اعلن الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري «ان حماية الاستبداد ليست السبيل الصحيح لمحاربة الاٍرهاب، والذهاب بلبنان الى أحضان الحروب الأهلية المجاورة هو اسهل الطرق لتخريب الحياة المشتركة بين اللبنانيين»، مشدداً على «ان اللبنانيين لن يرتضوا بكل بساطة ان يكونوا جزءاً من الامبراطورية الايرانية أو جبهة من جبهات قاسم سليماني»، ومؤكداً ان «استخدام كل أشكال التهديد والترغيب وكل انواع السلاح الثقيل والخفيف لن تجعل من هذا الغرور الإمبراطوري أمراً واقعاً في حياة لبنان والبلدان العربية».وجاء موقف الحريري في كلمة وجّهها الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى العاشرة لـ «انتفاضة الاستقلال» في 14 مارس 2005 التي كانت انفجرت بوجه سورية ووجودها العسكري في لبنان بعد شهر على اغتيال الرئيس رفيق الحريري.وتحيي قوى 14 آذار الذكرى اليوم في مؤتمر تعقده في مجمع «البيال» بحضور نحو 400 شخصية سياسية ونخبوية وستعلن خلاله قرار إنشاء «المجلس الوطني» لهذه القوى في سياق خطوة تنظيمية، توفّر إطاراً لإشراك المستقلين في رسم مسيرة هذا التحالف، وتحديد مساره وإن «استشارياً»، كما سينتهي المؤتمر الى إعلان وثيقة سياسية تنطلق من خلاصات مراجعة للاعوام العشر الاخيرة.ورسم الحريري في رسالته «سقفاً عالياً» لما ستخلص اليه الوثيقة السياسية اذ وجّه سلسلة انتقادات ضمنية لـ «حزب الله» وفريق 8 آذار معلناً «أن تلازُم الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال مع الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، علامة ستبقى راسخة في تاريخ لبنان وفي وجدان اللبنانيين الذين انتصروا في الرابع عشر من مارس لحريتهم وسيادتهم وكرامتهم الوطنية، فيما وجد شعبنا في صفوفه، مع الأسف، من ينتصر للتبعية والتسلط وارادة التسلط الخارجي على مقدرات البلاد».واذ لفت الى «ان ايام التضامن مع نظام بشار الاسد اندثرت، ماتت، طمرها رماد التاريخ، ولم تخلّف في الحياة الوطنية اللبنانية سوى الإصرار على سلوك سياسات الاستقواء وتعميق أسباب الانقسام»، قال: «ان الرابع عشر من مارس شكل منعطفاً مميزاً في تاريخ لبنان، أسس لقيام تحالف وطني التزم عهود العبور الى الدولة وحماية النظام الديموقراطي، والتمسك بحصرية السلاح في يد الجيش والمؤسسات الشرعية. وقد دافعت حركة 14 آذار عن هذه الالتزامات بارواح قادتها ورموزها ونوابها ومثقفيها، وواجهت حملات التضليل والتخوين وضروب الفتن المتنقلة بما اوجبته المصلحة الوطنية من مواقف وتحركات».كما برز موقف لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي كان جزءاً اساسياً من تحالف «ثورة الأرز» ومن «انتفاضة الاستقلال» قبل ان يفترق عنها بعد نحو اربع سنوات لاعتبارات عدة، اذ غرّد على «تويتر» لمناسبة ذكرى 14 مارس 2005: «في الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال، التحية كل التحية للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك الاستقلال».ومعلوم ان صفير الذي استقال من منصبه كبطريرك العام 2011 (خلفه الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي)، لعب دوراً محورياً في «انتفاضة الاستقلال» واعتُبر «اب الاستقلال الثاني» للبنان منذ ان أطلق نداءه الشهير العام 2000 لخروج الجيش السوري من لبنان وصولاً الى بنائه.ولم يتوان جنبلاط امس عن التعبير عن الشعور بالحزن «كون الحلم كان قصيراً، لكن الشعب اللبناني كان كبيراً برغم الصعاب».
خارجيات
رسم سقف مؤتمر «14 آذار» اليوم في ذكراها العاشرة
الحريري: لن نكون جزءاً من الإمبراطورية الإيرانية
05:22 ص