتجعات أوروبا وآسيا، فهؤلاء مجرمون في حق كل كويتي، لأنهم أدخلوا الرعب في قلوب المواطنين، وأصبحت أرواح المواطنين مهددة بالانتقام، فلا نأمن على ممتلكاتنا وأرواحنا وأبنائنا بعد هذا اليوم. العصابة الحقيقية هي من تتاجر بأمن البلد واستقراره. هذه العصابة يجب أن تكون عبرة لمن يعتبر، وتُشهر أسماؤهم في وسائل الإعلام المختلفة فهم أعداء الوطن. هذه العصابة مهما كانت أسماؤها أو نفوذها أو حصانتها السياسية يجب أن تنال عقابها. من حق كل مواطن كويتي أن يقاضي هذه الأسماء التي بسببها أصبح المواطن لا يأمن على نفسه وممتلكاته من ثورة هذه العمالة بسبب سرقة ملاك هذه الشركات لحقوقهم. يجب فضح كل ممثل للأمة من النواب تورط في هذه الأحداث الأخيرة، وسحب عضويته البرلمانية، لأنه أجرم في حق المواطن، وأساء استخدام صلاحياته الدستورية فهو عدو الأمة. فضح هذه العصابة يجب أن يكون على رأس الأولويات فليس قبل الأمن أولوية، ارجئوا القضايا العالقة كلها، وأغلقوا هذا الملف أولاً، فالمواطن لا يستحق هذا العبث كله بأمنه واستقراره.

عامر الفالحfree_q8i@hotmail.com