(النداء الأخير إلى بروق الغزالة)!(هَـيَـا)... مـاذا ادَّخَرْتِ لِكُـلِّ هَـاءِمِنَ اللُّـغَـةِ الوَلُـوْدِ سِـوَى هَـبَـاءِ؟عَصَفْتِ بِجِـنِّ عَـبْقَـرَ عَـصْـفَ عـادٍوعُـدْتِ كـباشِـقٍ يَطْـوِيْ سَـمائي!* * *تُـرَى ارتَشَفَتْ شِفاهُكِ شَهْدَ شِعْـري؟أَمِ انْهَمَـلَتْ سَحـابُـكِ مِنْ رِشائي؟!فـإِنـِّي فِـيْكِ/ مِنْـكِ، وأَنـْتِ مِـنِّـيبِـمَـنْزِلَــةِ الحـَـيَــاةِ مِنَ الفَـنَـاءِ!* * *رَأَيْتُ شَـذاكِ فـي عِـطْـرِ الصَّبـايـامَـلاكـًا فـي جَـنـاحَـيْـهِ شَذائـي!يُـحَـلِّـقُ فـي صَــباحِ الـطَّـيرِ وَعْـدًابِكُــلِّ شَهِـيِّ مُـنْـبَـجِـسِ الـرُّواءِأُحِبُّـكِ، أَنـْتِ أَحْلـَى مِنْ قَصِيْـدي،وكَمْ يَحْـلُـوْ على فَـمِـكِ غِـنـائـي!وإِنـِّـيْ دُرْتُ فـي الأَفـْــلاكِ طُـــرًّاومـا دارتْ كَشَمْسِكِ في دِمـائـي!* * *وحِـيْـنَ قَـصـائـديْ مَـرَّتْ بِــوادٍمِنَ الرَّعْـدِ الـهَـتُـوْنِ حَـمَـلْتُ يـائيأُنــادي: يـا غَـزالَـةُ، أَيـْـنَ كُـنْـتِبِـتاريـخـيْ الـمُـعَـتَّـقِ بـالـنِّـداءِ؟وَقَـفْـتُ بِطَـيِّءٍ، وسَـأَلـْتُ قَـيْـسًا،وحِـمْـيَـرَ كُـلَّها، ذِئْـبِـيْ عَـشائـيوكـانَ الثَّلـْجُ يَـنْـدِفُ مِـنْ جَـبِـيْـنيْوكَلْـبُ الـرُّوْمِ يَعْـوِيْ في رِدائـيبِـلا خُــفٍّ رَجَـعْـتُ، ولا حُـنَـيْنٍ،وتَـزْحَـفُ أُمَّـتِـيْ الثَّـكْلـَى وَرائـيأما مِـنْ مَـبْـسَـمٍ يَـسْـقِـيْ سَـمائـيبِـمـاءِ بُـرُوْقِـهِ، «يا بَعْدَ مـائي»؟!أمـا مِـنْ نَـــوْءِ وَسْمِــيٍّ سَكُـوْبٍبِواديْ السِّـرِّ يُـرْوِيْ كُـلَّ طـائـيدِيــارًا أَمْـحَـلَـتْ، دارتْ عَـلَـيْـهاسِـبـاعُ الطَّـيْرِ تَسْـتَـقْرِيْ ذَمـائينُـسُــوْرٌ ضَـارِيَـاتٌ فَـوْقَ هـامِــيْوأَغْــرِبَـــةٌ لِـئـامٌ فـي حِذائــيأُجـَمـِّـعُ مُـهْـجَـتِـيْ مِنْ كُـلِّ شِـدْقٍفـتَـلْـفُظُـنيْ اللَّـهـازِمُ لِاجْـتِرائـي!* * *على جَـسَـدِ القَـصِيْـدَةِ ظِـلُّ حَـرْفٍتَـضَـرَّجَ بِـالـرِّوايـَـةِ والـغِــنَــاءِأَشـُـمُّ قَصِــيْـدَةً كُــتِـبَـتُ بـوَرْدٍ،وأُخرَى: بـالنَّـبِـيْـذِ، وبـالـدِّمــاءِسَمِـعْتُ الفَـجْـرَ يُـرْهِـفُ ناظِـرَيـْـهِلِـيَـوْمِ كَـرِيْهـَـةٍ يُـلْـوِيْ لِـوائــيرَأَيْـتُ الـرُّوْحَ مِنْ مُوْسَى لِعِـيْـسَىإلى طَــهَ، تَـلُـوْبُ علـى ظَمَـائيلِـتَـمْـتَـحَ بِـئْـرَ قـافِـيَـتيْ صَبُـوْحًاككَأْسِ الشَّمْسِ مَشْرِقُها انْـتِـشَائي!