مشهد وحيد في فيلم «هز وسط البلد»، الذي يُعرض حالياً، مع عدد من النجوم على رأسهم إلهام شاهين وفتحي عبدالوهاب وزينة وحورية فرغلي، أيقظ الحنين الجارف إلى التمثيل داخل المطربة المصرية أنوشكا. الأكثر طرافة أنه بالرغم من البون الشاسع بينهما، فإن أنوشكا تتمنى تجسيد حياة الفنانة القديرة الراحلة سناء جميل على الشاشة.أنوشكا التي تعيش نشوة نجاحها في فيلم «هز وسط البلد»، الذي أعادها إلى التمثيل، أكدت لـ«الراي» أن الفيلم فتح شهيتها على التمثيل، وأخرج الممثلة الحبيسة منذ فترة طويلة بداخلها، ودفعها إلى الأمل في العثور على فرص تمثيلية أكبر وأكثر عمقاً، تظهر من خلالها قدراتها بشكل أكبر.وقالت إن هذا لن يأخذها من الغناء، حيث تحرص على أن تمضي في طريقي التمثيل والغناء جنباً إلى جنب.وبررت أنوشكا أمنيتها بتجسيد الفنانة القديرة الراحلة سناء جميل على الشاشة الصغيرة، بأن عظمة سناء جميل لم تكن فقط في أعمالها سواء الكوميدية أو التراجيدية، ولكن في إنسانيتها، والصعاب التي واجهتها في حياتها، وبالرغم من ذلك حافظت على نجاحها حتى آخر عمل قدمته، معتبرة أن حياة هذه الفنانة العظيمة عندما تقدّم على الشاشة، ستكون بمثابة كتاب تاريخ للأجيال الجديدة.• أولاً، حدثينا عن مشاركتك في فيلم «هز وسط البلد» الذي يعرض حالياً ورد فعل الجمهور؟ ـ «هز وسط البلد» يعتبر أول أفيش سينمائي أظهر به، حيث كان لي تجربة واحدة سابقة، من خلال الفيلم السينمائي «الآنسة كاف»، الذي شاركت فيه مع الراحلين الكبيرين سناء جميل وعبدالمنعم مدبولي، وكان من إخراج صلاح أبوسيف، الذي يحتل مكانة خاصة في نفسي، لأنه قال لي جملة مهمة لا أنساها بعد نهاية التصوير، وهي «انت جوّاكي ممثلة». والمفارقة هنا أن دخولي عالم السينما جاء مع ابنه المخرج محمد أبوسيف، الذي سعدت بالتعاون معه، لأنه استطاع أن يخرج الممثلة الموجودة في داخلي.• وما الذي جذبك للشخصية، خصوصاً أنك تشاركين كضيفة شرف من خلال مشهد واحد؟ ـ الدور استفزني بقوته وأبعاده، وأعتبره قريباً جداً لقلبي، ففكرة «هز وسط البلد» مختلفة عن الأفلام الموجودة في السوق، التي تتم صناعتها لتكون أفلام عيد، فهو يناقش قضايا حيوية بشكل مركز، من خلال عدد من النماذج الموجودة في المجتمع، بداية من المتسولة والبائعة والمنتج السينمائي والصحافي والعامل وغيرها من الفئات التي تعاني في مجتمعنا.• ألم تخشي من صغر مساحة الدور، خصوصاً أن هذا أول ظهور سينمائي؟ ـ لست مع هذا الكلام، وبالرغم من أن دوري صغير ولا يتعدى مشهداً، فإنه أشبعني فنياً، وأعتبره بمثابة بطولة فيلم سينمائي، بجانب أنني قدمت من خلاله رسالة مهمة، ودونه سيحدث خلل في الأحداث، حيث أجسد شخصية امرأة ثرية محرومة من الإنجاب، تحاول أن تشتري طفلاً من متسولة، لديها أولاد كُثر ولا تستطيع الإنفاق عليهم.• وهل تعاطفت مع الشخصية، خصوصاً أن بها تناقضات كثيرة؟ ـ هذه الشخصية لها أكثر من وجه، أحدها شرير ويتجسد في قيامها بشراء طفلة لتتبناها، وهذا ضد رغبة الأم التي تجسدها إلهام شاهين، أما الوجه الثاني وهو الإنساني، فيتجسد في حرمانها من الإنجاب ومن ممارسة عاطفة الأمومة، لذلك هي في الحوار تقول للأم «قدّري ظروفي، انت عندك 4 أولاد وأنا معنديش خالص»، والحمد لله ردود الأفعال التي وصلت لي على الفيلم جيدة وتؤكد وجهة نظري.• المفاجأة في الفيلم ظهورك كممثله فقط... لماذا لم تغني خلال أحداث الفيلم؟ ـ أي مطربة تخوض التمثيل تكون النظرة لها دائماً على أنها مطربة أكثر منها ممثلة، ولا بد أن تشارك بأغنية، لكن حاولت أن أكسر هذا الحاجز بنوعية الأعمال التي قدمتها، وأعتبرها خطوات قوية في الدراما التلفزيونية، بداية من «قانون المراغي» الذي قدمته مع خالد الصاوي، ثم «فرقة ناجي عطا الله» مع عادل إمام، وأخيراً «السيدة الأولى» مع غادة عبدالرازق وممدوح عبدالعليم.• وكيف ترين تجربة الإنتاج التي خاضتها الفنانة إلهام شاهين؟ ـ لا شك أن قيام الفنانة إلهام شاهين بالإنتاج، في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، هي مغامرة كبيرة لكنها تبحث في المقام الأول عن إنقاذ صناعة السينما قبل البحث عن المكسب المادي، وأنا أقدّر هذا لأني أنتجت جميع ألبوماتي، لذلك شاركت أنا وكل أسرة الفيلم حبّاً في المبدأ، وأتمنى أن يسير كل المنتجين على درب إلهام شاهين.• لاحظنا في الفترة الأخيرة تركيزك في التمثيل عن الغناء... فهل هذا مقصود؟ ـ التمثيل والغناء يسيران في خطين متوازيين بالنسبة إليّ، حيث أحرص على البحث عن الأدوار الجادة، ذات المغزى العميق مثل «هز وسط البلد» و«السيدة الأولى»، وفي الوقت نفسه أجهز لمجموعة من الأغنيات العاطفية مع مجموعة من الملحنين والشعراء، منهم خالد منير وأحمد الناصر وخالد الكردي، بجانب أنني طرحت منذ فترة أغنية وطنية بعنوان «تحيا مصر»، للمؤلف محمد عبدالحميد والملحن خالد البكري وإنتاج مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية، وقدمتها من منطلق أني فخورة بمصريتي، وأني لا بد أن أقف بجانب بلدي حتى يخرج من محنته، وكنت أشعر وأنا أقول «تحيا مصر» أنني أتحدث بالنيابة عن 80 مليون مصري.• سبق أن قدمتّ «دويتو» ناجحاً مع الفنان محمد منير... فلماذا لم تكرري هذه التجربة في عمل جديد؟ ـ طبعاً يشرفني أن أشارك الملك محمد منير، لكن الظروف لا تسمح الآن، لعدم تواجد العمل المناسب الذي يجمعنا، إلى جانب أن دويتو «بلاد طيبة» الذي أنتجته كان له وقته وظروفه.• كيف تقيّمين أعمال السّير الذاتية التي قدمت في الفترة الماضية؟ ـ أنا من متابعي هذه النوعية من الأعمال، وأعتقد أنها توفر مادة تاريخية جيدة للشباب الذين لا يقبلون على القراءة، لذلك أتمنى أن تقدم بشكل جيد ومتقن، حتى تكون محل جذب، وتحقق الغرض منها حتى لا ينفر منها الجمهور.• وما هي الشخصيات التي تتمنين أن تجسديها؟ ـ هناك مجموعة من الشخصيات الفنية التي تستحق أن نقدم عملاً عن حياتها، حتى تكون درساً للأجيال الجديدة التي لم تعاصرها، ولا يشترط أن أقوم أنا بتجسيدها. من هذه الشخصيات الفنانة العظيمة الراحلة سناء جميل، وكان من حسن حظي أنني عملت معها في فيلم «الآنسة كاف»، وكنت في بداية حياتي ولمست إلى أي مدى هذه السيدة عظيمة. وعظمتها لم تكن فقط في أعمالها سواء الكوميدية أو التراجيدية، ولكن في إنسانيتها، والصعاب التي واجهتها في حياتها، وبالرغم من ذلك حافظت على وجودها على القمة حتى آخر عمل قدمته. فحياة هذه الفنانة العظيمة عندما تقدّم على الشاشة ستكون بمثابة كتاب تاريخ للأجيال الجديدة، لذلك أتمنى تقديم حياتها، وأيضاً هناك سامية جمال التي أعتبرها من أهم فنانات جيلها ولم تأخذ حقها الفني، والفنان العظيم محمود مرسي، العملاق الذي أعتبره من أهم الأشخاص الذين حببوني في التمثيل والفن عموماً، بنوعية الأعمال التي كان يختارها وطريقة طرحه للقضايا.