لقيت التعديلات التي أقرتها اللجنة المالية البرلمانيّة على قانون هيئة أسواق المالي، وينتظر أن تعرض على الهيئة العامّة للمجلس غداً، ترحيباً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والاستثمارية، باعتبارها «تخرج السوق من عنق الزجاجة».وارتكزت التعديلات التي وافقت عليها اللجنة المالية البرلمانية في شأن قانون هيئة أسواق المال نهاية الاسبوع الماضي على خمس ركائز أساسية بخلاف التعديلات الأخرى التي أصابت عشرات المواد المدرجة ضمن أبواب القانون.وتضمنت تلك التعديلات التي يُنتظر ان يُرفع تقرير بها الى رئيس مجلس الأمة تمهيداً لعرضها على النواب والتصويت عليها في جلسة الثلاثاء المقبل تغييراً جذرياً في بعض النقاط وما يترتب عليها من بنود، منها:1 - خصخصة البورصة:بحسب المادة 33 من القانون رقم 7 لسنة 2010 فإنه لا يجوز منح ترخيص بورصة إلا لشركة مساهمة يحدد رأسمالها بقرار من مجلس المفوضين، ويكون نشاطها مقصورا على تشغيل بورصة الأوارق المالية على أن تخصص أسهمها على النحو التالي:- 50 في المئة تطرح في المزاد العلني بين الشركات المسجلة في سوق الكويت للأوراق المالية توزع على شرائح مقدار كل منها 5 في المئة ويرسو المزاد على من يقدم أعلى سعر للسهم فوق قيمته الاسمية مضافا إليها مصاريف تأسيس إذا وجدت.- 50 في المئة من الأسهم تخصص للاكتتاب العام لجميع المواطنين.وبحسب التعديلات المقترحة قد يتغير هذا النموذج ليتضمن:- دخول الهيئة العامة للاستثمار والمؤسسات العامة بحصة مجمعة تتراوح ما بين 6 في المئة كحد ادنى و24 في المئة من رأس المال كحد أقصى.- طرح حصة كاملة بلا شرائح تتراوح بين 26 و44 في المئة من رأس المال للمزاد العلني وإتاحة المنافسة عليها للشركات المدرجة في سوق الاوراق المالية، بشرط أن يكون ضمن التحالف المشارك في المزاد «مشغل عالمي للبورصات»، فيما ترسو المزايدة على الأعلى سعراً.- طرح 50 في المئة من رأس المال للمواطنين.- تؤول إلى الدولة كسور الأسهم غير المخصصة للمواطنين كما تؤول إليها اعتباراً من اليوم التالي لانتهاء الموعد المحدد لتسديد المواطنين لقيمة هذه الاكتتابات جميع الأسهم التي لم يسدد فيها المواطنون قيمتها للدولة خلال ذلك الموعد لأي سبب من الأسباب.وفي هذا السياق علقت مصادر مالية على فكرة إدخال شريك عالمي ضمن خصخصة البورصة بالقول: «إنها خُطوة على الطريق الصحيح، لكن على المعنيين ان يحذروا من مطاطية الصياغة لدى بحث التعديلات».وأضافت ان الهيئة العامة لمكافحة الفساد في الكويت ستكون مُطالبة بمراقبة عمل شركة البورصة خصوصاًً في ظل وجود شريك حكومي ضمن رأس المال بنسبة تتراوح بين 6 و24 في المئة.2 - ميزانية مستقلة:حرص المعنيون في اللجنة المالية البرلمانية- من وافقوا على التعديلات- على المادة التي تؤكد استقلالية هيئة الأسواق، على ان يكون لها ميزانية خاصة وفقاً للقانون رقم 31 لسنة 1978 الذي يؤكد على ضرورة إخضاعها للبحث والمراجعة من قبل ديوان المحاسبة وغيرها من الجهات ذات العلاقة، فيما تتقدم الهيئة بطلب لتحديد الميزانية السنوية، ما يخضع للبحث والمناقشة من قبل الجهات المسؤولة للموافقة عليها.