كونا- شددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أرثين كازين، على أن «توفير المساعدات الغذائية لن ينهي الأزمة في سورية»، مبينة أن «ثمة حاجة الى حل سياسي لوضع حد لتلك الأزمة»، مشيرة الى انها وقعت مع رؤساء عدة منظمات انسانية في 13 مارس الجاري نداء ناشد زعماء العالم التحرك لإحداث تغيير حقيقي في سورية وإيجاد حل سياسي للأزمة.وكشفت أنها تعتزم اعادة هذه المناشدة خلال مؤتمر الكويت الثالث للمانحين، متسائلة «ما الذي يجب أن يحدث أكثر من ذلك الدمار كي نقر بأنه على قادة العالم أن يضعوا خلافاتهم جانبا والدفع من أجل حل سياسي داخل سورية؟».وأعربت، عن تفاؤلها بنجاح المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية في ضيافة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.وقالت إن «الكويت كانت دائما شريكا موثوقا به للبرنامج»، مشيرة الى أنها «حرصت على اقامة معرض للصور حول هذه الشراكة حتى يرى العالم آثار استثمارات الكويت العميقة لمصلحة الشعب السوري في وميض الأمل على وجوه الناس».واشارت الى انها لمست بنفسها خلال زيارتها وحديثها للأطفال في مخيم الزعتري، للاجئين في الأردن ثمار الشراكة الانسانية الوثيقة والمنتظمة بين الكويت وبرنامج الأغذية العالمي سواء داخل سورية أو خارجها.وأضافت أن «هذه الشراكة أعمق من أن يعكسها معرض الصور التي تتحدث عن الفارق في حياة المحتاجين بفضل الدور الانساني البارز للكويت وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد».وهنأت سمو أمير البلاد على منحه لقب «قائد للعمل الانساني» من قبل الأمم المتحدة، مؤكدة أن هذا التكريم اقرار بالدور البارز الذي تقوم به الكويت تحت قيادة سموه في مجال العمل الانساني «ليس بمساهماتها ذات الأثر الفارق ولكن أيضا بحشد المجتمع العالمي في الكويت وتشجيعه على دعم الشعب السوري».وأوضحت كازين، أن الشراكة بين الكويت وبرنامج الأغذية العالمي تقبل على آفاق واسعة في مجالات التنمية في اطار ما تبذله الكويت بمؤسساتها الرسمية والأهلية ومشاطرتها البرنامج الالتزام بمساندة جهوده، لاسيما البرنامج العالمي للتغذية المدرسية أو مكافحة سوء التغذية.وبينت أن الكويت بدورها التنموي واسهاماتها الكبيرة تستثمر بالفعل في هذا المجال المهم وفي تمويل برنامج التغذية المدرسية الذي يسمح لملايين الأطفال الفقراء الذهاب الى المدارس، مضيفة أن «من شأن استثمارات الكويت أن تساعدنا على ضمان حصول الأطفال حول العالم على التغذية السليمة الضرورية».وذكرت أن «الكويت شريك ملتزم بالعمل ليس فقط مع برنامج الأغذية العالمي بل مع الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية الأخرى من أجل تلبية سائر الاحتياجات التنموية للسكان من ضحايا الأزمة السورية».وحيت المديرة التنفيذية للبرنامج العالمي كازين هذا الدور الانساني الريادي للكويت والتزامها بالبقاء في هذا المضمار ازاء الأزمة في سورية التي استمرت أكثر من اللازم ودخلت عامها الخامس.وعن الاحتياجات الانسانية الهائلة لملايين السوريين من ضحايا الصراع، أوضحت كازين أن برنامج الأغذية العالمي انخرط منذ اليوم الأول للأزمة بل وقبل اندلاعها في العمل لمصلحة الفقراء داخل سورية.وأضافت أن «البرنامج عمل خلال تفاقم الصراع الى هذا المدى غير المسبوق الذي نشهده على ضمان أن يتلقى جميع المحتاجين من نساء ورجال واطفال ولاسيما الأشخاص الأكثر ضعفا داخل سورية المساعدات الغذائية الضرورية».وحذرت المديرة التنفيذية من «أننا على أبواب العام الخامس من الأزمة وليس بوسعنا في هذه الأثناء أن ننسى الضحايا داخل سورية الذين هم في أشد الحاجة الى الغذاء وأشكال المساعدة الأخرى وكذلك اللاجئين بدول الجوار».وأشارت الى أن برنامج الأغذية العالمي الذي يقدم مساعداته في مختلف أنحاء سورية لا يتمكن من الوصول منذ أشهر الى بعض المناطق المحاصرة ومناطق الاقتتال، داعية جميع الأطراف المنخرطة في الصراع للسماح لتوصيل المساعدات الانسانية الحيوية لهذه المناطق.وتحدثت كازين، عن شح التبرعات المالية لتوفير المساعدات للشعب السوري، «في أكبر أزمة انسانية في التاريخ»، لافتة إلى أن البرنامج اضطر إلى تعليق بعض مساعداته في ديسمبر الفائت وتخفيض مساعداته النقدية لكنه «سيواصل طالما استطاع تقديم المواد الغذائية لأكبر عدد ممكن من الناس».وشددت المديرة التنفيذية على الحاجة لأن يعرف الناس والمجتمع العالمي «اننا نستخدم كل دولار نتلقاه لتلبية احتياجات أشد الناس عرضة من ضحايا الأزمة السورية من الغذاء والتغذية ونحتاج مزيدا من المنح طالما استمرت الأزمة».وأوضحت في هذا الصدد انها ستشارك في مؤتمر الكويت الثالث للمانحين مفعمة بالتفاؤل بأن الجهات المانحة وفي مقدمتها الكويت ستثمن قيمة ما استثمرته في عمل البرنامج وسيواصلون دعم البرنامج ليواصل مهمته بألا يبقى أي شخص جائعا وألا يعاني أي طفل من سوء التغذية.غير أن كازين لم تخف مخاوفها من أن يتحول انتباه الناس بعد خمس سنوات من اندلاع الأزمة السورية نحو أزمات في أجزاء أخرى من العالم مؤكدة أن«كل ما نطلبه هو ألا يحظى أي طفل جائع بأولوية على غيره وأن يسمح لنا العالم بمواصلة مساعدة من يحتاجون مساعدتنا».