ينتمي إلى بيت موسيقي. والده فيكتور، عمّاه إلياس وسليم سحاب، وهو يعزف منذ طفولته، إلى حد العزف في دار الأوبرا بالقاهرة وهو لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره، وباشر في هذه السن تأليف المقطوعات الموسيقية وجمعها جانباً بانتظار الفرصة المناسبة.زياد سحاب، فنان خاص شكلاً ومضموناً، ويتحدث بصراحة قد يجدها البعض «فجّة»، ويقول كلامه من دون خوف أو تردد من عواقب قد تكون وخيمة. فصوت «السيدة فيروز» مثلاً لا يعجب صاحب الشعر الطويل الذي يتدلّى إلى منتصف ظهره والذقن كثيفة والصوت الخفيض... هو الذي يعد أقرب ما يكون إلى أسلوب ونهج الفنان زياد الرحباني (ابن فيروز) في الكلام.«هذه في الواقع طريقتي الخاصة في الكلام، وأنا لم أقلّده يوماً، لقد قدمت أعمالي كما أحس عادة، لكن لاحظ الجميع وجود التقارب وقالوا: الزيادان مثل بعضهما».لسحاب ابنتان (الكبرى في الثالثة، والثانية 4 أشهر)، لم يجد جواباً على استفهام الكبرى منه لماذا يربي شعره والشعر الطويل للبنات، والحال إياها مع وضعه الحلق في أذنيه، ودائماً يعثر على موضوع آخر يغطي على هذا الموضوع.حالياً يرتبط سحاب بالمطرب معين شريف فنياً، وعنه يقول: «في الحقيقة معين صديق منذ الطفولة، وهوتدرّب مع عمي المايسترو سليم، وتربطنا صداقة وطيدة، والآن نعمل بشكل محترف، أنا أشرف على الفرقة الموسيقية وأعطيته لحناً من كلماتي سيذاع قريباً، وهو مناخ جديد في نتاج معيّن».ويعترف الفنان بالميل إلى المدرسة المصرية: «نعم. مدرسة عبد الوهاب والسنباطي، سيد درويش، وزكريا أحمد، وفريد الأطرش وسيد مكاوي، طبعاً مع احترام مدرسة الأخوين رحباني».وعما إذا كان فقط احترام من دون اتباع النهج، يضيف: «لقد قدّما الكثير، أتأثر بالجانب المتعلق بتقريب الريف من المدينة في نتاجهما. لكنني مثلاً لست معجباً بصوت السيدة فيروز»، مستطرداً «هي تغني على طبقة الباص الهادئة الخفيضة. أنا أحب الأصوات القوية كأم كلثوم، هذا الصوت الذي عاش إلى فترة متقدمة من عمرها».ويعلق زياد على ألحانه لـ سمية بعلبكي القريبة من الهنك اللبناني الرحباني، قائلا: «أنا لست بعيداً عن أجواء الرحابنة، أقرأ نصاً فإذا احتاج مني إلى نهج الرحابنة سرت معه في هذا الاتجاه». ومتى تكتب؟ يجيب (ضاحكاً) مرة واحدة في السنة، وعما إذا كان ما كتبه لـ معين (طلب عدم نشر الكلمات) سيكون له وقع مختلف، قال: «وجهة نظر أحترمها»، مبررا عدم اهتمامه بتأليف الكلمات، بأن «المزاج الفني لا يعطيني جرعة زائدة من الرغبة في الكتابة، فأترك الموضوع للصدفة».إلى عمّان أولاً، يسافر زياد، عن هذا يقول: «أجّلنا حفلة هناك بسبب الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بعدها نغادر إلى الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم إلى الولايات المتحدة.أما عن بيروت، فيقول:»أعتقد أنني سأقدم جديداً مع المقرئ الشيخ أحمد الملا، حيث سيكون بين أيدينا مواد من كبار الفلاسفة العرب في عصر النهضة، وسنعمل على إنجاز تجربة صوفية تفتح باباً جديداً ومختلفاً في الغناء العربي. وسنحيي حفلاتنا على مسرح بيار أبوخاطر. وسيكون الدخول مدفوعاً. وأنا متأكد من أهمية التجربة عموماً.والموعد المبدئي في 28 الجاري».الملا. هل هو شيخ معمم؟ يجيب زياد: لا. هو مقرئ في السابعة والثلاثين من عمره، يتمتع بخامة صوتية مذهلة. وأنا بالمناسبة ضعيف أمام المقرئين، وأنا أستمع إليهم لساعات طويلة من دون ملل.