إن الدواعش ليسوا من أهل السنة والجماعة في شيء، لا الفكر ولا المذهب أو المرجعية، بل هم فئة ضالة من الخوارج، تكفر المسلمين جميعهم، وتزعم أنها الفرقة الناجية الوحيدة، ولم يعانِ من ظلمها أحد أكثر مما عاناه العرب السنة في العراق وسورية، قبائل وأهل مدن، من قتل لشيوخهم وإعدام لمشايخهم وهدم لمساجدهم ونقب لقبور الصحابة والتابعين في مناطقهم، واستحلال لدمائهم وأعراضهم وأموالهم، ولا يجدون ما يدافعون به عن أنفسهم من أذاهم إلا بالأسلحة الشخصية الخفيفة في ظل حظر على السلاح عنهم من الدولة والتحالف الدولي، وعندما شاركوا في الحرب مع الجيش العراقي والحشد الشعبي ضد الدواعش طعنوا من الخلف وأعدم العشرات منهم على أيدي ميليشيات طائفية مندسة.أما تسليح الدواعش فهو مما غنموه من أسلحة تركها الجيش العراقي عندما انسحب من قواعده بالموصل، وما استولوا عليه من الجيش السوري عندما أخلى إحدى قواعده الجوية تاركاً خلفه معدات وأسلحة وذخائر تسلح جيشاً كبيراً.ويصرف الدواعش من الأموال التي نهبوها من البنوك والشركات عندما احتلوا الموصل، ومما يبيعون به البترول الموجود في المناطق التي يسيطرون عليها، ومن الاتاوات والفِدى التي يتقاضونها ثمناً لإطلاق سراح المخطوفين من عرب وأجانب.إن القول بأن تكوين الدواعش تم لحماية السُّنة هو ظلم أو جهل، فالعرب السنة وأقليات عرقية ودينية صغيرة تعيش بينهم في مناطقهم للتسامح الذي يجدونه لديهم، يعانون القهر والإبادة والتهجير على أيدي مليشيات خارجية التسليح والتمويل والدعم، وحتى القيادة الميدانية، حتى إن المرجع الديني الشيعي العراقي آية الله العظمى السيستاني جزاه الله خيراً طالب بالرفق بالسُّنة وعدم سلب ممتلكاتهم الموجودة في المناطق المحررة من أيدي الدواعش، لأنها بلاد إسلام لا ديار حرب، وحرص سماحته على الوحدة الوطنية في العراق.نبرأ من الله من أي فعل يضر بالمسلمين على مذاهبهم وأصولهم كافة، ومن يقيمون في بلادهم مسالمين من بقية الديانات السماوية ممن يفعله كل من يستخدم الدين لخدمة أهداف وأطماع سياسية عنصرية، فالدين علاقة بين الإنسان وربه، والوطن يحضننا جميعاً، ولا نجاة مما يدور في بلاد العرب والمسلمين إلا بالتمسك بما نتفق عليه، والتخلي عن كل ما يفرقنا، وعدم السماح لأي أجنبي بالتدخل بيننا.