لم تأخذ السكينة مداها في شمال لبنان بعد، ولا الاستقرار الذي أعقب تطبيق الخطة الأمنية أخذ وقته ليتنفس الأهالي الصعداء إثر جولات الاقتتال المذهبي بين منطقة باب التبانة وجبل محسن.فقد جاء مقتل بدر عيد، شقيق الزعيم العلوي علي عيد، أول من أمس، في بلدة الكويخات العكارية، ذات الغالبية السنية، ليرش الملح على الجرح الشمالي القديم، الذي عملت الخطة الأمنية سابقا على تضميده، وسعت أجواء الحوار القائم في البلاد إلى تثبيته.الجريمة وقعت أثناء مرور بدر بسيارته في البلدة فيما كان متجهاً إلى منزله في قرية الحيطة ذات الغالبية العلوية المجاورة لها، حيث أقدم مسلحون مجهولون على اعتراض طريقه وقاموا بتكسير زجاج سيارته، وضربه مرارا قبل أن يطلقوا النار على رأسه وظهره، وترتطم سيارته بجدار. وفي مستشفى «رحال» العكارية التي نقل إليها، توفي عيد بعد نحو ساعة من وصوله إليها نتيجة خطورة إصابته. وعلى الأثر، سارعت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادثة، وباشرت تحقيقاتها، وانتشر الجيش اللبناني في محيط منطقة جبل محسن وباب التبانة، كإجراء احترازي خوفاً من أي ردات فعل عنيفة بين المنطقتين، ولا سيما أن مجهولين أقدموا على نشر بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي حمل «الرقم 1» ووُقِّع باسم «شباب الكويخات»، وجاء فيه: «نمهل آل الطاغية علي عيد الخروج من عكار في مهلة أقصاها الساعة 10 ليلا، وذلك بعد أن قام حفنة من زنادقة الحيصة وشبيحة آل عيد بلصق صور للمجرم بشار الأسد والاعتداء على الأرض والعرض والسيارات، وإلا لن تلقوا منا إلا الحديد والنار».وفي أعقاب انتشار هذا البيان عبر «واتساب»، سارع أهالي الكويخات إلى التبرؤ منه على لسان رئيس بلديتهم عمر الحايك.من جانبه، أكد القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش في اتصال مع «الراي»، أنه «في المعطيات الحالية، ليس وارداً احتمال عودة الصراع المسلح بين السنة والعلويين في طرابلس والشمال»، معتبراً أن «الخطة الأمنية التي نُفّذتْ وهروب رفعت عيد من جبل محسن هو ما أحدث التغيير».وإذ لفت إلى أنه «لا يمكن توجيه أصابع الاتهام من دون أن يكون هناك على الأقل بداية تحقيق في الحادثة»، اعتبر أن مقتل بدر «قد يكون له علاقة بالأحداث التي جرت على مدى الأعوام الماضية، أو ربما يكون أمراً شخصياً وفردياً»، مشيراً إلى أن «الاحتمال الأكبر أن يكون ردة فعل على أدوار معينة أو على عائلة بيت عيد». وجدد في المقابل تأكيده «ضرورة انتظار معرفة تفاصيل الموضوع بادئ الأمر».إلى ذلك، أفيد أن أهالي حكر الضاهر في الجانب السوري، شيّعوا بدر عيد في بلدته، حيث ووري الثرى في مدافن العائلة بمشاركة واسعة من فعاليات البلدة وسهل عكار، وفي حضور رئيس الحزب علي عيد ونجله رفعت.
خارجيات
علي عيد «ظهر» مع نجله في تشييع شقيقه غداة اغتياله
علوش لـ«الراي»: ليس وارداً صراع السنّة والعلويين في طرابلس
07:23 ص