دعا وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، إلى مواجهة آفة المخدرات المتفاقمة بين الشباب، عبر خطاب إعلامي يلامس قضاياهم واهتماماتهم، وتأسيس هوية ثقافية ومبادئ وطنية وسلوك إنساني سليم، وبرسالة إعلامية مبتكرة تواكب العصر.وقال الحمود في افتتاح فعاليات الملتقى الاقليمي «دور الاعلام والاعلام الحديث في وقاية الشباب من المخدرات»، بكلمة ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الاعلام بالإنابة فيصل المتلقم، ان المخدرات أصبحت مشكلة تؤرق صانعي السياسة ومتخذي القرار، الى جانب تهديدها الأسر، لما لها من آثار سلبية اجتماعية ونفسية واقتصادية وصحية كارثية، مشيرا الى انه وفق الدراسات فإن سن التعاطي في الوطن العربي وصل الى 12 عاما، ومستوى الوعي لدى الشباب بخطورة تعاطي المخدرات لا يتجاوز 31 في المئة، فيما يبلغ لدى فئة المثقفين نحو 51 في المئة.وأضاف «في حربها ضد المخدرات ترفع الكويت شعار (غراس هو الحل)، بعد اللجوء إلى السلاح الأمني والقانوني، من خلال اطلاق المشروع الاعلامي التوعوي التثقيفي طويل الامد، لغرس القيم الايجابية والابتعاد عن القيم السلبية، انطلاقا من أن البداية الصحيحة، للقضاء على مشكلة تعاطي المخدرات وادمانها تكمن في التوعية والتثقيف للفرد والاسرة».وقال إن «الدور التوعوي الذي يمكن ان تلعبه وسائل الاعلام، يعد عاملا مهما في لفت انتباه المجتمع إلى خطورة قضية تعاطي المخدرات والوقاية منها، من خلال شراكة إعلامية عربية حقيقية طموحة تكون على قدر التحديات وخطوة هذه المشكلة المتفاقمة، تتكامل فيها أدوار المؤسسات الإعلامية والخاصة بوسائلها التقليدية والحديثة».وتابع «يجب أن تتداخل مبادرات التوعية والوقاية من المخدرات بجوانبها التعليمية والتربوية والإعلامية جنباً إلى جنب، للاقتراب من مشاكل وهموم الشباب والمجتمع بصفة عامة».وأضاف «ان واقعنا المعاصر والمتغيرات التي تحيط بالنشء والشباب، في ظل التطور التكنولوجي وما صاحبه من تطور هائل في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يفرض على وسائل الإعلام، المزيد من الجهد والعمل الجاد من أجل مكافحة انتشار المخدرات والحفاظ على الثروة البشرية للدول، والتي هي مستقبل الأمة ووسيلتها الاساسية للنهوض والتقدم».وأكد على ان «التوعية الاعلامية للوقاية من المخدرات تتطلب استغلال وسائل الاعلام الحديثة، واختيارا دقيقا للمنتج الاعلامي التقليدي، والحديث بما يتناسب وواقع المجتمع وعاداته وتقاليده، لضمان وصول رسالة التوعية للناشئة والشباب بالسرعة والتأثير المطلوبين، من أجل الحفاظ على اخلاقيات المجتمع وضمان ديمومة سير الحياة الطبيعيه في سكينة ووئام».من جانبه، قال المدير العام لـ«غراس» الدكتور أحمد الشطي، ان الملتقى يهدف الى تسليط الضوء على أهمية الإعلام الحديث كأداة استبيانية فعالة في الوقاية وخلق شبكة من إعلاميين ذوي خبرة بالولاية من المخدرات وتحديث معلومات وتبادل الخبرات بالإضافة إلى توفير الآليات والإرشادات الإعلامية المناسبة لتغطية وصياغة الخبرة وعرض البرامج الإعلامية والتوعية الناجحة.واستعرض الشطي أهداف التوجه للإعلام لمعالجة قضية المخدرات التي يجب أن توضع في الإطار الصحيح وعدم اعتبارها مشكلة الآخر بل لابد من تضافر كل الجهود لحلها بمختلف أنواعها لتأثيرها على نوعية وجودة الحياة. وأعلن أن هناك تضاعفاً في إعداد المدمنين وان هناك 18 الف ملف في مركز علاج الإدمان وان العام 2013 شهد 86 حالة وفاة بجرعة زائدة لافتا الى ان تلك الأرقام تدق ناقوس الخطر وتستدعي تكاتف المجتمع والعمل على مكافحة انتشار ظاهرة المخدرات خاصة بين الشباب.وأكد الشطي «دور الإعلام في وقاية المجتمعات من المخدرات، نعتبره سلاحاً لا غنى عنه في الحرب ضد كافة أشكال السلوكيات الخطرة للأطفال والشباب، إضافة إلى دعم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتمكينهم من إيصال رسالتهم الى المجتمع».وأكد أن «الإعلام سلاح ذو حدين، فكما انه قادر على نشر رسالة فعالة وصحيحة، فهو أيضا قادر على نشر رسالة خاطئة، ان لم يتم التأكد من صحتها أو إعدادها ودراستها بشكل دقيق وتوجيهها الى الفئة المستهدفة».وقالت المديرة التنفيذية لشركة مونيتور ثريا اسماعيل، ان الشركة تسعى الى تعزيز الوعي من خلال تطبيق برامج فعالة، تستهدف كافة فئات المجتمع وبناء شراكات وتطوير المعرفة واكتشاف وتعميم التجارب.وقالت ان آخر الدراسات والوقائع والتقارير، تشير إلى تنامي ظاهرة استخدام المخدرات في صفوف الشباب بشكل سريع، في ظل التحديات الاجتماعية كالفقر والبطالة والجهل وعدم الاستقرار الامني والسياسي في المنطقة، والاحصائيات تشير الى ارتفاع غير مسبوق في أعداد جيل الشباب، حيث ان اكثر من نصف سكان المنطقة العربية هم دون سن الـ25. وتابعت ان احدى الدراسات الحديثة اعلنت ان وسائل التواصل الاجتماعي الحديث اصبحت تشكل مرجعاً اساسياً لدى الشباب العربي للتواصل وتناقل الاخبار، غير ان التلفاز لا يزال المرجع الرئيسي لديهم بنسبة 72 في المئة، بينما تشكل مواقع الاخبار الالكترونية 59 في المئة، والجرائد 24 في المئة، وحوالي 64 في المئة من الشباب يتواصلون اجتماعياً عبر الفايسبوك مع اصدقائهم، بينما 4 من كل 10 شباب عرب ناشطين على موقع تويتر و21 في المئة، منهم متابعون لحسابات صحافيين وإعلاميين على الموقع نفسه.

اتفاقية تعاون ... وتكريم

• وقعت «غراس» و صندوق مكافحة وعلاج الإدمان اتفاقية تعاون مشترك.• كرّمت اللجنة المنظمة كافة الرعاة والمشاركين في جلسات الملتقى.• شمل الملتقى معرضا للصور والكتيبات التوعوية.• بذل مسؤول العلاقات العامة خالد حسن الفضلي، جهوداً كبيرة في تسهيل عمل الصحافيين والضيوف.