انضمّ اليمن الى لائحة البلدان المتوترة ليتماشى مع العراق وسورية وليبيا في الحروب الداخلية العاصفة في الشرق الاوسط الذي يشهد للمرة الاولى منذ عقود قيام تحالف إسلامي - عربي - أفريقي تحت مظلة المملكة العربية السعودية يقود الحرب في المنطقة من دون تدخل مباشر من الدول العظمى.ولكن الموقف الأساسي يبقى للجمهورية الاسلامية في ايران وما ستفعله حيال الحرب اليمنية الدائرة؟ واللافت ان ما صدر عن مسؤولين ايرانيين يدل على ان ايران تسير بثلاثة اتجاهات:1 - الموقف اللحظي الفوري بإدانة الهجوم والطلب من التحالف العربي - الأفريقي وقف القصف على العاصمة اليمنية ومناطق اخرى شمالية وحدودية والجلوس الى طاولة المفاوضات.2 - الموقف الثاني والمتزامن مع الاول هو الطلب من سلطنة عُمان ومن روسيا التدخل لدى الدول في المنطقة والدول العظمى لوقف الضربات الجوية ضد اليمن ولخفض أجواء التوتر التي تصحب القصف الجوي المستمر.3 - اذا لم تؤد الجهود الديبلوماسية الى اي نتيجة فعلية فان ايران ستطوّر موقفها الديبلوماسي ولن تتخلى عن حليفها الحوثي في اليمن.وتقول مصادر ايرانية مطلعة ان «ايران لن تدخل في حرب مع المملكة العربية السعودية مباشرة لان اليمنيين يستطيعون الدفاع عن انفسهم، وان بعض الغارات، مهما ازداد عددها، لن يؤثر على مجرى الأحداث وقلب الموازين على الأرض الا بقوات برية، وان اي قوى عربية او اسلامية ستدخل اليمن لتغيير السلطة في البلاد، فانها تكون قد نسيت الدرس الذي قدّمه العراق وافغانستان اللذان تمّ غزوهما من القوات الاميركية، التي علقت في هذا المستنقع دون نتيجة متكبدة خسائر عظيمة، ولهذا فان بعض الضربات لن تضرّ اللهم الا اذا ازداد عددها وطالت الحرب على اليمن فعندها لن تستطيع ايران الوقوف مكتوفة الايدي».وتتوقع المصادر ان «يرد الحوثيون على الضربات الجوية بفتح الجهات الحدودية مع المملكة العربية السعودية في وقت قريب جداً، وان تتأزم المنطقة حيث تتواجد مصالح لهذه الدولة او تلك، وان الرد لن يكون متهوراً بل هناك الوقت الكافي لدرس الوضع بتأنٍ وتكوين صورة أوضح عن الوضع الحالي والمستقبلي للمنطقة».وتؤكد المصادر الايرانية المطلعة ان «اليمن لن يلتزم بعد اليوم بالمعاهدات السابقة مع جيرانه بل سيرفضها وسيطالب بإعادة فتح ملفات متعددة ليعيد النظر بها وان المعركة المفتوحة اليوم في اليمن لن تعود بنتائج ايجابية على احد».ويقول القيادي في «أنصار الله» محمد ناصر البخيتي لـ «الراي» ان «اليمن اعلن التعبئة العامة ودعا كل ابنائه الى الجهاد ليصدّ العدوان الذي سيواجهه دون شك، والرد سيكون مزلزلاً واليمن لن يتصدى لأي دولة ستهاجم اراضيه فقط بل سيحافظ على كل شبر من هذه الارض وسيطالب باسترجاع نجران وعسير وجازان الحدودية ويعتبر ان اي اتفاق يأخذ من اراضي اليمن مرفوض وحبر على ورق، واليمن سيكون مستنقعاً لمن ستطأ قدمه فيه، والدخول في الحرب ضدنا ليس كالخروج منها».