* * *بِأَجْـنِـحَـةِ القَـوافِـيْ طَــارَ بَـحْـرِيْإلـى حُـوْرِ الجَـزائِـرِ.. لِاصْطِفائي!أَرانِـيْ أَسْـكُـبُ الغَـيْـمـاتِ شِـعْـرًاوكَـرْمَـةُ يُـوْسُفِـيْ رُؤْيَـا ابـْـتِدائيأَرانِــيْ.. لا أَرانِــيْ إِذْ أَرانِيْسِـوَى في كَـفِّـكِ الـيُمْـنَى وَلائـي!* * *فَـمَـنْ أَنـْتِ بِمُـوْسِـيْـقَـى كِـيَـانِـي؟أَ أَنـْتِ الـنَّـايُ؟ أَمْ فِـيْـهِ هَـوائِـي؟أَ أَنـْتِ فِـرْقَـتِـيْ الكُـبْرَى وعَـزْفِـيْ؟أَ أَنـْتِ «الأَنـْتِ» حَـقًّا؟ أَمْ أَنائِـي؟!* * *بِـكِ الـدُّنـيا تُـعـادِيـنيْ جَـمِـيْـعًـاتُـثَـلَّ جِـبـالـُهـا مِـنْ كِـبريـائِــيبِـكِ، يـا أَنـْتِ، وَحْـدَكِ، لِـيْ حَـيـاةٌأُفَـانِـيْـهـا، وأَفْـنَـى، إِنْ تَـشَـائِـي!* * *لَأَنـْتِ طُـفُولَـتِـيْ الأُوْلَـى، ودائِــي،وأَنـْتِ طُفُولَتِـيْ الأُخرَى، دَوائِــيأَظافِـرُ عالَـمِـيْ الـمَنْـكُـوْبِ تَـنْـبُـوإذا استَـفْـزَزْتِ ظُـفْرِيْ وانْـتِـمائِـيطَـوَاوِيْــسُ الوَرَى تَـعْـرَى وتَـكْسَى،وأَنـْتِ بِعُـرْيِ خارِطَـتِـي كِـسائِـيلِأَنـَّـكِ لابِـسِـيْ الـمَلْـبُـوْسُ / أَنـْتِلِـيَ الدُّنْـيا بِـما تَـحْـوِيْ / احْتِوائِـيغَـنِـيْتِ عَنِ الـمَحـاسِنِ والـمَـرايـاوظِـلُّ خِضَابِكِ لِـيْ شَمْسُ غَائِـي!* * *أُبـالِـغُ؟ لا أُبـالِـغُ، مَـنْ كَـأُنـْـثَـىإذا اخْـضَلَّتْ جَـناحـًا مِنْ إِبـَـاءِ؟!أُبـالِـغُ؟ لا أُبـالِـغُ، مَـنْ كَـأُنـْـثَـىوقـد هَـلَّـتْ شِـهَابـًا مِنْ نِـسَـاءِ؟!* * *أُفَـتِّـشُ غَـيْـمَـتِـيْ حَـرْفـًا فَـحَـرْفـًالَـعَـلِّـيْ أَلْـتَـقِـيْ بِـيْ أَلْـفَ بـَائِـيلِأَنـْقُـشَ مَـوْطِـنِـيْ وَشْـمًا بقَـلْـبِـي،ويَـبْـكِـيْ عُمْـرَ أَحْزانِـيْ بُـكَائِـيلتَـهْطِـلَ رايـَـةٌ شَـقِـيَـتْ بِــرِيـْــحٍتَـنـاوَشُـهَـا بِـشَـتَّى مِـنْ حُـدَائِـيلِـيَـذْرَحَ مِـسْـكُ مَفْـرِقِـكِ صَـبَـاحًـايُـرَاوِدُ عِـفَّـةَ الأَمْـسِ الـعَـفَــاءِ!