كشف وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عادل الفلاح أن بلاغ العلماء المشاركين في المؤتمر الاسلامي العالمي «الاسلام ومحاربة الارهاب» الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي الاسبوع الماضي بمكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعا قادة الامة إلى العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية، والإصلاح الشامل الذي يحقق العدل، ويصون الكرامة الإنسانية، والتصدي لمحاولات تمزيق الأمة دينياً ومذهبياً وعرقياً، وأوصى بإنشاء محكمة عدل إسلامية.وبين الفلاح في تصريح عقب عودته من مكة اثر انتهاء المؤتمر أن البلاغ اشتمل على خمس رسائل إلى قادة الأمة المسلمة وعلمائها وإعلامها وشبابها، ثم إلى العالم؛ حكوماتٍ وشعوباً، وطالبوا فيه قادة الأمة إلى العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية، والإصلاح الشامل الذي يحقق العدل، ويصون الكرامة الإنسانية، ويرعى الحقوق والواجبات، ويلبي تطلعات الشعوب، ويحقق العيش الكريم، ومتطلبات الحكم الرشيد، والمحافظة على وحدة المسلمين، والتصدي لمحاولات تمزيق الأمة دينياً ومذهبياً وعرقياً، وتعزيز التضامن الإسلامي بكل صوره وأشكاله، مع الأخذ بأسباب القوة المادية والمعنوية، وحسن استخدام الموارد البشرية والطبيعية؛ وتعزيز التكامل بين الدول الإسلامية، ومراجعة البرامج والمناهج التربوية والتعليمية، والخطاب الديني بما يحقق المنهج الوسطي والاعتدال، والعمل على حل النزاعات في المجتمعات الإسلامية وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف الأمة الصالح.وطالب المشاركون القادة بضرورة إنشاء محكمة العدل الإسلامية، وإبعاد أبناء الأمة على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية عن الفتن والاقتتال، ووضع استراتيجية شاملة لتجفيف منابع الإرهاب، وتعزيز الثقة بين الأمة وقادتها، ونصرة قضايا الأمة العامة، ومكافحة الفساد، والحد من البطالة والفقر، ورعاية حقوق المواطنة لجميع مكونات المجتمع، بالإضافة الى دعم الأقليات المسلمة في الحفاظ على هويتها، والدفاع عن مصالحها، وتعزيز قدراتها، لتمكينها من أداء رسالتها، والقيام بواجباتها تجاه مجتمعاتها، ملتزمة بنهج الوسطية في الفهم والممارسة.وكانت الرسالة الثانية للمؤتمر دعوة علماء الأمة إلى الحفاظ على هوية الأمة المسلمة، وتعاهدها بالتفقيه والتوعية، لتحقق واجبها في حماية الدين، وبذل الجهد في تصحيح المفاهيم الخاطئة، ووقاية الأمة من الشبهات المضللة، والدعوات المغرضة، بنشر العلم الصحيح المنبثق من أصول الإسلام، وفق هدي سلف الأمة وأئمة الإسلام، والتصدي للنوازل العامة بالفتوى الجماعية، والتحذير من الفتاوى الشاذة، فيما تضمنت الرسالة الثالثة توجيه الاعلام والاعلاميين الى ضرورة تحري المصداقية في الأخبار، والنقل الهادف، والامتناع عن الترويج للإرهاب ببث رسائله.وأضاف الفلاح: وحث العلماء في الرسالة الرابعة شباب الأمة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، وهدي سلف الأمة، واجتناب الفتن، وموارد الفرقة والنزاع، والنأي عن الإفراط والتفريط، وتعظيم الحرمات، وصون الدماء، ورعاية مصالح الأمة الكبرى، وطالبوهم بالثقة في العلماء الربانيين الراسخين، والرجوع إليهم، والاعتصام بما يبصرون به من أحكام الدين، والحذر من الأدعياء، وتجاسرهم على الفتيا في قضايا الأمة العليا، والموازنة بين المصالح والمفاسد، وعدم الاغترار بالشعارات البراقة التي ترفعها بعض الجهات بغير سند من كتاب ولا سنة، بالإضافة الى أهمية ترشيد العاطفة والحماس، بالنظر في المآلات، وتقديم الأولويات، وفقه الواقع، والتحلي بالصبر والأناة في الإصلاح، والتدرج في بلوغ الأهداف، ومراعاة سنن الله في التغيير، وسلوك الطرق المشروعة في ذلك، واستلهام الدروس والعبر من التجارب الماضية.فيما بين المشاركون من العلماء في الرسالة الخامسة إبلاغ العالم ومؤسساته وشعوبه أن التطرف ظاهرة عالمية، وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأن اتهام الإسلام به ظلم وزور، تدحضه نصوص القرآن القطعية بتنزله رحمة للعالمين.