قبل جولات قليلة على نهاية الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم في الموسم الماضي، احتفل أنصار ليفربول بعودة اللقب الى المدينة الصناعية والتجارية التي تقع شمال غرب البلاد بعدما اقتنعوا بأن فارق النقاط الخمس الذي يفصلهم عن أقرب منافسيهم مانشستر سيتي، كفيل بتتويجهم ولا يمكن لـ«السماوي» اللحاق بفريقهم.احتفالهم المسبق والمدوي باللقب يعكس تعطشهم للبطولة الغائبة عن خزائنهم منذ الموسم 1989-1990 علما ان الفريق توج في 18 مناسبة مقابل 20 لمانشستر يونايتد حامل الرقم القياسي على هذا الصعيد.كان الامر بالنسبة لهم منتهياً تماماً. كانوا فقط بانتظار النهاية السعيدة التي يرفع فيها ابنهم المدلل ستيفن جيرارد كأس الدوري عاليا امام جماهير كانت وما زالت تقول لناديها: «لن تسير وحيدا»، وهو شعار النادي الشهير.لكن حدث ما كان غير متوقع، ثلاث جولات مرت دون ان يحصد منها ليفربول سوى نقطة. بالتأكيد لم يفوت منافسه العتيد مانشستر سيتي الفرصة لتجاوزه وخطف اللقب بجدارة وسط حالة من الحزن الشديد التي لفّت أرجاء مدينة ليفربول في شقّها الاحمر، وليس الازرق العائد الى الغريم المحلي ايفرتون.ضاع حلم العودة الذي كان بين ايدي الفريق وانصاره، ولم يتمكن جيرارد من الاحتفال ولو لمرة واحدة في تاريخه وهو يرفع كأس الدوري علما انه سينتقل في نهاية الموسم الحالي الى الولايات المتحدة الاميركية حيث سينهي مسيرته في احد انديته.كان يمني جيرارد النفس بالتعويض في الموسم الراهن قبل عبور المحيط الاطلسي بيد ان ليفربول يدرك بأن المنافسة على اللقب المحلي انحصر ما بين تشلسي ومانشستر سيتي.وفي الكويت، يعيش العربي الوضع نفسه تماماً.فقد كان في السابق يتزعم الاندية الكويتية وبفارق مريح من ألقاب الدوري امام أقرب منافسيه القادسية الذي نجح في تذويب المسافة والتساوي معه على جبهة الدوري (16 لقبا لكل منهما) وكأس الامير (15 لقبا لكل منهما) علما ان «الاصفر» يتفوق على «الاخضر» على جبهة كأس ولي العهد (8 ألقاب مقابل 6)، وهو سيناريو شبيه نوعاً ما بما حصل في انكلترا عندما كان ليفربول يغرد بالرقم القياسي لعدد مرات التتويج بالدوري المحلي، قبل ان يقضم مانشستر يونايتد الفارق ويتجاوزه بلقبين.العربي يتصدر حاليا الدوري (فيفا ليغ) بفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه «الكويت» الثاني و6 نقاط عن القادسية الثالث. حال جماهيره اليوم تكاد تكون مطابقة شكلاً ومضموناً بحال جماهير ليفربول الموسم الماضي، فقد بدأت تحتفل بعودة لقب الدوري الى المنصورية للمرة الاولى منذ العالم 2002.يبدو للجماهير الخضراء التي تعتبر بحق العلامة الفارقة في الموسم الراهن، وكأن الامر قد حُسم وانه ليس بمقدور الفرق الاخرى أن تنافسه على الدرع الغالية خصوصا وأن العربي يقدم أداء قويا وثابتا بقيادة المدرب الصربي بوريس بونياك.لكن كرة القدم اعطتنا امثلة تؤكد انها غير جديرة بالثقة نهائيا، وانها اعتادت ان تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت غير السارة والمؤلمة للبعض والمفرحة للبعض الآخر.قد يتعرض «الاخضر» لما تعرض له ليفربول، ففارق الخمس نقاط قد يكون مريحا بعض الشيء بالنسبة للعربي ومزعجاً للفرق الاخرى، لكن الامر يبقى معلقاً حتى الدقيقة الاخيرة من المباراة التي قد تحسم اللقب لـ«أبناء المنصورية».على العربي أن يستفيد ويتعلم من تجربة ليفربول المريرة، وأن يبقى مستقراً فنياً، والا يتجاوز الحدود في الثقة بالحصول على الدوري قبل النهاية، وإلا فإنه سيسير وحيداً ... دون الدرع التي لطالما حلم بإعادتها الى المنصورية.