* * *أُحَـرِّرُ مِـنْ زَنــازِيـْـنِ الـخَـطَـايـاجَـبِـيْـنِـيْ ثُـمَّ أَغْـفُـوْ في سَـمائِـيأُجَــدِّدُ ثَـوْرَتِــيْ حــتَّى أَرانِـــيْوأَنـْتِ عـابِـرَيـْــنِ دَمَ الـضِّـيَـاءِعَلَـيْـنـا مِـنْ رِهـَـامِ الحـُـبِّ رِيْــشٌومِنْ قَـطْـرِ الـنَّـدَى سَـيْـفَـا شَـذَاءِوحـتَّى يَـرْتَـوِيْ شِــرْيَـانُ جَــدِّيْمِـنَ الـنَّـهْـرِ الجَـدِيْـدِ بِلا ارْتـِـواءِويَـلْـمَـعَ بـارِقِـيْ لِـيُـضِـيْءَ دَرْبـِـيْبِـكِ، يـا لَـمْعَ بَـرْقِـيْ المُسْتَـضَـاءِيَـقُـدُّ مَـواجِعِـيْ لِـيَـخِـيْـطَ أَرْضِـيْبِـهُدْبَـيْـهِ ويَـرْسُـفُ في ارْتِـقَـائِـيويَـعْـــبُـرُ بَــيْـنَ نَـهْـدَيْـــكِ رُؤَاهُلِيُـعْرِبَ جُـمْلَـتِـيْ الأُوْلَى انْتِـهَائِـي!* * *بِـكِ أَهْـذِيْ، وما بِـيْ مِنْ جُـنُـوْنٍ،ولكِـنِّيْ صَـحَـوْتُ عـلى غَـبَـائِـيصَحَـوْتُ على حُـدُوْدِيْ في جُـدُوْدِيْبِـلا حَـدٍّ تُـدَانِــيْ أو تُـنَـائِــيهَـمَـسْتُ، فثُـرْتِ مُـهْرًا مِنْ وَرِيْدِيْ،أَراكِ الآنَ، يـا جَـلْـوَى عَـمـائِـي!* * *فعَـفْوًا، أُبـْتُ مِـنْ سَـفَرِيْ إِلَـيْـنـا،إلى نِصْفِـيْ الشَّرِيْـدِ، إِلى.. «إِلائِـي»لِـنَـبْـنِـيْ عُــشَّ عُصْفُوْرَيْنِ.. يَـبْـنِـيْبِـعَـيْـنِـيْ عُـشَّ عِشْقِهِما وَفَـائِـي!* * *أَراكِ (دِمَـشْـقَ) في (عَـمَّـانَ) تَـتْـلُـوْبِـ(صَنْـعاءِ) الحَـضَارةِ وَحْـيَ مائِـيأَرَى (بَغْدادَ) في (البَـيْضَاءِ) تَـصْحُـوْبِـ(لِيْبِيَّـا) و(تُـوْنُـسَ) مِنْ حَـشائِـي(رِياضُ) الحُـبِّ في (النِّـيْلَـيْنِ) رَوْضٌمِنَ الفِرْدَوْسِ خَـازِنُهــا عَطَـائِـيوهَـذِي مَـكَّــةٌ والـقُـدْسُ مِـــسْـكٌوكُـلُّ الـمِسْكِ بَعْضُ دَمِ الفِدائِـيهُـنـا مَـهْــدُ ابْـنِ آدَمَ مُــرْجَـحِــنًّـابِـظِـلِّ خَمائِلِ العَرَبِ الوِضَاءِ...فقالتْ: هِـئْتُ لِلْمَـعْـنَى فُتُوْنِي...وهَـاءَ لِعَـرْشِكَ الأَشْهَـى بِـنـائِـي!* عضو مجلس الشورى السعودي- أستاذ النقد الأدبي الحديث، جامعة الملك سعود في الرياضp.alfaify@gmail.comhttp://khayma.com/faify
محليات - ثقافة
شعر / هَـيَـا
| أ.د عبدالله بن أحمد الفَيْفي |
11:32 ص