كشفت نائب رئيس الجمعية الكويتية لحماية الحيوان وبيئته الشيخة فاطمة مبارك جابر العلي الصباح ان الجمعية استطاعت بالتعاون مع إحدى الشركات اصطياد نحو 600 من الكلاب الضالة في شوارع منطقة الأحمدي، مشيرة من جهة أخرى إلى انه تم «خصاء» 500 قط لكي لا تتكاثر قبل إعادتها للشارع مرة أخرى. وذكرت المبارك في حوار لـ«الراي» ان الجمعية تمتلك ملجأً في منطقة الوفرة على مساحة 10 آلاف متر مربع وتضم غرفا مكيفة للكلاب وحظائر للطيور المهاجرة حيث نوفر مكاناً ملائماً وآمناً للحيوانات المشردة التي لا يرغب أصحابها بامتلاكها.وأشارت إلى أن عمل الجمعية يركز على الحفاظ على الحيونات والسعي لتوفير بيئة مناسبة لها وهذا الأمر نابع من ديننا الإسلامي الذي يدعو للرحمة.ولفتت إلى ان نشاط الجمعية انطلق قبل 10 سنوات وكان يقتصر على جمع الحيوانات في ملجأ بعدها توسع نشاطها ليشمل مختلف الأنواع والفصائل بالإضافة الى اننا نقوم بزيارات ميدانية للمدارس وحملات تنظيف شواطئ وغيرها من الفعاليات.وشددت المبارك على ضرورة التعاون مع كافة الجهات ونشر الوعي بين أبناء المجتمع لتهيئة بيئة مناسبة وملائمة للحيوانات والرفق بها.ولفتت إلى ان التحدي الكبير الذي واجه الجمعية هو طول فترة انتظار إشهارها حيث استمرت نحو 9 سنوات كاملة بسبب البيروقرطية.وحذرت من مغبة تربية الحيوانات الشرسة في المنازل مشيرة إلى ان بعضها لا تعرف طريقة التعامل مع الناس وقد تسبب مخاطر لهم من خلال نقلها لبيئة غير بيئتها الحقيقية.وإلى نص الحوار:• بداية حدثينا عن عملكم في مجال حماية البيئة ؟- منذ 10 سنوات تقريباً ونحن نعمل في مجالات حماية الحيوان وبيئته من خلال الجمعية التي أسستها قبل 10 سنوات عايشة الحميضي وكان عملنا آنذاك يقتصر على وجود ملجأ للقطط والكلاب وبعدها توسع عملنا عندما بدأ الناس يحضرون إلينا مختلف أنواع الحيوانات.• هل تتقاضون رسوماً مالية نظير إيداع الحيوانات في الملجأ ؟- في البداية كانت الخدمة تقدم مجانية ولكن بعد أن تزايدت أعداد الحيوانات بدأنا في تحصيل رسوم زهيدة نظير إقامة الحيوانات في الملجاً لاسيما وأن بعض الأشخاص لا يقدرون ولا يفكرون بالتكاليف والمتاعب التي ندفعها لضمان استمرار العمل بالشكل المطلوب كما أننا نفصل الحيوانات عن بعضها البعض.• أين يقع ملجأ الحيوانات ؟- يقع في الوفرة على مساحة 10 آلاف متر مربع وتضم غرفا مكيفة للكلاب على مساحة ألفي متر ولدينا 90 كلباً و70 قطاً وإجمالي الحيوانات 250 حيواناً ولدينا حظائر للطيور المهاجرة.ونعالج نحو 400 نوع من الطيور المهاجرة من الاصابات والأمراض أثناء مرورها عبر أجواء الكويت وبعدها يتم إطلاق سراحها لتكمل هجرتها بسلام فشعارنا في الجمعية الرحمة وتوفير مكان ملائم للحيوانات الشاردة في الشارع أو الحيوانات التي لا يرغب أصحابها بامتلاكها فنقوم بتوفير مكان آمن كما ان بعض الحيوانات الشرسة جداً كالقرود لا نستطيع التعامل معها بسهولة أو نتركها مع الحيوانات الأخرى فنخصص لهم مكانا خاصا.• كيف تتعاملون مع الكلاب والقطط الشرسة ؟- الكلاب والقطط حيوانات أليفة، تتعايش مع الانسان، ولكن في بعض الأحيان فإن سوء التعامل وعدم الاهتمام السليم بهذه الحيوانات يؤدي إلى شراستة ونحن لدينا فريق مدرب بطرق فنية للتعامل مع الحيوان الشرس لكيفية الاقتراب منه وإطعامه والمحافظة على نظافته وفي الحالات القصوى نخضع الحيوان الى القتل الرحيم في حال أصبح خطرا علينا وعلى المجتمع ككل.• كيف ترين واقع الحيوانات خارج الملجأ؟