توقع وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو، اليوم، ان تلجأ العديد من البرلمانات الاوروبية في المستقبل للاعتراف بالدولة الفلسطينية امام الموقف المتعنت الذي تتخذه حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه استئناف مفاوضات السلام، محذراً اسرائيل من ان "صبر المجتمع الدولي وإدارة اوباما بدأ ينفد". وشكك سترو في امكانية نجاح الجهود الدولية لاعادة احياء مفاوضات السلام في منطقة الشرق الاوسط طالما بقي نتنياهو رئيساً لوزراء اسرائيل. واوضح انه «لم ير اي دليل يثبت استعداد او جدية نتنياهو للدخول في مفاوضات حقيقية مع الجانب الفلسطيني من اجل تحقيق مشروع حل الدولتين الذي تدعمه المجموعة الدولية متهماً الحكومة الاسرائيلية بالسعي للدفع نحو انشاء دولة فلسطينية غير قابلة للحياة». واشار في هذا الصدد الى ان «حكومة نتنياهو تعمل على تغيير الأوضاع على الارض عبر بناء مستوطنات غير شرعية في الضفة الغربية وخصوصاً في القدس الشرقية». ورأى سترو ان «السياسية التي تتبناها تل أبيب قصيرة النظر ولا تحظى بدعم سوى قلة قليلة جداً"، لكنه استبعد تغيرها او تأثرها بالضغوطات الدولية في الوقت الحاضر بسبب النفوذ الهائل لليمين الاسرائيلي في الولايات المتحدة عن طريق لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية (ايباك). وذكر ان «تحريك ملف السلام في الشرق الاوسط وإمكانية الضغط على اسرائيل يمر حتماً عبر واشنطن» غير انه اعتبر ان التأثير «غير المتجانس وغير المنطقي» لليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو على السياسة الأميركية بات يشكل عقبة امام اي محاولات جادة لإعادة احياء مفاوضات السلام. وحذر سترو اسرائيل من ان "صبر المجتمع الدولي وحتى إدارة الرئيس باراك اوباما بدأ ينفد"، متوقعاً ان "تلجأ العديد من البرلمانات الاوروبية في المستقبل للاعتراف بالدولة الفلسطينية مثلما فعلت بريطانيا والسويد". وقال: «أديت شخصياً دوراً كبيراً في حشد الدعم البرلماني بين مختلف التشكيلات الحزبية داخل مجلس العموم من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية منتصف أكتوبر الماضي، حتى وان كان ذلك الاعتراف غير ملزم للحكومة البريطانية». ورأى ان "الاعتراف بالدولة الفلسطينية يحمل رمزية كبيرة ويظهر تغيراً واضحاً لدى الرأي العام الاوروبي ازاء القضية الفلسطينية وامتعاضاً حيال السياسات الاسرائيلية.