يبدو أن الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها مصر في الفترة الحالية، مازالت تلقي بظلالها على الدراما التلفزيونية، خصوصاً دراما «السير الذاتية والدينية»، التي تطاردها حالة من «سوء الحظ».فللمرة الرابعة، تم تأجيل مسلسل «طلعت حرب»، الذي كانت مخرجته إنعام محمد علي قد رفضت أعمالاً عدة من أجل إخراجه، إلا أن التأجيل الرابع لإنتاج المسلسل، يبدو أنه أطاح بآمال علي في خروجه إلى النور، وجاء ليسدل ستاراً من الشك على دراما الشخصيات المؤجلة داخل مدينة الإنتاج الإعلامي أو قطاع الإنتاج أو أي جهة أخرى، ليصبح مصيرها هي الأخرى مجهولاً.وفيما أرجعت مصادر لـ «الراي» تأجيل مسلسل «طلعت حرب» للمرة الرابعة، إلى تناوله حقبة تاريخية صعبة، تحتاج لديكورات وملابس ومواقع تصوير مناسبة لتلك الفترة التاريخية، وبالتالي ميزانية ضخمة، عبّرت المخرجة إنعام محمد علي عن الأسف، وقالت لـ«الراي»: «رفضت مشاريع فنية عدة من أجل (طلعت حرب)، الذي أثرى الاقتصاد المصري، وأريد أن أقدم مسلسله منذ سنوات، ليكون قدوة للفترة الحالية التي نمر بها، إلا أن مدينة الإنتاج الإعلامي أرجأته أكثر من مرة من أجل ميزانيته الإنتاجية، ولا أعلم مصيره بعد هذا التأجيل الرابع».المشكلة نفسها تعرّض لها مسلسل «محمد علي»، الذي تم تأجيل إنتاجه أكثر من مرة، أيضاً بسبب ميزانيته الضخمة التي يحتاجها لإنتاجه. وقال الفنان يحيى الفخراني الذي قاتل سنوات من أجل إنتاج المسلسل، لـ«الراي»: «مشروع (محمد علي) حلم حياتي الذي أتمنى تقديمه، وكان المشروع على وشك الظهور للنور أكثر من مرة، إلا أنه نظراً لأنه يحتاج ميزانية ضخمة، فقد أرجأت الشركات إنتاجه بعد أن تلقيت الكثير من الوعود، ومع كل تأجيل كنت أقدم مشروعاً فنياً آخر، إلى أن أصبح الأمل مفقوداً بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد».وأضاف: «لن أقبل إنتاج العمل بشكل سيّئ، وأعلم جيداً أنه يحتاج لميزانية ضخمة، فتكفي الملابس وحدها، ومع مرور الوقت تقدمت في العمر، وأصبحت أحتاج فناناً شاباً ليشاركني أداء الشخصية في فترة شبابها».وعن سر اهتمامه بتقديم شخصية محمد علي قال: «الشخصية ثرية ومؤثرة في تاريخ مصر، وقد يكون محمد علي صنع تاريخ مصر والدول العربية بمشروعاته وفكره».على صعيد متصل، هناك أعمال عدة تم الإعلان عن إنتاجها منذ 3 سنوات، ولم تنتج حتى الآن، منها مسلسل «الفتوة» عن حياة الفنان فريد شوقي، ومسلسل «الضاحك الباكي» عن حياة الفنان الراحل نجيب الريحاني ومن تأليف محمد الغيطي، والعملان مؤجلان منذ فترة طويلة.أما مسلسل «مداح القمر»، الذي يتناول حياة الموسيقار الراحل بليغ حمدي، فلم يرَ هو الآخر النور، بالرغم من أن فكرته تعود إلى ما قبل ثورة 25 يناير، اما الأعمال الدرامية الدينية، فلم يعد هناك إنتاج ديني، إذ توقف إنتاج مسلسل «ذات النطاقين»، الذي يتناول سيرة أسماء بنت أبي بكر، وتم تأجيله منذ 4 سنوات، بالرغم من تعاقد الفنانة صابرين على بطولته.كما أن مشروع مسلسل «أبي هريرة»، الذي يتناول سيرة أحد أئمة رواة الحديث النبوي الشريف، متوقف إنتاجه منذ سنوات، وكان متعاقداً على بطولته الفنان ممدوح عبدالعليم، إلا أنه تأجّل لأجل غير مسمّى.