نحو إثني عشر ألف مخالفة وحجز أكثر من ثماني مئة مركبة وثماني دراجات نارية وإحالة عشرة أشخاص إلى نظارة المرور، هي حصيلة وزارة الداخلية ضمن خطتها الأمنية التي تزامنت مع احتفالات الكويت بعيدي التحرير والوطني، وفقا لما جاء على لسان مدير إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية العميد عادل الحشاش.واكب الاحتفالات كذلك إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية، وازدحامات مرورية في الشوارع الحيوية، وكمية كبيرة من المخلفات والأوساخ في كثير من الأماكن العامة، في منظر لا يليق بمكانة أي دولة، ولا ننسى كذلك، استخدام رشاشات الماء والبالونات الممتلئة بالمياه لإيذاء السيارات والمارة بحجة الاحتفال! لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن كثيرا من التصرفات السيئة والمشاجرات والرعونة شابت عددا من مواقع الاحتفالات، فهل هكذا يكون الاحتفال بالأعياد؟إنني لا أدعو إلى قتل الفرحة، ولا إلى إلغاء مظاهر الاحتفالات التي سعى الجميع في إبرازها، ولا إلى كبح جماح اجتهادات المسؤولين في رسم البسمة وجذب المواطنين والزوار إلى زيارة المواقع السياحية والحيوية، ولكننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في طريقة ومنهجية الاحتفال وبصورة تظهر الوجه المشرف لوطننا الكويت. نستطيع أن نحتفل ونفرح ونبتهج من دون ازدحامات ولا شجارات ولا مخالفات مرورية ولا مخلفات منتشرة على طول شوارعنا والقائمة تطول، فهل سيسعى المسؤولون إلى ذلك العام القادم؟***قبيل الاحتفالات بالأعياد الوطنية، صدر الحكم التاريخي على النائب السابق مسلم البراك في قضية الخطاب الشهير«لن نسمح لك» بالسجن لمدة عامين مع الشغل والنفاذ. لن أتحدث عن القضية ذاتها أو الحكم أو حتى عن الخطاب نفسه، حيث تطرقت له كثيرا في مقالات سابقة، ولكن ما يهمني حقا هو موقف المعارضة!فإن كنت لا أتفق مع بعض ما تطرحه المعارضة الحالية، إلا أن هناك قضايا عديدة أتفق معها كالحكومة المنتخبة واختيار رئيس وزراء شعبي وغيرها من القضايا، كما أن وجود معارضة في أي دولة، دائما ما يخلق حالة من التوازن بين الرقابة والإدارة، وهو أمر صحي ومهم في أي بلد ديموقراطي، لكن ما يزعجني حقا، أننا في الكويت نفتقد لمعارضة حقيقية ذات منهج ومبادئ وتوجه واضح، لأن ما يحدث، أننا نملك معارضة ردود أفعال فقط، تنشط عند حدث معين أو قضية معينة أو حادثة عابرة، وما يلبث أن يمضي الوقت، حتى تعود الحال كما هي عليه وتبقى قضايانا معلقة حتى إشعار آخر!صمتت المعارضة فترات طويلة لأسباب قد لا أعلمها، وعادت مرة أخرى لتنشط بعد صدور الحكم، إلا أنني متيقن أنها ستعود إلى صمتها مرة أخرى بعد فترة! فواقع الحال يقول إنه ليس لدينا معارضة حقيقية، بل هي معارضة ردود أفعال!Email: boadeeb@yahoo.com