«نعمل آيه ما فيش سمك طازج، كل السمك مستورد»...تلك أولى الكلمات التي برر بها أحد الباعة في سوق شرق للأسماك عدم وجود أسماك تكفي لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين، وغياب بعض الأنواع منها عن بسطاتهم.ورغم الإقبال الجيد من محبي الأسماك لشراء ما يستهويهم ويستلذونه، إلا أن أغلب ما يفضلونه غائب تماماً عن السوق، والسبب كما أكد الكثير من البائعين يعود لعدم وجود سمك كويتي طازج، فيما شكا بائعو السمك في سوق شرق من أن إيجار البسطة الواحدة يتراوح بين 300 و 700 دينار شهرياً.«الراي» التقت عدداً من مستثمري البسطات في سوق شرق للأسماك، واستفسرت عن الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار.قال البائع عرفان شيخ إن جميع أصناف السمك متوافرة في السوق وبأسعار مختلفة، والإقبال على السوق في الآونة الأخيرة جيد نوعاً ما، رغم عدم توافر الكميات المطلوبة، مشيراً إلى أن سعر السمك الكويتي مرتفع قليلاً عن سعر السمك المستورد (دينار أو نصف الدينار) فقط.وأشار إلى أن بلدية الكويت تمارس مراقبة مستمرة على العاملين في السوق، إضافة لمراقبة الأسماك وصلاحيتها، كون أن هناك أسماكاً غير طازجة يتم بيعها لزوار السوق على أساس أنها «صيد اليوم»، موضحاً أن هناك بعض الصيادين غير ملتزمين بأوقات الصيد، كما هو منصوص عليه في اللوائح والقوانين، ما يعرض سير عملية البيع للتنافس، وبالتالي بيع الأسماك بأسعار مرتفعة كنوع من التحدي.وأكد البائع أحمد سمير أن شراء بعض الشركات لجميع كميات الأسماك، يعتبر من الأسباب الرئيسية لارتفاع الأسعار بشكل لافت في الفترة السابقة، وعلى المسؤولين أن يلتفتوا لهذه النقطة، لما لها من أهمية في توفير السمك للمواطنين والوافدين، مبيناً أن العملية تحتاج لمجرد تنظيم، بعيداً عن المقاطعة التي تم إطلاقها أخيراً.وبين البائع مصطفى ماجد أن التقيد بأوقات الصيد هو أساس عملية البيع والشراء في السوق، موضحاً أن بعض الصيادين يخرجون للاصطياد في أوقات غير مسموح بها، وبالتالي يكونون أول البائعين في السوق لأسماكهم، وبقية الصيادين لا يستطيعون بيع ما جلبوه من البحر وتتكدس عندهم تلك الأسماك، ما يضطرهم لبيعها بأسعار زهيدة تخوفاً من تلفها، وهذا أمر «غير منصف».و أشار البائع أحمد ربيع إلى أن بلدية الكويت حددت الدوام الرسمي للبسطات من الساعة 6 صباحاً، وحتى الساعة 11 ليلاً، وهذه الفترة ممتازة لبيع ما يكفي من الأسماك، إلا أن المشكلة في أن السوق يعاني من قلة الأسماك الطازجة، مؤكداً أن «حال أسواق السمك من سيئ إلى أسوأ».وقال البائع نظام الدين، إنه يعمل في السوق منذ فترة تتجاوز 7 سنوات، ولم يخل السوق من السمك الطازج، إلا أنه في هذا العام قل السمك الطازج وكثر السمك المستورد الذي بات مسيطراً على السوق المحلي، لافتاً إلى أن 70 في المئة من الزبائن لا علم لهم بنوعية السمك ومدى صلاحيته، وما يبحثون عنه هو الأقل سعراً فقط.