تمر علينا ذكرى التحرير فنحمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ونتذكر شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء لوطنهم ومستقبل أبنائهم لينعموا بالحرية والكرامة.علمتنا تجربة التحرير أن لا نعمة تفوق نعمة الأمن والاستقرار وأن التلاحم الوطني هو أساس الاستقرار الداخلي وركيزة الامن.عندما أُخرج الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من بلده الحبيب مكة التفت إليها وقال «والله إنك لأحب البقاع إلى نفسي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت».ولم تغب مكة عن عينيه الكريمتين وسعى إلى العودة اليها وقد كان.فالدفاع عن الوطن وحمايته من الواجبات العظيمة التي لا ينكرها مسلم وقد جعل الإسلام من يدافع عنه مجاهدا وسمى من يموت دون الوطن والتراب والعرض شهيدا.واليوم ونحن ننعم في بلدنا الصغير نلتفت الى من يحاول شق اللحمة وتخوين أفرادها وإثارة النعرات الجاهلية والطائفية فلا نحرك ساكنا ولا ننكر منكرا.إن الجهاد الأعظم هو في مواجهة من يعيثون الفساد الاجتماعي والمالي والثقافي والإعلامي وأن الغزو الأخطر على الوطن والناس هو في إثارة البلبلة وزرع الفتن بين الناس.عاد النبي الكريم إلى مكة وجمع كلمة الناس وعفا وسامح وقال «لا تثريب عليكم»، وسعى الرجال الأوفياء معه في بناء الدولة وتنمية المجتمع وقطع ألسنة الإعلام الفاسد ليفتح صفحات مشرقة من جديد.ان وطننا الصغير بأمس الحاجة لمن يلملم جراحة ويجمع كلمته ويوجه طاقاته نحو البناء والعمل.وان على الحكومة دورا بارزا في إسكات الباطل وإغلاق رياح الفتن التي تقتات على تأجيج الصراع وإشعال المناكفات التي لا يستفيد منها سوى العدو المتربص.فهل يعي ولاة الامر ذلك؟، وهل يدرك المثقفون منهج الإصلاح الإعلامي والثقافي وطريق التنمية الاجتماعي الصحيح؟...نرجو ذلك.Dr_maltherwa@