ها هي المسرحية الاستعراضية المستوحاة من التاريخ «من هوى الأندلس»، التي كتبتها فارعة السقاف، شرعت أبوابها مجدداً أمام كلّ الجمهور الذي فاتته فرصة مشاهدة العروض الماضية. المسرحية التي قدّمت قبل فترة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، خصصت خمسة عروض جديدة ستنطلق أولها بتاريخ 17 من الشهر الجاري على خشبة «مسرح السالمية» بقيادة المخرجة شيرين حجّي وإشراف المخرج رسول الصغير.«الراي» التقت المخرجة حجّي التي تحدثت في البداية عن انطلاقتها بشكل شخصي مع «لوياك»، موضحة أن مسيرتها انطلقت منذ العام 2006 مشاركة في الكثير من العروض المسرحية.وكشفت الحجي خلال اللقاء عن السبب وراء إعادة عرض المسرحية بواقع خمسة عروض، مشيرة إلى أنها لن تكون مجانية الدخول، بل عن طريق حجز تذاكر، مؤكدة في الوقت نفسه على أن الإقبال على شراء التذاكر رائع جداً، وأن كثيرين ممن سبق لهم وشاهدوا المسرحية حرصوا على التواجد مرة اخرى.حجّي أوضحت أيضاً أن تغييرات عدة طرأت على المسرحية، مؤكدة أنها أخذت بجميع النصائح التي قيلت بحقها في العروض الماضية، وأنها عملت بها ولم تلعب دور المخرجة العنيدة.كما تناولت أموراً أخرى عديدة، منها أنّ «لوياك متمثلة بالسيدة الرائعة فارعة السقاف قدمّت لي الدعم من جميع النواحي على الصعيدين المادي والمعنوي»، كذلك رهانها على شخصيتي «عبلة» و«محمد بن أبي العامر»، وأيضاً طموحها لدخول معترك المهرجانات المسرحية والمافسة، في ما يأتي تفاصيلها.• حدثينا عن نفسك قليلاً؟- شيرين حجي، مخرجة مسرحية «من هوى الأندلس»، انضممت إلى فريق الدراما في «لوياك» منذ العام 2006، اشتركت في العديد من العروض المسرحية، واستفدت من تدريب أهم المخرجين والفنانين العرب الذين استعانت بهم «لابا» لتدريب الشباب مثل الفنانة عادية صبرا، والفنانة يمنى بعلبكي.كما استفدت من اشتراكي في أعمال فنّية قدمتها «لوياك» بالتعاون مع فرق عالمية. بالإضافة إلى ذلك كله، فقد تتلمذت الإخراج بشكل مكثّف على يد المخرج الهولندي رسول الصغير، وشاركت في عملين من إخراجه هما «الخيزران» و«مكبث»، وتصديت بشكل شخصي لإخراج «بلا ألوان». وإلى جانب ذلك كلّه، التحقت بدورة مكثفة في بيروت مع المخرج العالمي لوسيان بورجيه.• ما سبب إعادة تقديم عروض مسرحية «من هوى الأندلس» مجدداً؟- باختصار شديد، يمكنني القول إن مسرحية بضخامة «من هوى الأندلس» لم تأخذ حقّها الكافي، إذ قدمنا منها أربعة فقط، انقسم اثنان منهما لشخصيات معيّنة. أما العرضان الآخران، فكانا متاحان أمام عامة الجمهور. ولهذا رأت إدارة «لوياك» ضرورة إعادتها وتقديم 5 عروض مسرحية أخرى ستنطلق أولها بتاريخ 17 من الشهر الجاري على خشبة «مسرح السالمية»، مستمرة إلى خمسة أيّام. والاختلاف هذه المرّة هو أنّ الدخول سيكون عن طريق حجز تذكرة وليس مجانياً كما كان في العروض الأربعة الماضية.• كيف هو الإقبال على شراء التذاكر؟- الإقبال رائع جداً، والجمهور فعلاً متعطش لمشاهدة المسرحية. والجميل في الأمر أن كثيرين ممن شاهدوا المسرحية المرة المضاية حرصوا على شراء التذاكر لمشاهدتها مجدداً، وهو الأمر الذي منحنا دفعة قوية للأمام، وفي الوقت نفسه جعلنا أكثر حذر مما سنقدّمه فوق الخشبة.• كمخرجة... ما التغييرات التي طرأت على المسرحية؟