وفي هذا الصدد، تردد ان الميزانية السنوية لهيئة أسواق المال لن تقل عن 40 مليون دينار، إلا أن هذا الحجم لم تتطرق له اللجنة ضمن المواد باعتبارها ضمن الملفات التي سيؤول النقاش فيها الى مجلس المفوضين، فيما ظلت المادة 156 من القانون رقم 7 لسنة 2010 كما هي دون تغيير جذري، حيث ستظل أموال البورصة من حق هيئة أسواق المال (تواصل تحويلها حالياً الى حساباتها البنكية).3 - الجزاءات:اهتمت اللجنة بمُعالجة بعض الثغرات والضبابية التي كانت تُعاني منها المواد الجزائية في القانون، منها 118 و119 و120 و121 و122، إذ بات ضرورياً على هيئة أسواق المال إثبات المُخالفة وانتفاع المُخالف منها، وذلك قبل التحويل الى النيابة في ظل شبهة معينة، فيما تطبق المادة على كل من ثبُت أنه انتفع أو تصرف تصرفاً ينطوي على فعلة ما، دون المساس بباقي صياغة المواد.واهتمت الهيئة بتقنين تفاصيل المادة 122 على اعتبار ان الصياغة الحالية المعمول بها «مطاطية» وتسببت في إثارة بلبلة منذ تطبيق القانون مطلع العام 2010، حيث ترتب عليها تحويل عشرات المتداولين ومديري المحافظ الاستثمارية العاملة في البورصة الى النيابة، بل وتطبيق جزاءات مالية وغيرها عليهم لاسيما في ظل بنود ضمن المادة تنص على عقوبة الحبس والغرامة لكل من تصرف تصرفا ينطوي على خلق مظهر أو إيحاء زائف أو مضلل بشأن التداول الفعلي لورقة مالية أو لسوق الأوراق المالية4 - الرسوم:تُشير التعديلات المُعتمدة من المالية البرلمانية الى خفض مستوى الرسوم التي تتقاضاها هيئة أسواق المال من الأشخاص المرخص لهم على ان تكون بحد أقصى 50 ألف دينار فقط، على ان تتناسب مع الخدمة المُقدمة من الهيئة.وبحسب مراقبين، سيترتب على هذه المادة تطورات كثيرة، فهناك جدول شامل للرسوم تعمل به هيئة الأسواق منذ فترة، وتتقاضى وفقاً له رسوماً على الاندماجات والاستحواذات والإدراجات وتأسيس الصناديق وغيرها، إضافة الى تجديد التراخيص التي تخص شركات الوساطة المالية مقابل 100 ألف دينار سنوياً، بخلاف 500 ألف دينار سنوياً لتجديد ترخيص الشركة الكويتية للمقاصة.وعلى صعيد متصل، ترى مصادر قطاع الوساطة أنه سيكون لزاماً أن يكون خفض رسوم التجديد لشركات الوساطة مواكباً لخفض رسوم المقاصة التي ستتراجع بنسبة 90 في المئة، إذ يجب أن يشمل ذلك شركات الوساطة أيضاً.5 - تفعيل القانون:برزت مواد في تعديلات طرحتها اللجنة المشكلة من الهيئة وآخرون تدعو الى تطبيق القانون بعد اعتماده من مجلس الامة عقب مرور عام كامل، إلا ان المالية البرلمانية وبعد التصويت على التعديلات دعت الى ان يكون التطبيق بعد مرور ثلاثة أشهر فقط.
اقتصاد
الخصخصة والجزاءات والرسوم والميزانية والتفعيل السريع
5 ركائز في تعديلات قانون «هيئة الأسواق» تُخرج السوق من «عنق الزجاجة»
شكّلت تعديلات قانون هيئة أسواق المال تعديلاً معقولاً للزوايا بحيث لا تضيع هيبة الهيئة ولا تفنى التداولات. الصورة لبرج الحمراء، حيث سيكون المقر الجديد لهيئة الأسواق ( بعدسة طارق عزالدين)
07:00 ص