- لا توجد دولة في العالم تخلو من المشاكل مع الإنسان والبيئة والحيوان وهذا أمر طبيعي ولكن ليس معناه أن نجلس ونتذمر فقط وأرى ان نبادر بالحل على سبيل المثال عندما نرى «زبالة» على الأرض تقع علي مسؤولية إزالتها وليست مسؤولية أحد آخر ولا أنتظر غيري يقوم بالعمل و الشيء نفسه عندما رأت عايشة الحميضي خطأ قبل عشر سنوات بادرت بوضع الحلول وبدأت بالاشياء الصغيرة والآن لدينا أنواع كثيرة من الحيوانات «كلاب، قطط، خيول، حمير، طيور، قرود».وأرى ان أي شيء في الكويت يبدأ من الناس ثم ينتقل للحكومة حتى التعليم في الكويت بدأ من البيوت حتى تطور وأقصد بهذا الكلام ان يبادر الناس بالحلول.• هل ننتظر الناس يعالجون الأخطاء دون تدخل جهات أخرى؟- نعم لابد أن نبادر ونثقف الناس ولهذا بدأنا بتنظيم زيارات للمدارس لنشر التوعية في نفوس الطلبة من خلال تنظيف الشواطئ ويتعرفون على بيئتهم ولمسنا نتائج ايجابية فالطلبة يأتون ويقولون لنا «عمرنا ما راح نقط زبالة في الشارع» لأنهم أحسوا بالتعب في عملية التنظيف وحرصنا على تنظيف شاطئ مثل شاطئ الصليبخات لأنه يعاني من الإهمال بالرغم من أهميته للحيوانات والكائنات البحرية.• لماذا اخترتم شاطئ الصليبخات تحديداً ؟- بدأ الاهتمام بشاطئ الصليبخات منذ 5 سنوات نظراً لأهميته للكائنات البحرية والطيور، ونحن ذهبنا لشاطئ الصليبخات ليس بحثاً عن الأضواء ولكن للعمل في الشاطئ الذي يئن من الأوساخ والمخلفات وعملنا يدوي حيث لا نستعين بآليات قد تدمر أعشاش الطيور وبيوت الحيوانات.• ما أبرز التحديات التي واجهتكم في عملكم ؟- التحدي الكبير هو طول فترة انتظار إشهار عمل الجمعية والبيروقرطية الطويلة في رحلتنا التي استمرت 9 سنوات سعياً للإشهار وبعدها سارت الأمور بشكل ممتاز ونحن كبشر أكثر شيء يزعجنا طول الانتظار والوقت، وعلى سبيل المثال هناك أناس تستشهد بأميركا في التطور والتقدم ونسوا أن أميركا شهدت انقراض أحد أنواع الطيور بسبب الإهمال، وأقصد هنا أي شيء يحتاج وقتا لإصلاحه، ودائماً والدتي الشيخة انتصار السالم تقول لنا «غالباً الناس تبدأ بالعمل والإصلاح بعد ان تشعر بالألم» مثل ألم الضرس لا نعالجه إلا عندما نشعر بالألم الشديد الذي لا يطاق وكل شيء يحتاج وقتا وعملا دؤوبا.• برأيك ما المخرج لمشكلة انقراض بعض الطيور في الكويت ؟- الحل يكمن في زيادة الوعي والعمل على نشر الثقافة بين الطلبة بالأنشطة والزيارات الخارجية وتنظيف الشواطئ وليس بالضرورة أن تكون ضمن المنهج والدروس ولكن عبر الصور والعروض ومساعدتهم في التدريب والتركيز بشكل أكبر ويحتاج وقتا طويلا لمعالجة وحل المشاكل والابتعاد عن «التحلطم» والبدء بالعمل ولاسيما في نفوس الأطفال فالدراسات أثبتت أنهم أكثر الفئات التي تتأثر.• هل زياراتكم للمدارس تقتصر على المدارس الخاصة ؟- لا بل تشمل المدارس الحكومية ولكن نواجه بعض الوقت في انتظار الرد من المدارس الحكومية ولمسنا أخيراً تعاونا ملحوظا معنا والمدارس الخاصة أسهل في التعامل ولكن نشعر بأهمية المدارس الحكومية ولدينا رغبة كبيرة في التعامل معها أكثر.• ما تعليقك على اقتناء بعض المواطنين حيوانات شرسة كالأسد والضبع وتربيتها في البيوت ؟- هذا خطأ وخطر على الناس فهناك بعض الحيوانات لا تعرف طريقة التعامل مع الناس وقد تسبب مخاطر لهم وهذا خطأ كبير لحياة الحيوانات من خلال نقلها لبيئة غير بيئتها الحقيقية ونحن نساعد الناس في التخلص من الحيوانات الخطيرة التي يملكونها فأحد المواطنين قدم لنا «ضبعة» صغيرة تتحول عندما تكبر إلى حيوان شرس ولا يجيدون التعامل معها وتم نقلها إلى حديقة حيوان في مدينة العين في الامارات وهناك نوع نادر من الضباع «المخطط» من باكستان كما قمنا بإيداع دب في حديقة الحيوان وأود ان أشير إلى أننا لا نملك ضبطية قضائية لمصادرة الحيوانات.