في الرابع عشر من فبراير 2005، لم تنل الأطنان المتفجرة من رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ألسنة اللهب التي ارتفعت في سماء العاصمة بيروت، «رفعت» الحريري. ومناصروه كرّسوا الرابع عشر من كل فبراير موعداً لإحياء الذكرى، وتجديد الوفاء لرجل «البناء والإعمار»، متعهدين بمتابعة مسيرته.وللسنة العاشرة على التوالي ينهمك تيار «المستقبل» الذي يقوده سعد الحريري بالاستعداد لإحياء ذكرى «14 شباط». قطاعات التيار «الأزرق» ومختلف منسقياته على امتداد الخريطة اللبنانية، ستلتقي في الـ «بيال» على الواجهة البحرية لبيروت. هناك سيحتشد محبّو رفيق الحريري عند الرابعة والنصف عصر بعد غد السبت «لتأكيد ثباتهم على نهج الرئيس الشهيد جيلاً تلو جيل».وحتى ذلك الحين، يسود الترقب حول ما سيكون عليه الاحتفال في الشكل والمضمون. وتُطرح التساؤلات حول هوية المدعوين إليه وسط أجواء الحوار والانفتاح التي يتبعها «المستقبل» تجاه «حزب الله» خصوصاً، فضلاً عن إطلالة الحريري وعناوين كلمته التي من المتوقّع أن يلقيها في هذه المناسبة عبر شاشة عملاقة، رغم ما يسري من أخبار عن احتمال حضوره شخصياً، الأمر الذي سيثبته الاحتفال أو يدحضه.لوجستياً، وعلى بعد أقل من 48 ساعة من الاحتفال، يضع المنظمون اللمسات الأخيرة على التحضيرات. فالمشهدية، بحسب ما يؤكد منسق عام الإعلام في تيار «المستقبل» عبد السلام موسى لـ «الراي»، مستوحاة من شعار هذه السنة: «عشرة، مية، ألف مكمّلين» مرفقاً بصورة الرئيس الراحل مبتسماً، كاشفاً أن «الاحتفال سيكون مختلفاً عن الأعوام السابقة شكلاً ومضموناً».ويوضح: «في الشكل سيكون الاحتفال أكبر حجماً، فهو سيقام في قاعتين متداخلتين بدل واحدة (اي ضعف عدد المدعوين في الأعوام الأخيرة). أما في المضمون فالاحتفال سيقتصر على كلمة سياسية واحدة يلقيها الحريري، بالإضافة إلى 3 كلمات لخريجين من مؤسسة الحريري، هم اليوم نخب في المجتمع اللبناني. كما ستُعرض عدّة أفلام وثائقية عن الرئيس الراحل تتناول مسيرته، وجمهور تيار(المستقبل)، والمحكمة الدولية».إحياء الذكرى وككلّ عام لن يقتصر على احتفال البيال، انما ستكون هناك زيارات لضريح الرئيس الراحل في وسط بيروت.وفي سياق متصل، تؤكد مصادر مطلعة لـ «الراي» أن المدعوين الى ذكرى الرئيس الحريري هم «تيار المستقبل، جمهور رفيق الحريري، الحلفاء في 14 آذار وسياسيون من الأحزاب الأخرى»، كاشفة أن من بين المدعوين «الرئيس نبيه بري بصفته رئيساً لمجلس النواب وكونه راعي الحوار، والتيار الوطني الحر (تيار العماد ميشال عون) نظراً إلى الحوار الذي كان فُتح بين الطرفين والزيارات التي ما زالت قائمة بينهما، وكان آخرها زيارة مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري إلى الرابية (دارة عون)».إلا أن الدعوة لم تُوجّه إلى «حزب الله»، هذا ما تكشفه المصادر، التي ترى أن «الحريري سيرسم في الكلمة التي سيلقيها في المناسبة خريطة طريق للمرحلة المقبلة، كما عوّدنا سابقاً»، مؤكدة أن موضوع الحوار مع «حزب الله» سيكون حاضراً من خلال التطرق إلى ما تم إنجازه فيه، دون أن يؤثر على العناوين الأخرى «فهذا الحوار لا يتضمن القضايا والملفات الخلافية التي ما زال ربْط النزاع قائماً بشأنها»، ومشددة على أن «الموقف من القضايا الخلافية (ومنها السلاح والمشاركة في الحرب السورية وموضوع المحكمة الدولية) على حاله ولم يتغير، والحوار لن يؤثر على أي موقف يتعلق بأي قضية خلافية».عضو كتلة المستقبل النيابية النائب أحمد فتفت، شدّد في اتصال مع «الراي» على أن «ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري مناسبة وطنية كبرى»، لافتاً إلى أن «الرئيس سعد الحريري يحتفظ عادة لنفسه بمحتوى كلماته»، متداركاً: «لكن نظراً للظرف الحالي، فهو سيشدد بالتأكيد على ضرورة إنقاذ لبنان وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى محاولة إنجاح الحوار رغم كل العقبات التي يضعها الفريق الآخر في وجهه».وإذ يرى أن «الهدف الحقيقي من الحوار مع حزب الله هو جعل الوضع الداخلي مستعداً لتقبّل أي تطور إقليمي إيجابي، لنتمكن من قطْفه بسرعة»، يؤكد أن «هذا الحوار هو مجرّد عمل تحضيري لمرحلة معينة أكثر مما هو إنجازات فعلية»، مشيراً الى أنه «لن يكون هناك أي تحفظ، فمواقفنا واضحة وثوابتنا لن نتنازل عنها».فتفت ورداً على سؤال عمّا إذا كانت كلمة الحريري ستتضمّن مبادرة جديدة يطلقها لمناسبة 14 فبراير، أجاب: «الرئيس الحريري كان أطلق مبادرة وهناك استمرارية بها، لكن لا معلومات لديّ إذا كانت كلمته ستحمل مبادرة جديدة».