القهوة شراب اعتاد الناس على احتسائه، وكلما طال الزمن اختلفت أنواعها ونكهاتها وتسمياتها، وكثير من المطربين تغنوا بها وبالاستمتاع عند تناولها، وإن الأماكن التي تقدم فيها هي المقاهي، والمقاهي تكاد أن تتعدد أغراضها وغاياتها بالإضافة إلى قضاء الوقت والتمتع بشراب الشاي والقهوة.فمنها المنتديات الثقافية التي كان يتقابل فيها الأدباء والشعراء والفنانون وقد تطورت المقاهي ودخلت عليها أغراض كثيرة وأصبحت مصدرا من مصادر تلوث البيئة عن طريق الأدخنة التي تتصاعد من تعاطي أنواع التبغ عن طريق الشيشة.وكثيرا ما تم الحديث عن الأخطار الناجمة عن استمرار فتح المقاهي طوال اليوم ما قد يتسبب في كثير من العنف والمخدرات، وهذا مما لا تحمد عقباه، وقد تداول أخيراً تفعيل القرار الصادر من مجلس الوزراء العام 2004 ولم يتم تنفيذه طوال هذه المدة وقيل بأنهم سيحددون أوقات فتح المقاهي حيث اقتصرت في المناطق غير الصناعية إلى الساعة الثانية عشرة ليلا وفي المناطق الصناعية حتى الساعة العاشرة مساء فيما عدا أيام عطلة نهاية الاسبوع وذلك تجنبا لوقوع المشاكل المختلفة التي تحدث في المقاهي وهنا يتبادر إلى الذهن أسئلة أهمها:هل القرار أصدر كي يفعل في هذه الفترة من الزمن؟ ولماذا لم يفعل منذ صدوره؟ وهل القضاء على المشاكل المختلفة تكمن في غلق المقاهي؟ أم إيجاد طريقة في الوصول إلى الجريمة وإيجاد السبل المختلفة التي تعمل على الحد منها أو اجتثاثها في أي وقت أو في أي زمن، أو الذي يريد أن يعمل جريمته تختصر على الليل فقط.وهل الذين لا يملكون ضمائر حية وأخلاقا طيبة يصحون بالليل وينامون في النهار أم هم دائما ينشرون سمومهم وسماتهم الخبيثة في أي وقت وفي أي زمن؟فحري بنا أن نفكر في اقتناص العابثين والمخربين والمجرمين وفق خطط مدروسة في جميع الاوقات.يقولون إن الذين يريدون أن يمددوا فترة فتح المقاهي بإمكانهم الحصول على إذن بذلك.غدا ستجدهم جميعاً يطلبون الإذن وتمتد مدة الفتح إلى ساعات متوغلة من الليل ويظل الناس يتسامرون في المقاهي وتنبعث الأدخنة من القداوي حتى تبرز الغزالة من خدرها وكأن لم يكن لهم عمل في الصباح.مالنا في هذا الصدد إلا ان نقرأ ما قاله الشاعر عبدالله سنان يرحمه الله:ففتش على قهوة طعمةمهيلة تنعش الأكبدافإن مات منا شهيد بهافقلت ذاك بالتخمة استشهدا