• وما رأيك بمن يربي «الشيتا» في بيته ؟- هذا خطأ ولابد أن يتم تصحيحها، لأن «الشيتا» حيوان شرس والناس تنسى انها باقتنائها، تتسبب في انقراض هذا الحيوان في بيئته.• هل ثمة انتقادات واجهتموها في عملكم ؟- نتعرض في بعض الأحيان لانتقادات ولكن أهم شيء في عملنا أن نحمي الانسان أيضا والحيوانات برحمة وبطريقة سلمية.• محاولتك لمعالجة الأمور بسلاسة هل هي نابعة من تجارب سابقة ؟- لا...هذه وجهة نظرنا من بداية عملنا والناس تستغرب من واقعنا في العمل فنحن لا نريد أن نحول البيوت إلى غابات لكي تعيش الحيوانات وعايشة الحميضي عندما بدأت كانت بدايتها صعبة وكانت لا تنام بسبب كثرة التفكير في كيفية استفادة المجتمع والحيوان معا فالأمر ليس سهلا عندما أرادت تأسيس الجمعية وكانت تتعرض للهجوم والانتقاد ونحن دائماً نفكر بما يفيد المجتمع والمجال مفتوح للجميع.• كيف تتعاملون مع الحيوانات الشرسة ؟- الحيوانات الشرسة نتعامل معها بطريقة علمية لأن الحيوانات التي عاشت معنا مثل القطط والكلاب لا تستطيع التأقلم مع البيئة الخارجية ولا تعرف إطعام نفسها أو الحصول على غذائها وبالتالي بعضها يموت...وما يزعجنا أن يقوم البعض بتربية أسد في بيته ويمشي به في الشارع ما يصيب الجيران بالرعب وبالتالي هذا الأمر غير مقبول نهائياً والسؤال الذي يطرح نفسه «كيف دخلت مثل هذه الحيوانات البلاد؟».والمؤسف أن البعض يحصل على «الشيتا» بعد ذبح الأم والأب و80 في المئة منهم تموت وقتل الأم يقضي على أجيال من الحيوانات ويقطع نسلها ولابد أن يتوقف هذا الشيء.• كيف تعالجون كثرة أعداد قطط الشوارع في الكويت ؟- عن طريق صيدها وجمعها ومعالجتها وتنظيفها ومن ثم اجراء عملية «خصاء» لكي لا تتكاثر ثم نعيدها للشارع مرة أخرى لكي لا تتسبب في إزعاج الناس ومضايقتهم وبدأنا بعملية خصاء 500 قط شارع ونسعى لتشمل عملية الخصاء جميع مناطق الكويت لمنع انتشار الأمراض وبدأنا في شارع الخليج.• وماذا عن شأن الكلاب الضالة ؟- نحن نهتم بالكلاب الضالة وكانت لنا تجربة مع القطط ولكنها فشلت...ولكن استطعنا بالتعاون مع إحدى الشركات جمع 600 كلب في منطقة الأحمدي.وعملية صيد الكلب صعبة للغاية وتحتاج مراقبة دقيقة لكي لا يطول حبسه في المصيدة لهذا نحرص على مراقبة المصيدة كل نصف ساعة رحمة به وتصل تكلفته صيده 50 ديناراً.• وهل تعتقدين بوجود صراعات مع مجموعات العمل التطوعي ؟- قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وانا لا أسمي هذا صراعات بل منافسة ونحن في الجمعية نمد يد العون للجميع وهناك أناس لا ترغب في مساعدتنا وهناك من يساعدوننا ويقومون بتشجيعنا.• كم عدد أعضاء الجمعية ؟- لدينا 50 عضواً و15 موظفاً و450 متطوعاً ومكتبنا يقع في منطقة المهبولة.• ماخطواتك المقبلة في عملكم في الجمعية ؟- سنركز على القيام بزيارات إلى المدارس والاهتمام بنظافة الشواطئ التي تشهد تجمعات الطيور وفتح تواصل أكبر مع الجمهور لإنقاذ الحيوانات الأليفة وقبل أن نبدأ بالعمل نفكر أكثر من مرة،و نحن نركز على الأمور المتاحة في أيدينا من توعية الناس ونشر الثقافة ونستطيع التوضيح بأهمية الطيور والكويت زاخرة بالبيئة الجميلة ولدينا رغبة شديدة في مساعدة الآخرين، وسنركز على الحيوانات الضالة في الشوارع.• كلمة أخيرة؟- نحن لا ننتظر أحدا يأتي ليقوم بالعمل بدلاً منا فهذه ديرتنا ولابد أن نعمل للنهوض بها في جميع الاتجاهات وأنا ألمس تأكيد الكثيرين على أهمية الحفاظ على الحيوانات وهذا أمر صحي وإنساني.