قرأت قرار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة المتداول حول إلغاء مادة جبن الكاسات من البطاقة التموينية اعتبارا من 2015/4/1.يقال إن وقف «جبن القلاص» جاء بناء على توصية من وزارة الصحة «ضرورة استبعاد المواد الغذائية ذات المحتوى العالي من الدهون من البطاقة التموينية واستبدالها بمواد قليلة الدسم والسعرات الحرارية»... كلام طيب جدا!إذا كانت السمنة ومعدلها مع السكر في تزايد بين أفراد المجتمع الكويتي فوقف «جبن القلاص» قرار إيجابي... والطرف المتضرر «راح يركب راسه» ويكثر من تناول الممنوع تأثرا بقول «كل ممنوع مرغوب»!على المستوى الشخصي... أرغب في فهم طريقة اتخاذ قرار كهذا وترك «لب» القضية التي يعاني منها المجتمع الكويتي ألا وهي «السمنة والسكر» والثقافة الغذائية المتبعة!ليفهم أحبتنا وزير الصحة ووزير التجارة والصناعة وكل من يهمه الأمر أن النظام الغذائي الذي يتبعه أغلبية المجتمع الكويتي سيئ للغاية ونحن بطبيعة الحال لا نشعر بخطر نظامنا الغذائي إلا مع قراءة نتيجة التحاليل الطبية عندما يرتفع معدل السكر ونلاحظ تزايد الدهون الثلاثية وغيرها في الدم و «تعال رقع» وأنت تستقبل هذا الخبر في سن قارب الأربعين عاما... فأي نظام غذائي وأي حمية تستطيع الالتزام بها و أنت كل يوم «معزوم»!حتى في المناسبات يقولون وهم في طريقهم إلى الموائد التي حوت كل أنواع المواد المساعدة في زيادة نسبة السكر «هذا موحقكم»!... هو بقى «حق» أكبر من هذه المبالغة في تكريم أحبتك «مفطح» وملحقاته!كنت أتحدث مع زميل طبيب وتحدثت عن هذا الجانب بحكم أنني أحد المتضررين من عاداتنا الغذائية السيئة وكيف أنها بحاجة إلى حملة توعوية مكثفة توزع من خلالها استبيانات عن النمط الغذائي المتبع يقوم رب الأسرة بتعبئتها وإرسالها إلى جهة متخصصة في التغذية والكشف المبكر عن تاريخ السكر ومعدل الوزن المسموح حسب الطول... وضحك زميلنا الطبيب وكان له تعليق غير قابل للنشر!انظر لحالك وحال أولادك وجيرانك... فخدمة التوصيل إلى المنازل مستمرة حتى ساعات متأخرة من الليل ومع كل زيارة عائلية يتم عرض ما لذ وطاب من مواد سكرية ودهونها عالية، ونحن لا نعلم الخطر الذي ينتظر مستقبل فلذات أكبادنا لا سيما وإن ممارسة رياضة المشي لا يطبقها إلا فئة قليلة لوجود عوامل كثيرة منها قلة توافر أماكن ممارسة رياضة المشي وإن توفرت في بعض الأماكن نجدها تتعرض لــ«التخريب»، والولد ابنك إن حاولت إقناعه بالتوقف عن أكل بعض المواد والوجبات يأتيك رده بعفوية «ربعي كلهم يطلبون... ما تبيني أطلب؟»... يعني مشكلتنا في ثقافتنا الغذائية ووقف «جبن القلاصات» لن يحل المشكلة فهناك عادات غذائية أكثر ضررا!إن الأمن الغذائي مطلوب في توفير احتياجات الأسرة من المواد الرئيسية في البطاقة التموينية وبسعر معقول بعد أن أصبحت زيادة الأسعار عادة متبعة لا رادع لها حتى الآن.المجتمع بحاجة إلى توعية... فلا تتركوا الأطفال «يلتهمون» وجبات ومواد وعندما يكبرون نتركهم «هم وحظهم» عند قراءة نتيجة التحاليل الطبية والحل أمامكم مع أو بدون «جبن قلاصات».... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
د. تركي العازمي / وجع الحروف
السمنة... ووقف «جبن القلاص»!
04:50 ص