اختلاف النقاد رحمة!وهذا الاختلاف بدا لافتاً بشكل كبير على عرض «النيروز»، الذي قدمته فرقة مسرح مسقط الحر.فقد شهدت الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض، في حضور المؤلف عبدالله بن مبارك البطاشي والممثل محمد السيابي، والتي أدارها مرعي الحليان، انقساماً حاداً واختلافات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، خصوصاً في ما يتعلق بالإضاءة والصوت، اللذين شهدا هجوماً حاداً من البعض، وثناء من البعض الآخر.استهل الناقد زكريا راضي المناقشات حول العرض، قائلاً: «شاهدنا عرضاً متميزاً. ولدي ملاحظة بسيطة حول تحوّل النصّ إلى عرض، من ناحية بيئة المكان والشخصيات».أما المسرحي البحريني علي الفردان، فرأى أن أهم شيء في أي عرض مسرحي هو الفرجة، مشيراً إلى أن عرض «النيروز» يدخل في مدرسة مسرح الصورة، وهذا النوع يعتمد على الإضاءة، وقد وفق المخرج في استخدام الإضاءة. وقال: «نحن دائماً ما نلجأ إلى الرمزية في الأعمال، وعلى المتلقي أن يفسّر ما يراه متحقّقاً، ولدي ملاحظة صغيرة تتعلق بسواد وعتمة الإضاءة»، لافتاً إلى أن الحوار عند بعض الممثلين، لم يصل إلى أذن المتلقي، وهذا يقلل من جمالية العرض.وعقّب الناقد مصطفى حسن قائلاً: «أؤكد على مسألة وضوح الصوت والنطق ومخارج الألفاظ. هناك إشكالية لدى المتلقي، فلم يكن الصوت واضحاً، والمبالغة في رفع الصوت أحياناً غير مستحبة».وعلّق يوسف النجدي مشيراً إلى «أن المسرحيين العمانيين يبدأون من تحت الصفر، وبعد فترة قياسية يبلغون مراتب عليا، وهذا ما شاهدناه في العرض»، لافتاً إلى أن اللعبة الإخراجية في عرض «النيروز» بدأت من تصميم الديكور، موضحاً أنه عادة ما تبدأ ديكورات المسارح من تحت، إلا أن الديكور في هذا العرض بدأ من فوق، واصفاً استخدام الإضاءة والماكياج وأداء الطلبة بالرائع جداً.وقال الفنان هاني رمزي: «رأينا اليوم طاقات مبشّرة بالخير. وبما أني أميل إلى التمثيل بصورة أكبر، فأرى أن الممثلين أدوا أدوارهم بإتقان شديد».ودعا الناقد عمر يحيى إلى التركيز على العرض، قائلاً: «لكي لا يُظلم العرض من خلال التقييم والتحكيم، فلا بد ألا نشطّ عن الموضوع الرئيسي، لأن المناقشات في الأمور الأخرى مكانها الندوات الفكرية، وليست الندوات التطبيقية. كما يجب أن نحث أبناءنا المسرحيين على المشاركة في الندوات التطبيقية، وندفعهم إلى الاستفسار عن التيمة والحركة والرؤية، لأن الفائدة من هذه المهرجانات تكمن في الندوات التطبيقية».وأضاف يحيى قائلاً: «باختصار يمكن أن نقول عن العرض العماني، انه أمتعنا بصرياً وأتعبنا سمعياً. فهناك تعب على الأداء الداخلي ولكن كان هناك نقص في الأداء الصوتي، ولذلك ظُلم العرض. فالنص أمانة في يد الممثلين، وإذا قصّر الممثلون في الأداء الصوتي، فذلك يعد خدشا للأمانة».