تلقت بيروت جرعة دعم لافتة من الاردن، الذي أبدى استعداده لفتح مخازنه العسكرية، امام احتياجات لبنان «من التدريبات حتى الطائرات».وجاء التعبير عن هذا الدعم، خلال الزيارة التي قام بها وفد لبناني إلى عمّان، تقدّمه وزير الداخلية نهاد المشنوق، يرافقه المدير العام للأمن العام، اللواء عباس ابراهيم، ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، العميد عماد عثمان، بهدف تقديم التعازي بالطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمته «داعش».الا ان الزيارة التي التقى الوفد خلالها الملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء عبد الله النسور، تشعّبت لتتطرق الى عناوين الساعة السياسية والامنية في لبنان والمنطقة، حيث كشفتتقارير صحافية في بيروت أنّ العاهل الأردني قال للمشنوق: «نحن وإياكم حال واحد، ومستعدون لتلبية كل ما تحتاجون إليه من تسليح بمختلف الأنواع والعتاد، بما يشمل الدورات التدريبية المجانية على الأسلحة في كل كليات التدريب العسكري وغيره من التدريبات الخاصة بالشرطة والأمن العام والدفاع المدني».ولفتت هذه التقارير إلى أن «المشنوق طرح خلال اللقاء أفكاراً عدة، متصلة بالدور الأردني في عملية دعم المؤسسات والأجهزة العسكرية والأمنية وتزويد الجيش اللبناني بما يحتاج إليه من سلاح وعتاد جوّي وغير جوّي بانتظار وصول الطائرات وشحنات الأسلحة المتفق عليها بموجب هبتيْ الأربعة مليارات السعوديتين»، كاشفة أنّ «المشنوق علم من العاهل الأردني أنّ بلاده سلّمت قيادة المؤسسة العسكرية في الآونة الأخيرة شحنات أسلحة هدية من المملكة الأردنية للجيش اللبناني بناءً على طلب الرئيس سعد الحريري، وعازية تأخر الإعلان عن تسلّمهذه الاسلحة في لبنان إلى كون الضابط الأردني الموفد إلى حفل التسليم والتسلّم كان اضطر إلى تأجيل موعد حضوره الحفل ربطاً بمسألة إعدام معاذ الكساسبة».ونقلت التقارير نفسها، عن مصادر في الوفد اللبناني، أنّ الملك عبدالله الذي يتحضّر للقيام بجولة أوروبية وأميركية، شدد في حديثه مع المشنوق على «ضرورة إنهاء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، وعدم جواز استمرار النصاب الوطني مفقوداً حيال هذا الاستحقاق الذي يجسد عملياً انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة العربية».وفي الشق السوري، سمع الوفد اللبناني من المسؤولين الأردنيين أن الأردن مع الحل السياسي للأزمة السورية، وهو معني بإفرازات هذه الأزمة، وبضبط الحدود ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر.من جهته، أبلغ المشنوق الملك عبد الله تضامنه مع الأردن، والتطلع إلى التنسيق اللبناني - الأردني في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات حول اللجوء السوري، موضحاً بعد اللقاء انه لمس حرصاً كبيراً من العاهل الأردني على لبنان وأمنه السياسي والعسكري «وهو أبدى استعداداً لتقديم أي دعم معنوي ومادي، بمعنى تدريب الأجهزة الأمنية من حيث الحاجات العسكرية،» معتبراً «أن هذا الموقف ليس غريباً عليه، فنحن نقاتل عدواً واحداً».وأكد المشنوق أن «لبنان بدأ تسلّم المعدات العسكرية التي أهداها الملك، لكن بعض الظروف حالت دون إقامة احتفال للتسليم والتسلّم، وهذا الأمر سيجري في بيروت قريباً».