- حصلت بعض التغييرات البسيطة، منها التركيز على النصائح التي قدّمها لي الكثيرون ممن شاهدوا العروض الأربعة الماضية، بالإضافة إلى تغيير على صعيد الممثلين، إذ تم منح فرصة أكبر للممثلين ككل، بالإضافة إلى إسناد دور البطولة لشخصية «صبح البشكنسية» إلى الممثلة دعاء شاهين التي سبق لها أن قدمت الشخصية نفسها في العروض الماضية مناصفة مع زميلتها الممثلة صوفي مظفر التي اعتذرت عن عدم مقدرتها مشاركتنا هذه المرّة لظروف خارجة عن إرادتها. كذلك، تم إسناد دور بطولة لشخصية «سليمان البهلون» للممثل عبد الله حسن، الذي أيضاً كان قد قدمها مشاركة مع زميله الممثل محمد علي الذي اعتذر بدوره بسبب ظروف خارجة عن إرادته.• وماذا عن الاستعراض... هل طرأ عليه تغيير؟- لم يطرأ أيّ تعديل على الرقصات التي صممها مصمم الرقص علاء سمان أو تغيير في الفريق الاستعراضي بقيادة رئيس الفريق الاستعراضي عبدالرزاق عبدالعزيز. ولا أخفيك أنهم جزء مهم من المسرحية ككل، وساهموا في نجاح العروض الماضية، وسيكون لهم دور فعّال في العروض المقبلة.• ذكرت أنّك عملت بالنصائح التي قدّمت لك؟- نعم، فأنا لست بالمخرجة العنيدة التي لا تستمع سوى إلى ما تريد. بل على العكس، أحبّ الاستماع دوماً إلى جميع الآراء سواء كانت من أشخاص أكاديميين أم هواة، والتي تقال بحقّ الأعمال التي أشارك فيها وأقدمها حتى أطوّر من نفسي وأكون الأفضل.• هل ستكون لك مشاركة في العروض الخمسة المقبلة كممثلة؟- كلا، سأكتفي هذه المرة بالإخراج، والتركيز على أداء الممثلين.• كمخرجة شابة... هل وجدت الدعم الكافي من «لوياك»؟- هذا الكلام ليس مجاملة على الإطلاق، بل هي كلمة حق يجب أن تقال، «لوياك» متمثلة بالسيدة الرائعة فارعة السقاف قدمّت لي الدعم من جميع النواحي على الصعيدين المادي والمعنوي، كما وفّروا لي جميع ما أحتاجه لظهور «من هوى الأندلس» بالصورة المشرّفة، ولم يبخلوا أبداً على أي فرد من طاقم المسرحية بشيء. وهنا لا أنسى أيضاً الدعم الذي نجده دوماً من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، و«Dow» للبتروكيماويات.• أين تكمن صعوبة نص «من هوى الأندلس»؟- الصعوبة فيه أنه تاريخي وباللغة العربية الفصحى، وكما تعلم أننا كجيل الشباب لا نمارس التحدث بالفصحى كثيراً، وهو الأمر الذي اجتهدت عليه كثيراً مع الممثلين الذين يمكنني القول إن غالبيتهم الكبرى هواة وليسوا من دارسي المسرح أو المتخصصين باللغة العربية.• على من تراهنين من الممثلين في العروض المقبلة؟- في العروض الماضية راهنت على محمد علي ودانة البدر، وفعلاً كانا عند حسن الظّن وحازا على إعجاب الجميع من دون استثناء. أمّا في العروض الخمسة المقبلة، فأنا ما زلت أراهن على الممثلة دانة البدر التي تجسد شخصية «عبلة جارية صبح»، وأيضاً على الممثل عبدالله الحسن الذي يجسد دور «محمد بن أبي العامر».• ما الخطوة المقبلة التي تعملين عليها؟- فور انتهاء تقديم عروض «من هوى الأندلس»، سأبحث عن نص مسرحي لأخرجه مشاركة في مهرجان «أيام المسرح للشباب» بالدورة المقبلة، لأنني أريد أن أتلذذ وأنا أستمع إلى آراء النقّاد والأكاديميين والمهتمين بالمسرح في الندوة التطبيقية التي تعقب عرض المسرحية. كما أنني أريد أن أنافس خبرات بقية المخرجين المتواجدين في الساحة ممن لهم خبرة سابقة، وأنتهل منهم وأتعلم المزيد.• ألا تفكرين في خوض إخراج المسرحيات التجارية؟- كلا، هذه الفكرة غير واردة أبداً، لأنّ ميولي منصبّة فقط نحو العروض الأكاديمية التي من خلالها أستطيع إيصال فكرتي لدى جمهور متذوّق للمسرح.• كلمة أخيرة في ما يخصّ كل من يسمع عن مسرحية «من هوى الأندلس»؟- أنصح كل من فاتته مشاهدة المسرحية في العروض السابقة، أن يسرع بالحجز كي يعيش معنا الأجواء الأندلسية بكل معنى الكلمة، ويستمتع بعرض استعراضي مبهر بكل معنى الكلمة.
فنون
حوار / «5 عروض أخرى سنقدّمها على مسرح السالمية»
شيرين حجّي لـ «الراي»: «من هوى الأندلس»... عمل مسرحي يستحق الإعادة
09:41 ص